هذه المقولة للراحل أحمد خالد توفيق في رواية يوتوبيا، وهي تذكرني وقتما كنت وزميلي المقرب في أولى جامعة في مكتبة ضخمة في حي شعبي من أحياء مدينتي. ذهبنا نبتاع معجمين من معاجم الإنجليزية. كنت من قبل أتردد على تلك المكتبة التي تحوي آلاف الكتب القديمة القيمة من أجنبية بلغات عدة وعربية

كان عم أبو الحمد رجلاً ناهز السبعين وقتها لكنه كان عاشقاً لمكتبته وكتبه ويرتاد المكتبة أساتذة جامعات فضلاً عن محبي المعرفي والثقافة من الطلاب وغيرهم. ونحن في طريق العودة قال لي زميلي: سيبيع هذا الابن المكتبة بمجرد وفاة أبيه ويلعب بها قمار! ضحكت ولما سألته عن السبب قال: ألا ترى طريقة تعامله وشكله!

بالفعل رحت أزور المكتبة من شهر فرأيت مكانها قهوة ومعرض موبيليا!!! كدت أنفجر غيظاً وعدت أدراجي وانا أكاد أسب الابن بعد وفاة الأب. ثم سألت نفسي: هل أنا محق في ذلك؟! الثقافة والكتب لا تأكل عيش ومن عساه يقرأ في هذا الغلاء والناس قد لا تجد السكر في بلادي؟!! لماذا لا يستغل الابن المكان الفسيح فيما يربحه مادياً؟!

هنا تذكرت قول أحد الزملاء وأنا أقول له: يلا معندكش حجة. المفروض دلوقتي تكون في المكتبة متسبهاش ليل نهار! قال لي -وكنا في أولى جامعة: لما يأكلني الأول ويلبسني ويشربني ويجوزني يبقى يبني ليا مكتبة ويقولي تعالى أقرا!!