كيف يمكننا تطوير مهارات التفكير النقدي لتعزيز قدراتنا العقلية؟

إن استخدام هذا التحليل يستعمله الكثير في حياته عندما يقع في مشكلة ولكن للاسف الشديد منهم من يعلم أنه حلل الموقف على هذا المنهج لانه تعلم هذا ، ومنهم لا يعلم ، ومما حدث لي في حياتي ولكن لا استطيع أن أعرض المشكلة ولكن أقول : أنه في يوم من أيام حياتي العادية ، وقعت في مشكلة تتطلب مني اتخاذ قرارٍ هام. كانت الأمور معقدة ولم أكن متأكدًا من الخطوة التالية التي يجب أن أتخذها. هنا بدأ دور مهارات التحليل النقدي التي تعلمتها على مر الزمن.

أولاً، قمت بتحديد الخيارات المتاحة أمامي.

و اكتشفت أن هناك ثلاثة طرق مختلفة يمكنني أن أتبعها لحل هذه المشكلة. كان هنا التحليل الأول الذي يجب عليّ القيام به. قمت بتقييم كل خيار من حيث المزايا والعيوب، وما يمكن أن يترتب عليها من عواقب إيجابية وسلبية.

من ثم، قمت بتجميع المعلومات المتاحة لدي حول كل خيار من هذه الخيارات واسئل كل من مره بتجربة مماثلة لهذه المشكلة .

ومع تحليل الخيارات وجمع المعلومات، بدأت أعلم بوضوح أي الخيارات هو الأكثر ملاءمة لحل المشكلة. بعد التفكير العميق والنقاش الداخلي، قمت بتحديد الخطوة التالية التي يجب أن أتخذها.

كان الأمر ليس سهلاً وكنت بحاجة إلى الثقة بالقرار الذي اتخذته. ولكن عندما استخدمت مهارات التحليل النقدي لتقييم قراري والتأكد من أنه مدروس ومدعوم بالمعرفة والبيانات تأكدت كل التأكيد من قراري وأنه صائباً

وتعلمت من هذه التجربة وقت إذ أهمية مهارات التحليل النقدي في حياتنا اليومية. إنها الأداة التي تساعدنا في اتخاذ القرارات الصائبة وحل المشكلات بكل دقة وفعالية. وبفضل هذه المهارات، أصبحت قادرًا على مواجهة التحديات بثقة وإتخاذ الخطوات اللازمة نحو تحقيق النجاح والتقدم في حياتي ، وأظن أن هناك من البشر الكثير من يستخدم هذا ولكن دون معلومية .

بالنسبة لمهارات التحليل النقدي فأنا أجد أنه من الصعب اكتسابها ثم العمل على تطويرها والسبب هو أنّها تراكمية ولا تُكتسب مرة واحدة, لا زلت أتذكر أنّ المرة الأولى التي كنت أسمع فيها عن هذا المصطلخ منذ 5 أعوام لا أكثر أي عندما تسجلت أدب انكليزي. حينها كنا نقرأ روايات شهيرة ونعمل على تفكيكها وتحليلها من خلال دراسة السيرة الذاتية للكاتب والعوامل التي كانت محيطة به لدى كتابة الرواية ووضعه النفسي الذي يظهر من خلال القصة ومن ثم ندرس الرموز التي أشاعها من خلال قصته. هو أمر رائع كيف تنتقل من قراءة جامدة لا أكثر إلى قراءة حيّة للكتاب ثم للأشياء المحيطة وهو ما حصل معي فعلا. فقد صرت منذ ذلك الحين أرى الأشياء من خلال الولوج إلى باطنها لا من خلال ظاهرها المؤقت والمتبدل أحيانا. وما نحتاجه كثيرا في هذا الخصوص العمل على تطوير هذه المهارة لدى الأجيال الناشئة من خلال تعديل المناهج وتحسينها لتطال هذه المهارة . وحول تطبيق مهارات التحليل النقدي بالعودة إلى حياتنا اليومية فهي تفيد في تحليل الأشياء إنطلاقا من الجذور لا القشور وهو ما يساعدنا في حل المشكلات بفعالة أكبر.

كيف يمكننا تطبيق مهارات التحليل النقدي في حياتنا اليومية؟

موضوع مفيد يا محمد؛ فمهارة التفكير النقدي برأيي واحدة من أهم القدرات العقلية التي يمكن للإنسان إكتسابها وتطويرها..

حيث يُعتبر التفكير النقدي(Critical Thinking) وسيلة من الوسائل الهامة في حل المشكلات، إذ يتم استخدام القواعد المنطقية لتحليل الفرضيات ودراسة المعطيات الموجودة، بهدف التوصل إلى حلول مناسبة للمشكلات والمسائل المعقدة.

وتشمل مهارات التفكير الناقد العديد من الأدوات الهامة، مثل القدرة على تحليل الأفكار، والتفكير الإبداعي، وبناء الاستنتاجات الصحيحة.

ووفقا لتصنيف بنيامين بلوم عالم النفس الأمريكي للأهداف التعليمية (Bloom's Taxonomy) يأتي التفكير النقدي على قمة هرم ذلك التصنيف، كونه أرقى أنواع التفكير..

ولعل ما يميز تلك المهارة، كونها صالحة للتعامل مع جميع المدخلات الفكرية، بداية من أبسطها ـ كسماع اشاعة او خبر مضلل من احد الزملاء، ولكنك لا تقع بالفخ، لأنك فكرت في تفاصيل ذلك الخبر بطريقة نقدية تحليليةـ وصولا لأكثرها تعقيدا ـ كالنظريات العلمية والسياسية مثلاـ..

ــ أما فيما يتعلق بطرق تنمية التفكير الناقد، فمنها:

• إلتزام قواعد النقد العلمي، وعدم الانقياد للآراء الشائعة التي يتناقلها الناس.

• البعد عن النظر إلى الأمور من وجهة النظر الخاصة والتعصب لها.

• البعد عن أخذ وجهات النظر المتطرفة.

• تحليل المعطيات، وعدم القفز إلى النتائج.

• التمسك بالمعاني الموضوعية، وعدم الانقياد لمعانٍ عاطفية.

وكانت لي مساهمة سابقة تتحدث حول إحدى آليات التفكير النقدي..

بالممارسة والاهتمام بالنقد بشكل خاص

النقد في كل علم يتم تدريس اساساته وبالتالي يسهل على العالم ان ينقد ما هو في مجال علمه

مثلا كمطور برمجيات فان علم هندسة البرمجيات يتناول نقاط نقدية اساسية، كذلك في علم اللغة العربية يتم تدريس النقد الادبي! وهكذا دواليك

يبقى على الدارس ان يستمر بالنظر الى الامور بعين ناقدة وليس عين عادية

الكثير من الناس الذين يدرسون هذه العلوم لايكتسبون الرؤية النقدية قد يكون السبب عائد الى طبيعتهم الشخصية نفسها! فالنقد قد يميل نحو شخصيات محددة من نوع المفكر مثلاً

"لا يكفي أن نتساءل. يجب أن نتساءل بطريقة صحيحة." ما أجمل هذه العبارة

هذه مقولة فلسفية عامة، نسب أيضا إلى فيسلوف الوجود مارتن هايدغر ، يقصد من ورائها أن فهم العالم والكينونة لا يكون الا عن طريق السؤال، وليس اي سؤال، بل الاسئلة الصحيحة التي بإمكانها اضثارة اسئلة أخرى، السؤال الصحيح ليس هو الذي قود القود الى اجابات صحيحة بالضرورة بل هو السؤال الذي يستفز ملكة التفكير والنقد ويقذف في العقل أسئلة أهم وأكثر عمقا تسدعي المزيد من التأمل والبحث في العالم والذات .

برأيكم كيف يمكننا تطبيق مهارات التحليل النقدي في حياتنا اليومية؟ 

قبل ان تعرف كيف تطبقها، عليك أن تعرف أولا كيف تكتسبها وتنيمها، النقد اشبه ما يكون بعضلة، كلما دربتها أكثر أصبحت أقوى وأضخم، وكلما تغافلت عنها، كلما تراخت واضمحلت، وتوجد طرق عديدة لزيادة قوة هذه العضلة:

• القراءة الجيدة في المصادر والكتب ذات العمق النقدي الجيد.
• تنويع الأفكار والمجالات المعرفية التي يتشرب منها الشخص معارفه.
• ارغام الذات على فتح المغامرة في التفكير بشكل غير مريح في مواضيع مختلفة.
• الانخراط في نقاشات موضوعية مع من يمتلكون مهارات عالية في التفكير والنقد.
• تنويع الوسائط المعرفية كتابية ومرئية وسمعية من أجل امتلاك مختلف أنواع المعرفة واليات استعمالها.
• التفيكر في كل شيء مهما كان بديها، بطريقة جدية نقدية وعلم التسليم بأي فكرة مهما كانت سائدة ومقبولة.

شارك الأصدقاء بنصائح هامة من أجل تطوير هذه المهارة :)

في الحقيقة أرى أن مهارة التحليل النقدي هي مهارة تراكمية ، يتم تطويرها باستمرار بناءً على نشاطات وخبرات عديدة ، شخصيًا أعتقد أن تطوير تلك المهارة عندي ارتبط بتجربتين مختلفتين .

أولًا ، عندما كنت أدرس بالمرحلة الثانوية كُنا ندرس على أسس البحث العلمي ، حيث تعمل على مشكلة معينة وتبدأ بالبحث والملاحظة وطرح الأسئلة والفرضيات ثم تحاول إثبات فرضياتك وحل المشاكل التي تعوق الوصول إلى النتائج ومن ثم استخلاص النتائج وعرضها ، وبالتالي إذا قارنت بين التجربة الأولى لفعل ذلك والتجربة الأخيرة ... فإنه يُوجد فروقًا شاسعة في طريقة التفكير ونوعية الأسئلة والمشاكل التي كنت أحلها والمدة الزمنية التي كنت أصل بها للنتيجة .

وقتها ، أذكر أنه كان عليك اتخاذ قرارات فعلية مثل :

• لماذا قد أستخدم هذه المادة الكيميائية ولا أستخدم هذه ؟
• كيف أقوم بإرسال إنذار للحاسوب مباشرة إذا زادت نسبة الضغط داخل الجهاز ؟
• في حال تم العمل على مشروع على Scale أكبر ، فهل يُمكن استخدام نفس الأدوات ؟
• كيف أصل للحل بأقل تكلفة ممكنة ؟
• ... وهكذا

ثانيًا ، طبيعة مجال الدراسة والعمل ، فمجال علوم الحاسوب الذي أدرس به يتطلب دائمًا القدرة على اتخاذ قرارات فعالة وحل المشكلات ، ففي الأساس أنت تُنشئ برنامجًا أو تطبيقًا لحل مشكلة معينة ، يكون له هدف واضح وتظهر لك مشاكل كثيرة أثناء التنفيذ يجب عليك حلها وهكذا .

برأيكم كيف يمكننا تطبيق مهارات التحليل النقدي في حياتنا اليومية؟ هل يمكن أن تذكر أمثلة عملية لكيفية استخدام هذه المهارات في اتخاذ القرارات، حل المشكلات، والتفاعل مع الآخرين؟

يمكن استخدام هذه المهارات في العديد من المواقف في الحياة الشخصية والمهنية، ومن بين هذه المواقف مثلا:

• اتخاذ القرارات: يمكن استخدام مهارات التحليل النقدي لتحليل الخيارات المتاحة وتقييمها بشكل منطقي وعملي. مثلا يمكن تطبيق هذه المهارات عند اختيار الجامعة التي ستدرس فيها، أو عند اختيار وظيفة جديدة.
• حل المشكلات: يمكن استخدام مهارات التحليل النقدي لحل المشكلات اليومية التي تواجهنا في حياتنا اليومية. يمكن استخدام هذه المهارات لتحليل المشكلة وتحديد السبب الرئيسي لحدوثها، ومن ثم تقييم الحلول المتاحة واختيار أفضل الحلول.
• التفاعل مع الآخرين: يمكن استخدام مهارات التحليل النقدي في التفاعل مع الآخرين، سواء في العمل أو في الحياة الشخصية لتحليل الحجج والأدلة المقدمة من الآخرين، ومن ثم تقييمها والرد عليها بشكل منطقي وبناء. كما يمكن استخدام هذه المهارات في المناقشات والمحادثات لتحليل وفهم وجهات نظر الآخرين.