لا شك بأنها من أشهر العبارات المفحمة التي تقال لنا عندما نحشر أنفسنا فيما لا يعنينا أو نقولها نحن لشخص حشري بنبرة غاضبة بسبب أن ذلك الشخص قد حشر نفسه في شؤوننا الخاصة دون إذن و دون صلاحية عبور ، و يتم ذلك حسب ما عاينته و لاحظته عند الكثير غاضين الطرف عن ما إذا كان تدخلا بنية طيبة غرضه الفهم و الإصلاح أو تدخلا بنية سيئة بغرض التجسس و الإفساد .. فهم يرون أن التدخل و الإقتحام كله نابع من سوء نية و هذا شيء غريب عجيب !

و لذلك أردت بهذا الموضوع أن أستشيركم و أعرف منكم :

ما الذي يعنينا فعلا لكي نتدخل فيه ؟ و ما الذي لا يعنينا فنتجنبه ؟

الملاحظ و الظاهر هو أن الناس يختلفون حول ما يعني لهم و حول ما لا يعني لهم بسبب كونهم عنصر عاطفي قصير النظر و الإدراك تحركهم المصالح و الأمزجة و الأهواء الخاصة ، و لكن ماذا عن العلماء و الحكماء و العقلاء فهل يشاطرون بقية الناس في تحديد ما يعني و ما لا يعني لهم و للحياة ؟ ، عن رأيي كإنسان عادي يحضرني قول بليغ لا أدري من قائله لكنني متوافق مع فحواه ، و هذه صيغته :

جميع ما حولي يعنيني لأنه يحتويني

تعليقي الشخصي : الحياة مترابطة و متماسكة حتى لو لم ندرك و نستشعر ذلك ، و جميع ما في الحياة و الوجود له دور و تأثير و يساهم في التأثير على كل شيء غيره حرفيا إما بالسلب أو الإيجاب ، إما بشكل مباشر أو غير مباشر ، و لذلك لا أجد أن هناك ما لا يعني لي كإنسان و هنا أتكلم عن نفسي ونظرتي ، و لذلك المواقف التي تجعلني أشعر و كأنني متطفل تسبب لي إحراج شديد و تظلم نيتي و قصدي و تجعلني أحتار جدا ..

ما قولكم و ما تعليقكم أنتم و هل حدود ما يعني لكم واسعة لا نهائية أم أنها ضيقة قصيرة و لا تتعدى ما يرتبط بكم شخصيا ؟