أوه يا صديق، لقد اقترب رمضان الفضيل وإذا كنت مثلي فقدت لياقتك البدينة واكتسبت بعض الكيلوغرامات بسبب الجلوس الطويل أمام الشاشة، فالمؤكد أنك تفكر في كيفية التخلص منها في هذه الأسابيع القليلة قبل أن يأتي رمضان وتضاف إليها كيلوغرامات جديدة بمساعدة القطايف وصينيات قلب اللوز والمشهيات التي لا تنتهي، لكن كالعادة لا يدوم التحفيز والخوف من أجل التغيير سوى سويعات وأيام قليلة وتعود من جديد كما لو أنك لم تفكر في الأمر، لكني اكتشفت نظرية جميلة يمكن أن تغير نظرتنا للتحفيز وكيفية فهم ما يحفزنا فعلا على المدى البعيد.
نظرية التوقعات العقلانية للروبوتات، التي قدمها كل من إدوارد تولمان وكورت لوين، تقول النظرية ببساطة أن مشاعرنا الذاتية للتحفيز هي مجرد حسابات رياضية لا واعية، تقوم فيها أدمغتنا باحتساب الفوائد والتكاليف التي تنتج عن أي قرار نريد أن نتخذه، والمعادلة ببساطة هي: الفوائد × الاحتمالات المتوقعة – التكاليف.
مثال: الدافع والتحفيز الذي نشعر به من اتباع رجيم قاس بغرض خسارة الوزن سيأتي من المنفعة المتوقع حصولها الصحة وجمال الجسم مضروبة في احتمالية النجاح مطروحة من الجهد أي الالتزام بالتجويع والامتناع عن كل ما نشتهيه طول تلك المدة.
تشير النظرية أنه إذا كنا لا نشعر بالتحفيز الكافي والمستمر، فذلك ببساطة لأن عقولنا حكمت على خيار أخر أنه أكثر قيمة بالنسبة لنا الآن من أي خيارات آخرى، وفقا لها، إذا استسلمنا لوجبة شاورما أو طبق كسكي شهي ، ففي تلك اللحظة حكمنا على أن أهمية الشاورما أكثر بكثير مما لو كنا بجسم منحوت، والعكس، من يستطيعون أن يتجاوزوا إغراءات الشاورما هم من اختاروا أن يحكموا على أن صحتهم على المدى البعيد أهم من قطعة الشاورما الآن، في النهاية العميلة رياضية بحتة، قيمة ≥ الهدف = نجاح ، قيمة > الهدف = فشل.
يبقى السؤال الأهم في رأيك: كيف يمكن أن نلعب على أدمغتنا بحيث نجعلها تحكم بقيمة أكبر لصالح أهدافنا الصعبة بدلا من اختيار السهل الذي يضرنا على المدى البعيد؟ وماهي حيلتك الخاصة التي تستعملها لجعل عقلك يختار الاختيار الصحيح بدل الاختيار المريح؟.
التعليقات