ربما أمكِ مثل أمي، تراقب جميع صداقاتك وتحاول اختيار أفضل الأشياء لك بشكل يحد من حريتك ويزعجك أحيانا، أو ربما هي كثيرة الدخل بينك وبين زوجتك وأولادك، وقد يكون والدك شديد التفحص والتدخل على قرارات المصيرية في الحياة بشكل يخنقك ، تخصصك الجامعي، مهنتك، أو أصدقائك وعلاقاتك، وحتى مواقيت خروجك ودخولك.... إذا كنت كنتم كذلك فأنتم لستم الوحيدين أنتم على الأغلب ضحايا ما يسمى علميا بآباء الهليكوبتر
يطلق مصطلح آباء الهلكوبتر على الآباء الذين يظهرون مراقبة مفرطة وسلوكات حماية ووقاية بطرق غير مناسبة لمراحل نمو أطفالهم من حيث يظنون أنهم يعبرون عن حبهم واهتمامهم وخوفهم على أولادهم، فيحاولون إدارة حياة أبنائهم بالتفصيل ويصرون على التدخل والمساعدة في خصوصياتهم التي يمكن للأبناء القيام بها بمفردهم، مع الأسف هذا النوع من اللآباء يستمر في مراقبة إبنه عن كثب إلى أعمار كبيرة، إذ تبدأ هذه الحالة منذ السنوات الأولى من حياة الطفل وتظهر جليا في سنوات دراسته الإعدادية، حيث يقوم الوالدنا باختيار أفضل صديق لطفلهم، ونوع النشاط الذي عليهم أن يمارسوه وكل تفاصيل الى سنوات الجامعة حيث يختاران نله نوع الكلية والتخصص ومنهم من يختار له شريك حياته بحجة الحماية والحب.
مع الأسف هذه الظاهرة تجر ورائها الكثير من الخيبات والأضرار التي تؤثر على حياة الأبناء بطريقة جد سلبية، اذ تربط الدراسات بيها وبين النمو غير السوي للأبناء وتعرضهم لعقد نفسية وحالات اكتئاب وقلق قد تؤدي للانحراف في بعض الحالات، وفي احسن الأحوال تؤذي الى نشئ غير قادر على تحمل المسؤولية وخلق الاستقلالية والكفاءة الشخصية ، بل وتخلق تشوه كبير في فهمهم لطبيعة العلاقات القريبة وكيفية التعامل معها.
في رأيك ماهي أحسن الطرق لتقليل هذه الظاهرة؟ وكيف تتعامل مع أبويك الذين يعاني معهم هذه المشكلة؟ هل تجرئ على تعليم والديك طريق أخرى للعبير عن حبهم وخوفهم عليك دون تحكم ومراقبة وكيف ؟
التعليقات