قد تتعرض علاقاتنا الاجتماعية في أي لحظة للانهيار بسبب عدم وضع حدود مسبقة تحكم العلاقة، وهذا يؤكد أهمية الحدود في العلاقة لأنها تحافظ على التوازن والاحترام بين جميع الأطراف، بمعنى أبسط تعلّم كل شخص حدوده بالعلاقة، على سبيل المثال إن لم نضع حدود واضحة في علاقات العمل، قد نجد صديقا أو زميلا في العمل يتعدى الحدود الشخصية بالتدخل في بعض القرارات دون استئذان مثل فرض أو تقديم آراء في الحياة المهنية أو العاطفية، وفي مثل هذه الحالات يؤدي عدم وضع الحدود بوضوح من البداية إلى تدهور العلاقة وزيادة التوتر والاستياء بين الطرفين.

حتى بالعلاقات الزوجية لابد أن يكون هناك حدود شخصية، ليس كل شيء مباح، فمثلًا يجب أن يحترم كل طرف المساحة الشخصية للطرف الآخر والحق في رفض طلب أو اقتراح الأخر بدون الشعور بالذنب مثلًا، أن يكون هناك قدرة على التعبير والتحدث يوضوح عن احتياجاته العاطفية والمادية بدون الخوف من الانتقاد أو الرفض.

والسؤال الأهم من وجهة نظري وما أريد أن نتناقش فيه هو كيف نحدد الحدود الصحية في العلاقات؟

فتحديد الحدود الصحيحة بين أي اثنين، يتطلب منهما فهم جيد لاحتياجاتهما الشخصية، وقيمه ومبادئه، فخطوطي الحمراء قد تختلف عن خطوطك الحمراء، لذا يجب أن يكون هناك إدراك لذلك بوعي.