منذ اللحظات الأولى لولادتنا، تدفعنا ميولنا الفطرية للبحث عن الطعام والشراب والحماية، ونظل نبحث عن هذه المصلحة حتى نهاية حياتنا.

ومع تقدم الإنسان في العمر، يزداد وعيه بمحيطه، فيدرك أن تحقيق مصالحه يتطلب التعاون مع الآخرين، فينشئ علاقات تبادلية، يقدم فيها خدمات أو منتجات أو حتى معاملات بسيطة مقابل الحصول على ما يريد.

ويمكن أن تكون أخلاقك الكريمة وأفعالك الحميدة دون مقابل ولكنها في الحقيقة أيضًا بمقابل وهو شعورك بالرضا والسلام النفسي، حتى الأم فهي تعطي بلا مقابل وبلا حدود ولكنها في الحقيقة ترضي نفسها، فلن تشعر الأم بالراحة والطمأنينة إلا عندما ترى ابنها بخير وفي سعادة، فذلك منفعة ومصلحة لها فتسعى لتحقيقها.

لذا أرى أننا كأشخاص عندما نبحث عن مصلحتنا بالمقام الأول، هو أمر طبيعي وفطري، ليس به استغلال أو أنانية، والمصلحة قد تكون نفسية كأن أشعر بالراحة والطمأنينة بالحديث مع صديق ما، أو رفقة صديق ما، وربما مادية غالبا. لذا لو دققنا جميعا في علاقاتنا اليوم سنجدها كافة قائمة على المصلحة، ولا أدري لماذا ننتقد الشخص الذي يبحث عن مصلحته اليوم؟!