هل تشعر أنك تمتلك خيار عدم التصديق ؟


التعليقات

أحيانًا عندما يحدثني الطرف الآخر بما لا أصدقه فإني لا أكلف نفسي عناء مواجهته بتشككي أو عدم اقتناعي، قناعتي شيء يخصني ولا أحب الدخول في مهاترات لا تفيد، وهذا ليس خشية اضطهاد أو ما شابه.

لدي نفس الأمر، والإحساس، فحينما لا أقتنع بكلام أحدهم، لست مطالبا بإقناعه بفكرتي المخالفة له، ولا بتبيان أن لدي رأي مخالف تماما لرأيه، أبدء دوما بخيار التوافق بيني وبين الطرف الآخر، حينما أحسّ بأنّ أحد الأطراف بدأ في افتعال النقاش الحاد الغير موضوعي، وأرى بأن هنالك نوعا من الاحتقان قد ينشب، فقط أنسحب!

إلا أن الانسحاب ليس حلًا دائمًا، صحيح!

طبعًا، لكن نتخير من نناقشهم يا صديقتي، النقاش وحتى النقد يكون مفيدًا لو كان بناءً، لو كان طرفي الحديث على ذات القدر من الثقافة ويطبقان مهارات الحوار من تحدث واستماع مهما اختلفت الآراء، حينها يكون الإدلاء بالرأي فعالًا.

بالضبط، ولا يتوقف الأمر على خشية احتدام الكديث واحتقانه، بل أحيانًا أرى أن معتقدي ووجهة نظري أثمن من أطرحها في موضع لا أستسيغه.

لكن في ظروف معينة نحن نحتاج لمعرفة الرأي الآخر ، و يحتاج هو لمعرفة رأينا كذلك .. و لذلك الإشكال يكمن في من يمارس عليك ممارسات غير عادلة بناءا على حقك في امتلاك رأي خاص بك و حقك في التكلم به في أي مكان من أرض الله .. أنت تتكلم كما تشاء و المستمع له الخيار في تجاهل كلامك أو تصحيحه بأسلوب محترم و محاججة مؤدبة دون شحناء و بغضاء ..

يحق لنا و للجميع إذا أرادوا أن يغيروا آراءهم بناءا على اكتساب معطيات و أدلة جديدة ..

أعتقد أن حق التعلم والتواصل والكلام والنقض والتكذيب هو حق محدود ومشروط، لأنه يتعارض مع حقوق الآخرين ومصالحهم. فلا يمكن لأحد أن يستخدم حريته بطريقة تضر بالآخرين أو تزعزع استقرارهم. كما لا يمكن لأحد أن يستخدم حريته بطريقة تخالف الأخلاق أو القانون أو الشرع. هذه الحدود هي جزء من مسؤوليتنا وانضباطنا كبشر، ولا يجب أن تغفل عن المجتمع أو الدولة أو الدين.

في المحصلة، أظن أن السؤال يجب أن يكون ليس من سلب منا حق التعلم والتواصل والكلام والنقض والتكذيب، بل كيف نستعيده ونستخدمه بشكل صحيح. فلا يجب علينا أن نستسلم للإكراه والتثبيط والسخرية من قبل الآخرين، بل يجب علينا أن نثابر على التعبير عن ذاتنا بشجاعة وصدق. كما لا يجب علينا أن نسيء للحق والحقيقة والعدل من قبل أنفسنا، بل يجب علينا أن نحترم الآخرين ونتعامل معهم بأخلاق وحكمة. هذا هو الطريق الوسط الذي يجمع بين الحرية والمسؤولية، وبين الفرد والمجتمع، وبين العقل والدين.

أعتقد أن ذلك حاصل في دولنا العربية! أما في معظم دول العالم يحق لك أن تتكلم مع الناس و الجماهير وأن تخطجب فيهم. يعني أسمع عن هايد بارك في بريطانيا وكيف أن الناس هناك يقفون يخطبون بالساعات والناس تسمع وتعارض باحترم وتؤيد كذلك فلا أحد يتم التضييق عليه أو التشهييربه أو التطاول. أعتقد أن الأمر له علاقة بالديمقراطيات الراسخة وكيف ترى الشعوب بعضها أو يرى الشعب بعضه بعضاً.

لدي سؤال لك خالد بما أنك ذكرت مسألة الديمقراطية وأنها أساس كل شيء، متى كان لدى العرب ديمقراطية؟ فمن بعد الخلافة الراشدة لم يكن لدينا وعشنا أفضل عصورنا، وعصورنا الذهبية، هل هذا يعني أن الديمقراطية وحرية الرأي ليست لنا؟

 فمن بعد الخلافة الراشدة لم يكن لدينا وعشنا أفضل عصورنا، وعصورنا الذهبية، هل هذا يعني أن الديمقراطية وحرية الرأي ليست لنا؟

أما أننا عشنا أفضل عصورنا فهذه أشك فيها ولكن لنقل أننا عشنا عصر أفضل مما لحقه حتى الآن! ولكن ما أعنيه بالديموقراطية أخي أحمد هي ذلك الشعور بأحقية الآخرين أن يعبروا وأن يتكلموا وأن يششكوا وأن يعترضوا دون حجر على رأيأو تخوين أو تضييق من أي نوع كان... ذلك الشعور لا ينمو في الشعوب دفعة واحدة بل لابد من عملية طويلة تستغرق عشرات السنين حتى تترسخ تلك القيم وتصير كأنها طبيعة في الشعوب. ولك عبرة في أعرق ديمقراطية وهي بريطانيا فقد مرت بأحداث مؤسفة من التعصب في تاريخها حتى عرفت أن الحل في الديموقراطية الحقة...

لا يمكن لأحد أن يستخدم حريته بطريقة تضر بالآخرين أو تزعزع استقرارهم

لابد من تبليغه أخي أحمد و محاسبته و توضيح العواقب له .. و ليس الحد من حريته و تغييب حقوقه ... لا يمكن التحكم و السيطرة و التكهن بما إذا كان الجميع سيستعملون حرياتهم في الإيذاء المباشر و غير المباشر ، هناك أشخاص طيبون مسالمون بالفطرة و مع ذلك هم يصنعون و يطورون ( أحقادا معينة ) على أي واقع لا يحترم حرياتهم غير الضارة أو لا يوضح لهم أين يكمن الضرر بالتحديد و لا يجاري عقولهم و لا ينظر بحياد لما يريدون قوله و إيصاله ..

لا يمكن إصدار أحكام مسبقة دون إعطاء فرص و دون الصبر .. هناك من لا يرى الطريق إذا حرمته من عود النار .. و أنت تعرف أن عود النار بإمكانه أن يحرق الغابات أيضا .. و لكن لا يحق لك سلبه لإنسان لا يرى و لا يبصر النور إلا عن طريقه .. إما أن تعطي له البديل الذي يرضيه و يرضيك أو أن تبني استعدادا خاصا منك في حالة ما إذا وسوست له نفسه و سولت له بالرغبة في الإيذاء ..

يشبه الأمر أن توفر ( للطفل ) وسائل تعلم و أدوات يحتاجها و في الوقت نفسه نوجهه و نبين له الطريق السليم الذي من خلاله يستطيع توظيف امكانياته لصالح الآخرين .. و لكن ( ليس أن نمنع و نحجب عنه حقوقه ) .. فالحجب شيء ضار على المدى الطويل أو القصير .. و لكن الإظهار المصحوب بالتوجيه نحو الطريق السليم الصحيح هو الخيار الأفضل ..

سأعطيك مثالا : بدلا من أن تقول لطفل ( لا يحق لك اللعب بالنار ) و تصمت .. أخبره بأن اللعب بالنار يجلب له و لغيره الخطر و الضرر .. اعطي له رابطة منطقية يستوعبها و تجعله يمتنع عن ( اللعب بالنار ) بحيث تجعله يكره فعل ذلك .. يمكنك أن تجعله يستشعر تجريبيا ( آلام الحرق ) و تخبره بأن ذلك الألم هو نفسه ما يحصل للآخرين حين تصيبهم بما يؤذيهم .. فإذا كان تعذيبه المدروس يساهم في توعيته بمضار السلوك .. فإنه سيتوقف عن اللعب بالنار دون المساهمة في خدش و اعتراض رغبته .. فالعقاب الممنهج المدروس هو أسلوب تعليمي أيضا .. لذلك يمكننا إعلام أي شخص بمضار و عواقب أفعاله عن طريق صناعة رابطة مفهومة له .. دون الحاجة إلى الكذب و التلاعب و الخداع و التضليل .. لا يمكنك أن تخدع عقلانيين للأبد فهم شعوريون إلى حد ما .. و إذا شعروا بالإذلال فهم جارحون جدا للأسف .. و ربما سيصعدون و يعقدون الأمور بشكل كبير .. لذلك من الضرورة تمويل بحوث تعنى بأساليب التربية و تعليم الحقوق .. بحسب خصوصيات و صفات كل طفل على حدة ..

أظن أن هذه الحقوق في الغالب موجودة، والكل يمارس حقوقه سواء في التعليم أو التواصل أو الكلام، لكن أن نعترض، أظن أنّ للاعتراض حدود لا بد من التوقف عندها، ليس لأنك جبان بل لأن الحياة قائمة على فكرة الضرر والأقل ضرر حاليًا، والأقل ضررًا في الحالة التي تتحدث عنها أن لا تعرض غالبًا.

الاعتراض على أمور غير عادلة هو ( حق انساني مشروع ) .. و تغييب و تعتيم و مصادرة و إدانة ممارسة هذا الحق و عدم تبليغه و تعليمه و تقنينه و السماح به .. كلها تعديات على حق شرعي من حقوق الانسان .. لا يجوز أن نطلب من شخص أن يصمت عن الكلام و التعبير عن ما لا يرضيه و لا يعجبه .. فمشاعره و أفكاره ( حتى و إن كانت قاصرة ) من حقه أن يعبر عنها دون التعرض لسخرية مذمومة أو إدانة خارجية غير مرغوبة .. الحل هو ( إصلاح مشاعره و أفكاره ) أو توجيهه إلى مصادر صحيحة تعالج مشكلته .. لا أحد منا يرغب في ( الشعور بالنقص في جزئية ما ) على الرغم بأن النقص موجود و لكن لا نرغب في السخرية منه .. نرغب و نحترم من يعطينا ( الحل ) مدفوعا أو مجانا .. المهم هو أن ( الحل ) متوفر .. لا نتقبل ( السخرية ) لأنها ليست حلا .. بل هي تعزز ( الشعور بالنقص و عدم الاكتمال ) .. نتقبل و نرحب بالحلول و الأفعال و المواقف العادلة .. و نرفض إساءات الفهم و سوء الظن و الكذب و التناقضات و استغلال السرية و اللعب من وراء الظهر .. لأن ما يحصل في الظلام مقدر له أن يظهر للنور .. لذلك يجب الحرص على عدم الاضرار بالنفسيات الطفولية .. حتى يكون الاحترام و التعاون متبادل و التواصل فعال .

أنا وأنت، ونحن جميعًا نعلم أن الواقع لا يشبه هذه الحالة المثالية التي تتحدث عنها، فهناك حد معين عليك أن تتوقف عنده كي لا تذهب وراء الشمس في البلد الذي تنتمي إليه، وسواء أكنت راض أو غير راض عن هذا الحكم الموجود في واقعك عليك أن تتوقف.

لذلك خلق الله نوعين من الناس في الحياة :

نوع واقعي يرى الواقع و يذوب فيه بخيره و شره و هم العاجزون عن التفريق بين الأمور الجيدة و فصلها عن المساوئ .. لا يستطيعون التفريق جيدا بين الخير و الشر .. و لا تهمهم سوى مصالحهم الخاصة فقط .. لو أنهم ولدوا و شاهدوا الناس تبيع بعضها بعضا كعبيد فإنهم سيندمجون مع الواقع دون أن يرتبكوا و يكون لهم استنكار لهذا الفعل ..
و نوع آخر مثالي يرى الواقع لكنه يحب الأمور الجيدة فقط و تؤلمه الأشياء السيئة و يرفضها لذلك يسعى إلى التغيير و إلى تحسين الواقع بشكل فيه مصلحة عامة فضلى للجميع .. لأنه يعلم أن مصلحة الجميع تعود عليه بفائدة و أجر حتى لو لم يتقاضى على ذلك أجرا .. لأنه مفطور على حب الخير و أجره يأتيه من الله ..

إلا أن الخير والشر لم يتم تقسيمه بهذه الطريقة المطلقة في الشرع والدين، وحتى الناس فلم يتم تصنيفهم بهذه الطريقة المحضة التي قمت بذكرها، وفي الموضوع المخصص الذي تقصده من هذا الطرح، حري بك أن تصلح نفسك وعائلتك، وأن تنشر الخير بلطف وسلاسة، وأن ينتقل الخير من شخص لآخر مع الأيام حتى يعم، أما فكرة الاحتجاج الذي قد ينتهي بخريف مدمر في البلد الذي تعيش فيه بحجة نشر الخير وقمع الشر فليست دائمًا هي الطريقة المثلى، والأمور لا تؤخذ بهذا التعميم دائمًا.

الله أعلم بأحوال خلقه ، لكن ما طرحته بشأن الصنفين هو مذكور في القرآن الكريم في عدة مواضع و آيات و قد ذكر الله أن هناك صنفين من الناس في الحياة : صنف يتبع ما تمليه عليه أهوائه و شياطينه و هم أصحاب السعير .. و صنف يتبعون و يبحثون عن الحق لكي تكون أعمالهم و أقوالهم طيبة نافعة يحبها الله و يحبها الرسول و الملائكة المرسلون .. و هو كل عمل و قول جميل يقرب من الجنة التي وعد الله بها عباده المؤمنين المخلصين ..

مرة أخرى الله صنفهم وفق لتفاصيل غير التي تشير إليه ضمنًا في حديثك، ليس لنا أن نصنف الناس بناء على فكرة نؤمن بها نحن، وإن خالفونا فهم من أصحاب السعير، ليست هكذا تقام الدنيا ولا هكذا يتم إسقاط الدين على تفاصيلها.

أنا لا أهدف للتصنيف و التمييز بين الناس لأنه ليس من اختصاصي بل اختصاص الخالق .. و لكنني أطرح ما فهمته و ما لاحظته من واقع خبرتي في معرفة الناس .. من طبعي التريث و الصبر و عدم التسرع و كلامي هذا مطروح بشكل عام و ليس قرآنا و لكنه مقتبس من القرآن و الدين .. و من الملاحظة المباشرة للناس في الواقع .. لاحظت أن هناك من يفضلون الاعتزال و الابتعاد عن الواقع و العيش وفقا لأحلامهم و نظرياتهم .. و هناك من لا يبالون بأخلاق المجتمع شعارهم : ( أفعل مثلما يفعل الناس فإذا أحسنوا أحسنت و إذا أساؤوا أسأت ) و لو سألت شخصا منهم ( لماذا تكذب ؟ ) سيقول لك : الجميع يكذبون ، و هنا تعرف أنه ( شخص إمعة ) لا يفرق بين خير و باطل .. و إنما هو تابع و منقاد ، و المشكل أنه لا يحسن اختيار قدوته و مرشده و معلمه ، إنه يتبع ( المنظور العام ) ، رغم أن رأي الأغلبية لا يعني الصحة على الدوام .. قد يكون ( الحق ) مع شخص واحد .. و ( الباطل ) مع مجموعة أشخاص ... فالمعيار ليس بالأكثرية بل الحقيقة تعرف بمعايير كثيرة و الشعبية جزء بسيط منها ..

أنت تتحدث عن قضية أزلية لا يوجد لها حل

الوعي الجمعي (المغيب) يدفع لفرض الرأي

الرأي القمعي السائد لأي فكر فاشي يدفع لقمع أي فكر مختلف عن السائد ورفض فكرة النقاش

إذا منح شخصاً ما حق النقاش فسيكون فقط من أجل السخرية والتنكيل به حتى يصبح عبرة

لا يوجد في الحقيقة مكان في العالم للرأي الراجح وإلا كان الحاكم من الأنبياء والحكماء والأذكياء ((الأخيار العاملين بالعدل كأساس للكون))

أتفق معك في أن المعضلة تكمن في الوعي المجتمعي كأفراد تعيش داخل مجتمع بمشاكله وأفكاره وطبقاته ذات الفروقات الاجتماعية المتفاوتة، والجهل غذاء الشعوب وعدوهم الأول، فكلما زاد النضج الفكري والتعليمي زادت الوعي الجمعي على مواجهة السلبيات بقوة ودعم الرأي والرأي الآخر.

ولكن بالحديث عن أنه"مغيب" فهذا حقيقي جدا فقد تم تغييره عن عمد في مستنقعات دوائر لقمة العيش والأمراض والمسؤوليات حتى لا يكاد يفكر سوي فيه كيف يمر يومي بسلام وسلام على الآخرين.

يوجد في عالمنا الكثير من الحكماء الأذكياء و الحكام العادلين القادرين على تحقيق العدل و الحكم بشرع الله و مراعاة الحقوق

حتى يكون هناك حاكم عادل ذكي يجب أن يرى الناس ذلك فيه من خلال واقعة أو حدث معين صديقي @WINTEREX وبناءاً عليه تلتف الناس حوله ليعالج مشاكلها

الناس للأسف يميلون مع مصالحهم المباشرة و يصدقون ( الاغراءات ) و يفتنون بالشعارات الرنانة .. نعرف أشخاصا أفنوا أعمارهم في الدفاع عن حقوق الشعب .. و في الأخير تخلى عنهم الناس و نسوهم .. لا أحد سيلتف حول قضية حق .. فالحق شيء مكروه لدى شعوبنا .. نحن نميل مع مصالحنا .. لكن القليل فقط من يرى المصالح العامة العادلة و المشتركة ..

أعتقد أن تعرض أي شخص لإغراءات حقيقية هو شيء أكثر من فكرة التعذيب أو الحرمان فأنت عندما تعاقب على موقف ما فأنت تعرف صدقاً أنك لا تملك خيار حقيقي سوى المواجهة والثبات على مبادئك ، ولكن عندما يحصل الشخص على أمتيازات ومغريات ويتلذذ بها (حينها يجد الكثير ليخسره) وهكذا يكون هو في اختبار حقيقي ، فالشيخ يظل شيخ حتى يقابل عاهرة حسناء ، والشريف يظل شريف حتى يجد مال دون حساب ، وهكذا الأمر دوماً وقليلاً هم من يظلون على القبات فينبذهم المجتمع لشرفهم أو عفتهن لكونهم يكشفون عيوب وفساد الجميع

هذه هي طبائع البشر أخي حمادة .. فهم خطاؤون ( يكذبون و يسرقون و تغريهم المغريات .. ) ، و لكن رغم ذلك هم متفاوتون من حيث درجات الصدق مع النفس و مع الآخر .. هناك من هم مستعدون ( بالفعل ) للتضحية بمصالحهم لحساب قضية حق بعد أن يتبين لهم ذلك .. فلا شيء ثانوي يستحق ( الامتلاك و الاحتفاظ ) على حساب حياة و كرامة بشر آخرين .. و هذه الأمور لا تعلمنا إياها مدارسنا المشلولة المتأخرة عن مدارس الأمم الأخرى ..

نحتاج لطرح موضوع أخي @WINTEREX عن التعليم في مدارس العرب وكيف يعيقنا عن التعلم الحقيقي ، ونعم هناك وقت يمر به كل شخص يجد نفسه قادراً وراغباً باتخاذ القرار الصحيح على حساب حتى مصلحته الشخصية

التعلم لا يأخذ منهجا واحدا ، و قد طرح هذا من قبل ، لا توجد نوايا و مطالبات شعبية و نيابية لأجل تحسين مناهج و أساليب التعليم في الوطن العربي .. هناك قلة اكتراث بالتعليم متجذرة في الشخصية العربية ..

ربما لا أتفق معك في حسمك بالقول :

 لا توجد نوايا و مطالبات شعبية و نيابية لأجل تحسين مناهج و أساليب التعليم في الوطن العربي .. هناك قلة اكتراث بالتعليم متجذرة في الشخصية العربية ..

فهل هناك يا صديقي أحصائية معينة تؤكد تلك الحقيقة أم انه فقط رأيك أو خبراتك بواقع ما تراه (والذي لا ألومك فيه بالطبع) ولكن في وجهة نظري لقد مررنا جميعاً بتجارب سيئة في التعلم ونحتاج بالتأكيد لرؤية وفهم حقيقي لما يحب حثاً علينا تعلمه وألية عمل منطقية يمكن العمل بها أليس كذلك؟

هذا رأيي أخي حمادة و ما عايشته من واقعي .. أنا عربي اللغة و الأرض و الانتماء و مسلم الديانة .. تمنيت لو كان هناك اهتمام عربي حقيقي بآراء علمائه و مفكريه و مطوري واقعه من خلال التخلي عن الانغلاق و الجمود و رفض الجديد النافع .. و لكن اتضح أننا كنا نبذل جهودا ضائعة بلا أي فائدة .. لأن هناك من خطط مسبقا للتجهيل و تغييب ترقية التعليم و تغييب تعزيز التواصل الفعال بين التلاميذ في المدارس .. لأن بعض الأطفال يحتاجون لتربية و تعليم و عناية خاصة .. و من غير المجدي تطبيق منهج تعليمي واحد على الجميع لأن هذا شيء سلبي للغاية .. و لا يعدل و ينصف جميع التلاميذ و بالأخص ذوي صعوبات التعلم و تأخر النطق ..

صدقني أحترم كثيراً كل ما تقوله صديقي @WINTEREX وأتفق معه في كثير جداً من النقاط ، ولكن نحن في مجتمعات هي بالأساس أكثر ما يعبر عنها هو مثلث (الجهل والفقر والفساد) حيث كلاً منهم يعبر عن الآخر ويتغذى في وجود الآخر ، ولكي تنشر وعي جديد لا يمكن لجهد فردي من القيام بذلك بل يجب أن يكون تصرف مبني على دراسة وتخطيط وتضافر جهات مختلفة من الدولة والمؤسسات على دعم حقيقي لذلك المنظور والذي لن يحدث تأثير سريع بل تأثير على مدى طويل.

نعم بالفعل أخي و هذا ما نتمناه و نرجوه و نأمله ..

طبعًا لكل إنسان الحق في كل ما تسائلت عنه لكن مع كل حق يأتي واجب ومسؤولية فالحرية ليست من المطلقات بل كل شيء في حياتنا مقيد لكن الخيار يتعلق بماهية القوانين التي تقيد هذه الحريات حتى لا تصبح تعدي على حقوق الآخرين، ويختلف الناس في هذا حول العالم فيجد البعض أن أغلبية المواطنين هي من تحدد ذلك عن طريق الآليات الديمقراطية ويرى البعض الآخر أنه لتكون القوانين عادلة يجب أن تأتي من مصدر لا يظلم ولا ينطبق هذا إلا على الله جل وعلى، لذلك يروا أن الشرع هو الأولى بالتطبيق من القوانين الوضعية لوضح حدود لحرية الإنسان بكل أشكالها.

لا أحد سيعترض على قانون يحمي حقوق آخرين .. و لكن ماذا لو كان هناك ( قانون ) يرضي طرف و يحزن طرف آخر ؟ .. القانون العادل هو الذي يرضي الجميع و يراعي حقوق الجميع و لا ثغرات فيه يمكن استغلالها ..

اذا أحزنني ( قانون ما ) فمن حقي الاعتراض عليه .. و ليس من حقك ( الادانة و الاعتراض ) .. بل انك مطالب بتحقيق ( مطلبي ) بشكل منصف لي و منصف لك معا .. لكن في حالة ما إذا اعترضت و أصررت على موقفك الرافض لحقي فذلك سيصنع كراهية مني موجهة نحوك .. و السبب فيها هو ( موقفك غير العادل ) .. لأن [ الموقف العادل ] واضح و يصوت عليه الأغلبية و فيه مراعاة لجميع الحقوق لا جشع و لا استغباء فيه .. لأن ضياع الحقوق هو سبب كبير لانتشار الكراهية و الحروب و غياب الرحمة ..

و لابد من ( الانتباه ) إلى الحقوق المعنوية و الفكرية بشكل خاص و عدم اهمالها و تغييب دورها في صناعة الحضارة المادية و صناعة جميع التكنولوجيات و المناهج و الطرق التي يسرت و ساهمت في ازدهار الحياة ..
استغلال المعنويات و العقول و الجهل و عدم توضيح الحقوق .. و الاستهزاء بهذه الأمور شيء خطير و له عواقبه لذلك لابد من أن نجعل ( كل طفل و كل إنسان يستوعب و يعي حقوقه و يعرف كيف يطالب بها و يدافع عنها ) ، حتى يعيش حياة كريمة متصالحة متعاونة مع جميع الناس يعرف منزلته و مكانته و دوره فلا يستغل الآخرين .. و لا يستغل من طرف الآخرين .. فلا يرضى لنفسه و لغيره أن يكون ( علكة ) تمضغ ثم إذا غابت حلاوتها ترمى و كأنها لم تقدم شيئا .. لابد من تعليم ثقافة ( تقدير جهود الغير ) و توفير فرص للجميع .. و الحرص على المنافسة بشرف و بعدل .. و الحرص على مطالعة القوانين التي تعود عليه و على غيره بالنفع .. من حق الانسان المطالبة بتواصل اجتماعي و معرفة عميقة لما يحيط به و أن يكون تابعا لدولة و جيش عادل يحرصان على تنظيم حقوقه و ترتيبها مع حقوق غيره ..

ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.3 ألف متابع