هل المخ منفصل عن العقل أم هما واحد؟ هل ثمةً ثنائية بين الوعي والإرادة وبين النشاط المخي العصبي أم الوعي مظهر للنشاط الدماغي؟ هل الإنسان منا يعي ويريد أولاً فيشتغل الدماغ أم أن الدماغ ينشط أولاً ثم ينتج عنه الوعي والإرادة؟ بمعنى أخر: هل تعتقد أننا نعي شخصاً ما فنبغضه فينتج عن ذلك هرمون الكورتيزول أم أنً هرمون الكوريتزول يُفرز أولاً فنكره ذلك الشخص فعلاً؟!

الواقع أنًنا نُريد أولاً ونكره أولاً ثم يُفرز ذلك الهرمون. كما أننا نتخذ قرار حب شخصٍ ما ونحبه فعلاً فيُفرز هرمون الأندروفين. إذن الوعي الإنساني والإرادة الإنسانية ليست نتيجة إفرازات مادية بل تلك الإفرازات هي دلائل على الإرادة الإنسانية الحرة الطليقة!! أكد ذلك مجموعة تجارب قام بها عالم المخ والأعصاب وايلدر بن فيلد (Wilder Penfield) ووثقها في كتابه سر العقل (Mystery of the Mind) على مرضاه بدون تخدير. كان في جراحاته يقوم بالضغط بإلكترود دقيق على مركز حركة اليدين في المخ فتتحرك اليدين. كان حينها يطلب من المريض أن يضع يديه. كان المريض (يريد ويعي ما يريد ويحاول) غير أنه لا يقدر!!

إذن النشاط العصبي المخي العضلي غير الوعي والإرادة الحرة! إذن، نحن، دواتنا، إرادتنا الحرة ووعينا لسنا أمخاخنا وأنشطتها العصبية.  إلى هنا قد نتفق أن المخ ليس إلا آداة تنفيذية للإرادة الحرة الواعية. ولكن أين تقع تلك الإرادة الحرة الواعية؟ وكيف يتصل غير المادي وهو الوعي والإرادة بالمادي وهو المخ؟! يقول ديكارت أن الروح العاقلة المريدة مقرها في الغدة الصنوبرية (Pineal Gland) وهي الوسيط بين ما هو عقلي وروحي وبين ما هو مادي وهو المخ.

غير أنني أميل إلى أن القلب هو مستقر الوعي والإرادة بدليل أنً بعض من أجروا زراعة قلب راحوا يحبون أشياء لم يكونوا يحبونها ويبغضون أشياء كانوا محايدين بالنسبة لها. وانتم ماذا تعتقدون؟ هل المخ هو فعلأً مقر الوعي الإنساني؟ ام القلب؟ وكيف يتصل اللا مادي، الوعي، بالمادي، المخ؟!