تعودت منذ صغري أننا نستيقظ صباحًا لنشغّل التلفاز قبل أن نغسل وجوهنا ونبدأ في تحضير الفطور. تظل هذه الآلة تصدر صوتًا إلى ساعة متأخرة من الليل بدون تواصل (إلا في حالات انقطاع الكهرباء بالتأكيد)؛ فيطفئها آخر فرد من العائلة يذهب إلى النوم.

باختصار التلفاز أصبح في بيتنا مجرد ديكور أو قطعة كلاسيكية وجودها واجب ولكن بلا فائدة حقيقية. ينشغل كل شخص بما يفعله في حياته حتى أنه يمكنه دخول غرفته والغرق في مشاهدة فيلم على حاسوبه بالرغم من وجود التلفاز بالصالة يستغيث.

هذا الأمر جعلني أفكر في الاستغناء عنه تمامًا، وفي الحقيقة لم يتغير شيء في حياتي ولم أشعر أن شيئًا ينقصني. حاليًا أنا لا أشاهد التلفاز بتاتًا ولا يوجد لدي واحد في مساحة معيشتي، وأشجع الكثيرين على فعل هذا. فإن أرادوا إقناعًا أكبر فإني أذكر هذه الأسباب:

  • هناك الكثير من الأجهزة الحديثة التي تحل محل التلفاز وتقوم بوظائفه بشكل أفضل.
  • وجود الإعلانات المرئية الطويلة جدااا أحيانًا يجعلنا نشعر بأننا نتعرض للاستغلال علانيةً.
  • يفرض علينا ما نشاهده؛ فتتعاقب علينا أنواع المحتوى من ببرامج وأعمال فنية ولا يملك الشخص سيطرة على ما يتعرض له (أو يمتلك سيطرة محدودة للغاية)، والوضع يصبح أسوأ إذا كان المشاهدون أطفالًا.
  • تضييع الوقت والانهماك في المشاهدة دون إدراك للوقت. هذا الوقت الضائع كان من الممكن استغلاله في شيء أكثر نفعًا وتحديد المدة الزمنية لكل عمل وفقًا لما يناسبنا.

برأيي أن موضوع التخلي عن جهاز معين يتوقف على عدد سلبياته التي قد تفوق إيجابياته أحيانًا. لا ننكر مثلًا أنّ التلفاز قد يكون هو العنصر المشترك في لمّة العائلة وجلسات الضحك، ولكن هل هذا الأمر بالنسبة لشخص يستحق التضحية بوقته وتحمل السلبيات الأخرى؟ إذا كان يعتقد هذا بالفعل فعليه بالاحتفاظ بالتلفاز.

هل تمتلك تلفازًا في منزلك؟ وما هو معدل استخدامك له في المتوسط؟ وهل تفكر في التخلي عنه أم أن وجوده يعود عليك بفوائد أخرى؟