مصلحة العمل أم الأخلاقيات هي ما يجب أن تكون سيدة الموقف هنا؟

حدث موقف مشابه في العمل وكنت أنا في موقف المدرس الذي عاد فجأة وفي وقت حرج أيضا أتذكر كنا في بداية شهر رمضان حينها جلست أنا وصاحب العمل وأخبرني بأن هنالك شخصا جديدا الأن فقلت له حسنا لا بأس سأذهب إلى للبحث عن مكان آخر لكنه قال لي بصراحة هو ليس بجودتك وأنا احتاجك قلت له على الأقل دعه يكمل شهر رمضان وبعدها يمكنني العودة ولكني لن أقبل أن يتم تسريحه في هذا الوقت الحرج وبالفعل أخبر صاحب العمل الموظف خلال شهر رمضان وأنه بعدها لن يكمل العمل ومنها أعطيناه فرصة للبحث عن عمل حتى ولو استغرق الأمر أكثر من شهر بعد رمضان لأن ليس له ذنب أنني عدت فجأة.

أقص عليك هذا الحدث لأنني مررت به وهو متوقف على الشخص وأخلاقه ومبادئه ولكن أيضا مرتبط بجودة العمل المقدم فبكل بساطة لو كان الموظف بالكفاءة الكافية فلن يتم الاستغناء وحتى لو تم الاستغناء عنه فيجب أن يكون في إطار مهني قبل الأخلاقي فليس من المنطقي مهنيا أن يتم تسريح المدرسة في هذا الوقت الحرج مع بداية العام الدراسي لأنها لن تجد وظيفة حتى نهاية العام الدراسي الأول وربما نهاية العام الدراسي بالكامل فهذا أمر غير مقبول مهنيا وأخلاقيا إلا في حالة واحدة فقط لو كانت نتائجها بالفعل سيئة وتؤثر على درجات الطلاب أما غير ذلك فهو غير مقبول.

حسنًا الأمر هنا يعتمد على سؤال هام: هل قيل للمعلمة الجديدة قبل استلام عملها أنه مؤقت فقط لحين رجوع الزميل الغائب؟ هل هي على علم وموافقة بذلك؟ في حالة كانت الإجابة نعم، فيحق للزميل الرجوع بالطبع لا مشكلة، وفي حالة كانت الإجابة فالحل هنا هو استيعاب القسم لشخص جديد، لأنه من البداية لم يذكر غير ذلك، أما فكرة الاستغناء عنها فهي ضد حتى العقد المتفق عليه، أو في حالة التأزم الشديدة، إيجاد مكان لها في نفس القسم ولكن في مدرسة أخرى قريبة. لأننا لنكون محايدين هنا في حالة عدم إخبارها بذلك من البداية فلا ذنب لها بتحمل مشكلات المدرسة على حساب عملها.

حقيقة هو واقع مر ومؤسف لكن ما حصل لديكم هو ما يحصل في كثير من القطاعات

المشكلة برأيي أن التفكير بحل المشكلة المطروحة كان يتسم بالجمود ويبدو أن أدارة المدرسة تعتمد على نظام النصاب الكامل للمعلمين دون التفكير بصناعة الخط الثاني من المعلمين الجاهزين للنزول للعمل في حالة تغيب او استقالة معلم لأي ظرف كان !

للأسف في بيئات العمل المتمركزة على احتياج التنظيم لا يُنظر للعنصر البشري إلا كأداة يُستفاد منها والعنصر ذو الفائدة الأكبر هو المرجح للبقاء ولا وجود لنظرة الأخلاقية أو لمهارات التفكير العاطفي في هذه البيئات وإذا استمرت بهذا النهج أعتقد أنها ستواجه صعوبة في المستقبل في الحفاظ على الكفاءات البشرية فلن يجدوا انفسهم إلا أدوات إنتاجية يتم الاستغناء عنها في حالة تغيير التوجه التنظيمي فما هم إلا رقم يضاف ويلغى حسب تقديرات احصائيات التنظيم .

وهنا يأتي السؤال ...؟

هل توجه المستقبل يتمحور حول الإنسان أم التنظيم

حقيقة هذه من اهم مناقشات ممارسي إدارة الموارد البشرية حالياً وكمتخصصة في المجال اجاهد بين الفكر الجامد والفكر الإنساني المعتمد على التمركز حول الكفاءة والمواهب المتصارع مع جمود النظام !

مريم الرمضان HR

مصلحة العمل و الاخلاقيات ليس خيارات نختر منها احدهما علي حساب الاخري بل هي أساس نجاح اي مؤسسة او منظمة ولاسيما المدرسة البيت الذي يُربي اجيال و تُخرج عباقرة و نوابغ و ترسخ المبادىء و القيم و الاصول و الاعراف التي تسود المجتمع

الخطأ يكمن في إدارة الموقف

كان بالإمكان بأن تكون هُناك العديد من الحلول المتوازنة لمثل تلك المواقف

لماذا تطلق عليها معضلة اخلاقية ؟

هي معضلة ادارية بحته ، المشكلة في المدير الذي تقبل وجودها في البداية وهو يعلم بأن لا يوجد مكان شاغر لها والدليل كما قلت بأنة تغيب لظرف قهري .

هل تم ابلاغ الموظفة بوجود زميل غير متواجد لظرف قهري من البداية ؟

حقا هي غير مسؤولة عن عودته فجأة ، ولكن اذا كانت تعلم بالموقف فاللوم يقع عليها على القبول

اذا كنت مكان المدير ماذا كنت تختار المستجد أم الخبير ؟

يوجد كثير من التفاصيل في الرواية غير واضحه في السرد مدة غيابة ؟ معرفتها بالامر ؟

موقف صعب حقا

🔦

الأخلاقيات تقدم على مصلحة العمل لأن العمل أساسه العدل و بدون ذلك ستحكمه الأنانية و يقدم العمل على الأخلاقيات إن لم يكن هناك مضرة لفرد أو لجماعة لكن بحدوث مضرة لا قيمة للعمل و جعل له الأولوية خطوة نحو دعم الفساد.

مسألة صعبة ولو كنت مكان المسؤولين كنت تمسكت بالاثنين وطلبت إعانة بأي وسيلة لأن الاستغناء عن اي منهم سيضر بالعملية التعليمية