من الغباء، بل ومن التفاهة أن يسأل شخص عاقل عن راتبك دون هدف عملي واضح، ومن السيء جدا أن تقبله دون تفكير، بهذا المعنى أجاب رجل الاعمال الأمريكي غاري فاينيرتشوك، في معرض حديثه عن تأثير نقاش على عقلية الناس ومسيرتهم للثراء، ونحن كمستقلين أو كراغبين في العمل الحر أثر من نواجه حرج هذا السؤال بدون أسلحة واضحة ولا إجابات تسكت الطرف المقابل إلى غير رجعة، فما الحل؟
يقترح النفسانيون أن نكون على مستوى عالي من الحذر أثناء مواجهة هذا السؤال، ليس لأن ذكر العدد نفسه هو المشكلة، ولكن لأنه من أكثر الأسئلة إنتهاكا لخصوصية الشخص وفرض السيطرة الاجتماعية عليه، دون وعي منه، وفي حال وقعت الإجابة الصريحة عنه بذكر عدد ثم تبريره، سيتحول النقاش من حالة استفسار إلى حالة مساومة على القيمة التي يوزن بها الشخص، وهنا يكون الشخص عاري تماما دون أي قدرة على حماية نفسه من أحكام المجتمع القيمية التصنيفية، وباعتبار النساء أقل اجرا من الرجال في اداءهم نفس العمل فسيكون هذا السؤال فخ ذكوري أخر يضاف على كاهلها.
يُنصح في هذه الحالة النظر أولا في مكانة السائل ومستواه وطريقة سؤاله، فإن كان محترما، فتكفي ابتسامة صامتة لينتهي السؤال في مهده مع احراج صغير للسائل، أما في حال كان عنيدا غير محترم وتقصد انتهاك خصوصيتك، فيفترض أولا المحاولة بأسلوب لائق واستعمال عبارات لينة من قبيل" لا أناقش راتبي" أو راتبي مسألة شخصية لا أسمح بمناقشتها"..أما في حال تمادي السائل وإصراره على إحراجك فيجب اخباره بأن تصرفه مزعج ولا بد أن يحذر من ذلك ، أما اخر ما يمكن هو ردعه بعبارات ولغة جسد قاسية، مثل النظر في عينيه وإخباره بالتزام حدوده .
في رأيك ماهي أفضل طريقة جربتها لتمنع بها هذا السؤال؟ هل تجيب في العادة، إذا أجبت كيف تخرج من حلقة النقاش والتبرير المستمر وتفلت من المحاكمة الاجتماعية التي رصدت لك؟
التعليقات