الإفصاح عن راتبك الشهري الصافي عند أول جلسة تعارف جادة

معك كل الحق، أشعر بالانزعاج ذاته. الحديث عن الأرقام في البداية يشبه محاولة وضع ثمن لعلاقة لم تبدأ بعد.

العلاقة إحساس قبل كل شيء، وليست صفقة نريد أن نتمها.

لكن، هل يمكن أن يكون هناك تفسير آخر لهذا السؤال؟ ربما الشخص الذي يسأل يشعر -مسبقًا- بضغط اجتماعي لضمان التكافؤ المادي، أو ربما يريد التأكد من أنكما لستما في عالمين مختلفين تمامًا من الناحية المادية لتجنب صراعات لاحقة؟

الأولى أن نلوم ثقافة المجتمع التي فرضت علينا جعل المال معيارًا للاستقرار.

انت كمرأة هذا من حقك لأنك لست المسؤولة الأولى على الانفاق وتغطية تكاليف المعيشة، لهذا عندما رفضين الإفصاح عن راتبك الشهري الصافي عند أول جلسة تعارف جادة، لكن هذا مختلف عند الرجال، لأنه من غير المنطقي عدم افصاحه،لأن الرجل في أغلب الثقافات، وبخاصة في مجتمعاتنا العربية المحافضة يُعد المسؤول الأساسي عن النفقة وتدبير شؤون البيت، وبالتالي فمعرفة وضعه المالي ليست فضولا او رفاهية بل معيار مهم جدا لتقدير قدرته على تحمل المسؤولية، أما المرأة، فراتبها يظل شأنً شخصي ليس من حق أحد اقتحامه أو ربط قيمتها به.

شخصياً أعتبر الرجل الذي لا يريد الكلام عن راتبه رغم نيته في الزواج، اعتبره علامة حمراء مخيفة فعلا.

النية أو الدافع أيضًا عامل جدًا، لكنها ليست بالشيء السهل اكتشافه، أو الممكن اكتشافه أصلًا.

وهذا سيدخلنا في دوامة التفسيرات وبناء الاحتمالات وقد يزيد الأمور تعقيدًا.

 وفيها نسأل الشاب عن وظيفته وعن راتبه وحتى عن وضعه بخصوص التجهيز للزواج

هذا شيء بديهي لكن السؤال عن رقم محدد قد يبدو مريبًا وفيه تعدٍ على الخصوصية.

ففرضًا أن الأمر لم يتم، لماذا تكون عائلة الفتاة قد اطّلعت على هذا الأمر الخاص جدًا عن الشاب!

ولا حتا لشريك حياتي

تفكير إستراتيجي ممتاز. عرفت ماذا ستفعل في أول جلسة تعارف جادة.

لكن أعتقد أن الشريك له الحق في معرفة هذه المعلومة 😅

المفترض أن العلاقة مبنية على الثقة.

أنا ضد الحديث عن مقدار الراتب عامةً، قصة الدخول في الأرقام تلك تجعل العلاقة أشبه بمعادلة حسابية سطحية.

نعم هو يحصل على الرقم الفلاني فهو يستطيع أن يجعلني أعيش في المستوى الفلاني!

العلاقات ليست 1+1=2 وهذا هو الجميل فيها.

وهناك الكثير من الطرق التي يمكن أن نستشف منها هل هو الشخص المناسب من الناحية المادية أم لا، غير الحديث في مقدار الراتب بشكل مباشر.

من الهدايا،

من الشركة التي يعمل بها، والمجال، فنبني نحن توقعًا.

من طموحه، وهذا يكفي.