عبارات كثيرة، لا يعتد بها في المجال الأكاديمي. و ليست ميزانا لقياس تمكن أصحابها. لأنها ببساطة تفقد شرعية النسب. هي حجج ضعيفة، لا واقعية، تندرج ضمن مفهوم "الحجج الشبحية" و من هذه العبارات قولهم :
-أثبتت دراسة.
-قال الشاعر.
-قال أحد المتخصصين.
كيف تتعامل مع هذا النمط من الحوار؟ و هل تراه أداة قوية للتأثير و الإقناع؟
أثرت فضولي يا خالد. هل الاستشهاد بدراسة معينة حجة شبحية حسبما تشير، أم تقصد أمراً آخر؟ لكن على العموم، طرح مفهوم ندعي صوابه دون تحديد مصدر المعلومة هو مجرد إبداء رأي لا أكثر، يحتمل الخطأ والصواب. أما حين نتحدث بناء على معطيات علمية مثبتة نذكرها بدقة وأمانة، فعندها يختلف الحوار، وتكون أداة تأثير وإقناع قوية لا يمكن دحضها منطقياً إلا بالإتيان بما يخالفها استناداً إلى مصادر أخرى موثوقة إن وجدت.
أثرت فضولي يا خالد. هل الاستشهاد بدراسة معينة حجة شبحية حسبما تشير، أم تقصد أمراً آخر؟
الاستشهاد بدراسة معينة يمكن أن يكون حجة قوية لدعم الحجج والأدلة التي يقدمها المتحدث يا نبراس. ولكن ضروري الإشارة إلى المراجع والدراسات التي يعتمد عليها في حجته حتى تكون مقنعة أكثر، أما القول مثلا كما قال الأطباء أو الاخصائيين ليست حجة بالمرة، قد تكون مجرد رأي.
هذا ما أقصده تماماً يا عفيفة. أظن أن الصديق خالد يشير إلى الأمر الذي ذكرتِه في تعقيبك، لذا أحببت التأكد.
تتمثل قوة الخطاب الأكاديمي، صديقي نبراس في توظيف الأبحاث والدراسات الموثوقة والمعلومات المدروسة بعناية، وتقديم الحجج بشكل دقيق وموضوعي. لأن هذا يساعد على توضيح الأفكار وإقناع الآخرين بصحتها ومصداقيتها في المجال الأكاديمي.
أما و أن يذكر المحاجج حججا ضعيفة واهية، و المسماة بالحجج الشبحية : مثل قولك ( يقول معظم الناس، يقول العلماء..). فهذا لا يعدوا أن يكون مجرد خطاب تحليلي خال من القوة الحجاجية.
أما و أن يذكر المحاجج حججا ضعيفة واهية، و المسماة بالحجج الشبحية : مثل قولك ( يقول معظم الناس، يقول العلماء..). فهذا لا يعدوا أن يكون مجرد خطاب تحليلي خال من القوة الحجاجية.
أتفق معك بالتأكيد يا خالد. من يستخدم مثل هذه الحجج يحاول جعل رأي شخصي حقيقة عن طريق إقحام حجج واهية.
قد يقول قائل أتبثت الدراسة كذا ويضع رابط الدراسة منشورة بمجلة علمية معتبرة, وقد يقتنع القارئ بالدراسة فعلا وأنها تثبت صحة كلام الشخص المعتد بها, ولكن في واقع الأمر الدراسة لا تثبت ما قد فهمه منها, ذلك لجهله المجال العلمي موضوع الدراسة, لا يمكن لأي كان أن يقرأ الدراسات ويخرج بها باستنتاجات بما في ذلك الصحافة التي تنقل العديد من نتائج الدراسات مشوهة على غير حقيقتها, لجهل الصحفي بالمجال العلمي.
فما بالك بالعبارات من قبيل أتبثت الدراسات وكفى! دون أن يكون هناك أي مصدر لأي دراسة في كلامه.
أولا إستخدام تلك العبارات يجب أن تكون ضمن إطارها و لكن يلزم صاحبها أن يقدم الأسانيد أو المراجع.
إستخدامها على النحو الصحيح يعد أداة قوية للتأثير و يلزم التأكد من تلك المراجع حتى تكتمل الصورة و تستكمل المناقشات على أساس و قواعد ثابتة لا خلاف فيها فبالتالي الوصول إلى أفضل نتيجة .
الاكاديميين يسندون هذه الاقوال فعليا لاصحابها في كتاباتهم لابحاثهم وتسمى اقتباس من مرجع علمي او شخص متخصص في مجالة، او شاعر وهنا للدلاله على انه ليست هو القائل بل المصدر هو دراسة علمية مثبته وطبعا تعتبر حجج و وسيلة اثبات لا نستطيع ان ننكرها.
نعم فان العلم والابحاث العلمية لها طريقتها ومنهجها في الاقتباس وكتابة المصدر والمرجع في قائمة المراجع العلمية. والاستشهاد وذكر الشخص الذي اثبت هذه الدراسة هي علميا صحيح، وغالبا يتم الكتابة للمرجع او المصدر بطريقة ادبية في البحث العلمي.
وهناك عدة طرق لكتابة مصدر الدراسة ومنها (APA) ، و حسب شيكاغو. طبعا ضمن مناهج اختلفت في الطريقة لطرح المرجع او المصدر.
هذا اذا كنت تتحدث عن الاكاديميين في كتابة الابحاث فانهم اعتادوا على ذلك لانها من صميم عملها البحثي.
كيف تتعامل مع هذا النمط من الحوار؟
للتعامل مع هذا النمط من الحوار، يجب على المتحاور أن يكون حريصا على تحديد مصادر الحجج التي يستخدمها أو يستمع إليها، وأن يطلب من المُخاطب توضيح أو تفصيل أو تأكيد على ما يقوله وأن يكون على دراية بالمعايير والمقاييس التي تحكم صحة وقوة الحجج، وأن يتفادى المغالطات والتشويشات التي قد تضعف حجته أو تزيد من حجة خصمه.
و هل تراه أداة قوية للتأثير و الإقناع؟
هذا النمط من الحوار لا أرى بأنه يعتبر أداة قوية للتأثير والإقناع، بل هو أداة ضعيفة وسطحية وغير موضوعية. فالحجج التي لا تستند إلى مصادر موثوقة أو معروفة أو محددة، لا تملك قيمة إثباتية أو برهانية، ولا تقنع المتحاور الذي يبحث عن الحقيقة والبرهان، بل قد تؤدي إلى خلق جدل ونزاع وتشتيت بين المتحاورين، وتبعدهم عن الهدف الأساسي من الحوار.
مع ذلك فإستخدام نفس المصطلحات مرفقة بمصادر وأدلة مقنعة ستغير المفهوم بأكمله.
أحب هذا النوع من الحجج الشبحية لانها أداة قوية للتأثير على الآخرين، حيث يمكن استخدامها لإزالة أي مخاوف قد يكون للطرف الآخر بشأن موضوع معين أو لتحفيزه على اتخاذ إجراء معين. مثلا، إذا كنت تريد إقناع شخص ما بأن الرياضة مفيدة للصحة، يمكنك استخدام حجج شبحية مثل "الكثير من الأطباء يوصون بممارسة الرياضة" أو "العديد من الأشخاص يجدون الرياضة ممتعة ومفيدة لنمط حياتهم"، وهذا سوف يجعله ينظر إلى الرياضة بشكل إيجابي ويقبلها كنوع من العادات الصحية. ألن تؤدي مفعولها؟
ولا يمكن ان اغفل أنه يجب استخدامها بحذر حتى لا تؤثر سلبًا على الثقة التي يمكن أن يكون الآخرون يضعونها في آرائك. يجب أن تكون الحجج الشبحية موثوقة ومن مصادر موثوقة حتى يمكن إقناع الآخرين بمعتقداتك.
هذه العبارات التي جاءت في المداخلة، لا تعتبر حججا، ولا تمثل أدوات قوية التأثير والإقناع، إلا بقدر ما استمدت مصداقيتها من أسانيد صحيحة قوية مثبتة علميا وواقعيا، وإلا أصبحت حجة على قائلها لتفنيد أطروحاته.
أعتقد أن هذه العبارات تجعل الحجة تبدو أكثر شرعية ومدعومة من قبل خبراء. ومع ذلك، أعتقد أنه من المهم أن نكون على دراية بهذه الحجج وأن نتحقق من الحجج التي يستند إليها الكاتب قبل قبولها.
كيف تتعامل مع هذا النمط من الحوار؟
أقوم بالتحقق منها ومن صحتها و إذا لم أقتنع بها أرفضها .
هناك مستوى آخر أروع من الاستدلال في الحديث، مستوى لا أصل له، مجرد كلام هوائي، وهو أن يقول أحدهم لك ضمن حديثه: ٩٠٪ من الناس يقومون بكذا، ليكون هو نفسه المصدر.
كانت إحدى المساهمات هنا من فترة ناقشت أيضًا الاستدلال بالأمثال وإذا ما كانت تصلح لتكون أداة إثبات. ولكن هيهات.
التعليقات