الأعمال المنزلية للرجال، كيف تنظرون للرجل الذي يقدمها؟

لا شك أن المجتمعات العربية تختلف كثيرا عن الغربية خاص بما يخص الأسرة وأساليب التربية وفكرة أن الرجل الشرقي لا يشارك في الأعمال المنزلية كانت بسبب مخزون التراث الثقافي لدينا وأن المرأة لم تكن تعمل في الماضي لذا واجباتها محصورة في التربية والأعمال المنزلية ولكن ما حدث مؤخرا من تطورات في المجتمعات الشرقية جعل المراة تنافس في سوق العمل قد غير تلك الفكرة ووضعتنا أمام فريق يرى بأن الرجل الذي يساعد بالأعمال المنزلية ليس رجلا والغريب أن هذا الفريق مكون من نساء ورجال!، والفريق الآخر يرى بأن هذا الأمر لا ينتقص من الرجل في شيء بالعكس فهو يعلي من قدره ومكانته وخاصه لما جائنا من سيرة النبي بأنه كان يساعد أهل بيته ويقوم ببعض الأعمال المنزلية وهذا لم ينتقص منه شيء، وأنا مع هذه النظرة فأنا تربيت على مساعدة والدتي في الأعمال المنزلية كافة وأقوم بها حتى يومنا هذا وأرى فيها طريقة للمساعدة والاهتمام بعائلتي وأيضا تلك الطريقة جعلتني منظما إلى حد في حياتي.

مساعدة الرجل لـ (سيدة المنزل) ضرورة ملحة حال كانت هي بحاجة لذلك ولكن بالتأكيد [ليس فرض على الرجل] أو يجب أن يكون من ضمن أولوياته ففي النموذج القديم من الأسرة المصرية كان يسمى البيت ((مملكة المرأة )) وهي ملكته المتوجة ولا يمكن للرجل أن يتصور أو يتخيل أو ينظم البيت مثل زوجته حيث تحفظ كل شبر وتجد لها لمسة سحرية أو جمالية أو (مهنية) في كل مكان فالرجل بطبيعة الحال لا يجيد الطبخ ويميل للفوضى في حين المرأة على العكس تماماً ، ولكن أيضاً تقديم الزوجة لتلك الخدمات لا يعني أن تكلف بأي شكل من الأشكال على العمل أيضاً خارج المنزل وتقديم مساهمات (مالية) داخل المنزل حينها أين قوامة الرجل ؟ عمل الغرب على تشويه ذلك لمنظور و تصويره على أن الزوجة ((خادمة)) وأن الرجل (الشرير) يقتل طموح الزوجة ، في حين أن النموذج المعاصر ((الرأسمالي)) الذي أصبح يستهلك كل أموال المرأة والرجل جعل الناس منكبة على جمع رأس المال وإهمال المنزل وترك الأطفال دون تربية أو أهتمام حيث كانت تلك المهمة [التربية] هي أولوية الزوجة والأم وتنشأة الأطفال على سلوك قوين ، وأصبحت المرأة ترى أن هناك ظلم أن قامت بالدورين ، والرجل قلت فرص عمله والبيت أصبح مهمل وأنا لا أحاول القول أن الزوجة عليها أن تخدم الرجل أو تتوقف عن العمل .. أنا أرى ببساطة أن لكل منهم دور مكمل للآخر وكلاً منا ميسر لما خلق له.

كلٌ يراهُ حسب مكانته في في الأسرة، الأم والأب على الأغلب سيرون أنه بالتأكيد فرض على زوج ابنتهما وليس فرضاً على ابنها المتزوج، وأما الزوجة فسترى أنه فرض على الزوج والأخ والإبن وحين يصل الإبن سن الزواج سترفض أن يشارك في الأعمال المنزلية.

أما أنا فأراه ليس قانوناً يطبق، بل هي شراكة مبنية على المودة والرحمة، فالحق يقال أن الرجل يعود إلى المنزل متعباً يطلب الراحة بعد عناء، وعلى الزوجة أن توفر له ذلك لأن هذا دورها، ولكن أيضاً إن طلبت الزوجة أو الأم المساعدة أو كانت متعبة أو تزمرت في كثرة الأعباء عليها، يجب أن يكون الزوج متعاوناً ومتفهماً، وربما بكلمات قليلة يزيل عنها هموم من الجبال، في أغلب الأوقات أجد أن المرأة تحتاج أكثر إلى الدعم النفسي، من يخبرها أنها لم تقصر، من لايلومها على تقصيرها، من يدعمها في أوقات ضعفها، ومن يتحملها في جميع أمزجتها، وكان لنا في رسول الله أسوة حسنة.

فما رأيك في هذه المسألة؟ وهل اكتساب الرجال فكرة المشاركة والمساعدة في البيت يجعلهم مأنثين؟

وهل المرأة التي تعمل وتساعد في مصروف البيت ومصاريف الأولاد أصبحت مسترجلة؟ لا أبدا، الزواج ليس حقوق وواجبات فقط بل هو مشاركة مشاركة في كل شيء، كل ما يمكنك القيام به تشارك فيه من أجل بناء الأسرة، الرجل عندما يسالعد زوجته لا يتخلى عن قوامته بل يطبقها بمعناها الصحيح، القوامة لا يعني أن تتسلط وتتحكم فقط بل أن تكون مسؤول ومعيل ومقدر لزوجتك محترم لها وغيرها، والعمل المنزلي والمساعدة في التربية هي من صلب ذلك وليست خارجه.

اعتقد ان الامر لا يرتبط بالتأنيث ولا بالاقتصاد وانما بالعادات والموروثات القبلية التي يمكن تسميتها بين الهمجية والعدوانية وبين احتقار المرأة , لماذا موروثات عدوانية لإنها ترتبط بحياة البداوة والصراع والحرب التي يلعب فيها الرجال الدور الاساسي والناس لا دور لهن في الحرب اذا لا دور لهن في الحياة سوى الخدمة والطاعة .

من ناحية اخرى فان المرأة خصوصا العاملة لا تستطيع التوفيق بين العمل خارج البيت و العمل داخل البيت بدون مساعدة الرجل ولو بأمور بسيطة لكنها تعطي الدعم النفسي والمعنوي للمراءة .

فلنقل أننا سننظر للأمر بعيدًا عن الدين، حيث أن قدوتنا صلى الله عليه وسلم كان يساعد أهل بيته، وهو سيد البشرية، وهذا لم ينتقص من رجولته في شيء، إلا أن الحياة ومتطلباتها تتغير، نحن الآن في زمن تعمل فيه المرأة، تمامًا كالرجل خارج منزلها، ومن الطبيعي أن يساعدها الرجل في ظل كل المسوؤليات المترتبة عليها وحدها، وحتى وإن لم تكن تعمل، فتنظيف المنزل والطبخ والتربية حمل ثقيل من غير المعقول أن لا يكون للأب دور فيه، من باب المساعدة أولًا والمساندة لزوجته ومن باب أنه لبنة مهمة في تشكيل شخصية وسعادة عائلته.

المشكل يكمن في أن البعض، يرى أن الرجولة هي الغطرسة والاستبداد والتعالي والتسيد على أهل بيته، ما دام يوفر الشق المادي من بين جوانب كثيرة تحتاجها الأسرة، والأدهى من ذلك أنه حتى في الحالة التي تكون الزوجة تعمل خارج البيت، وتتقاضى أجرا شهريا وتنهض بجزء من تكاليف حياة الأسرة، يأبى هذا النوع من الرجال مد يد العون لزوجته. في حين، الرجولة هي رمز الحماية والقوة والشجاعة والمساعدة والحلم والدعم والسند.

ومساعدة الرجل في أشغال البيت، ينم عن سمو أخلاقه، وحسه العالي بالمسؤولية، ورجاحة عقله، لأن بمساعدة زوجته في مهام البيت، يقوي سبل التواصل بينهما، وروابط الحب والاحترام، وهذا ينعكس على سعادة الأسرة بكاملها.

إذا كانت المرأة تعمل فسيكون من الواجب على الرجل مشاركتها في الأعمال المنزلية، ليكون الاثنان على نفس المستوى من القيام بالمهام داخل المنزل وخارجه، ولا أعتقد أن الأعمال المنزلية تنقص من رجولة الرجل شيئًا؛ وفكرة الغرب الرأسمالي الذي الذي يسعى إلى تأنيث الرجل أعتقد أنها تندرج تحت نظرية المؤامرة التي يغرق بها العالم العربي وحسب.

بالعكس المبادرة تعكس طبيعة الوقت الذي نعيش فيه والتحرر من الأفكار العقيمة وهذا ما يميزه.

اعتقد ان هذا امر طبيعي، المرأة في الاخير تبقى انسان يتعب مثلها مثل الرجل، و مساعدتها يجب على كل رجل سواء مع امه و اخته او مع زوجته.

من ناحيتي انا فبضل مساعدة اهلي حاليا تعلمت الطبخ، لا اقول طبخ احترافي مثل المرأة ولكن على الأكل استطيع ان اعين نفسي اذا كنت بحاجة ان اطبخ و هذا اراه امر ايجابي خاصة من هذه الناحية