قديمًا كانت حاجة الإنسان محدودة، قد لا نحصر بالضبط ماذا كانت احتياجات البشر باختلافاتهم على مر الأزمنة المتعاقبة، ولكن الأمر الذي نثق جميعًا حياله هو أنّ هذه الاحتياجات تتزايد وها نحن نعيش ذروتها الآن خصوصًا مع التكنولوجيا التي تميز هذا العصر.

المثير للإعجاب هو أننا من خلقنا هذا الاحتياج بل وركضنا وراءه. هناك دائمًا شعور بأنه لا زال ينقصنا شيء علينا اقتناؤه؛ فنحن نتعرض لقصف مستمر من الرسائل الخفية والظاهرة التي تخبرنا بأنه علينا الحصول على كذا لنكون سعداء ومثاليين ومرتاحين في حياتنا.

ولكن ألا نتفق في أننا مختلفون عن بعضنا البعض اختلاف بصمات الأصابع؟ قد تجمعنا ظروف متشابهة ولكننا لو مشينا الأرض كلها ما وجدنا فردين عليها يعيشان نفس الظروف بنفس الاحتياجات. كلٌ منا له احتياجاته التي عليه أنّ يحددها هو لنفسه لتكون حياته بالشكل الذي يطمح إليه، والأهم من ذلك أنه ليست هناك قاعدة وليس هناك كتاب عنوانه "احتياجات البشر" يجب علينا اتباعه حرفيّا.

أكتب هذا لأنني واحدة من الناس تثقلها فكرة أنّ كل احتياج له غرض، وحتى لو كان هذا الاحتياج تافهًا فإننا نسعى إلى تعظيمه والجري وراء الحصول عليه. ثم بالنهاية ماذا؟ يكفي أن نستحضر غرفة "الكراكيب" الفوضوية في معظم البيوت، بل والأدهى أننا نستمر بالاستهلاك والإنفاق على أمور نظن في أول الأمر أننا بحاجة إليها ثم ندرك أنها زائدة على حاجتنا فننصرف عنها.

ملاحظة: كلامي بالمساهمة لا يعني أنني أدعو إلى اتباع مبدأ المينماليزم أو التقليلية فلا داعي لأن يكون هذا المحور جزءًا من النقاش.

فهل تشاركني نفس وجهة النظر أم تحمل رأيًا آخر في الموضوع. وما هي الاحتياجات التي يؤّمن الجميع على أنها ضرورية ولكنك تخليت عنها لأنك تراها احتياجًا مصطنعًا؟