بعد فشله في التمثيل، عاد المصري رامز جلال من جديد واكتسح بالشاشات والمواقع ببرامج أقل ما يقال عنها أنها برامج مقرفة وخالية من المعنى، إذ توالت البرامج الفكاهية والمقالب التي تقدمها انطلاقا من 2011 مع برنامج رامز قلب الأـسد الى هذا العام ببرنامج رامز نفير إند، ثلاث عشرة عاما من المقالب السخيفة المكررة، بنفس نيرة الصوت ونفس الضيوف تقريبا، والغائية هي تصوير أسوء أنواع الصدمات النفسية للضيوف من أجل امتاع المشاهد هذا ما يقال، لكن ما لا يقـــــــــــــال هو حصد ملايين المشاهدات والجوائز والشهرة الفارغة، دون اكتراث بالآثار التي تتركها هذه المشاهد على نفسية المشاهدين وعقلهم.

الامر لا يقتصر على رامز المجنون رسمي، لإن المجانين أمثاله كثر عندنا، وإن كان في رمضانات العرب شيء واحد ثابت لا يتغير إطلاقا، سيكون برامج المقالب والكاميرات الخفية بدون أي منازع، إذ تتوالى سنويا إنتاجات هذا النوع من البرامج وتخصص لها ميزانيات ضخمة ومساحات كبيرة على كل الفضائيات العائلية، لكن السؤال لماذا تستمر هذه البرامج في الازدهار سنة بعد سنة، وتستمر مشاهداتها في الارتفاع رغم تقزز الكثيرين منها؟

إذا تم تحليل الموضوع نفسيا سوف نلاحظ بعض الأسباب المنطقية جدا وراء هذا كله، وأهم هذه الأسباب هي حالة تدفق الدوبامين التي تنتجها هذه البرامج من جراء مشاهدة أشخاص تمارس عليهم إحراجات أو خداع الذي هم في مأمن منه، فالمراقبة دون أذى شخصي سيخلق عنصر التشويق على عكس لو تم ممارسة هذه الخدع على المشاهد نفسه، فالمشاهد لا يريد أن يتم اخباره في كاميرا خفية لأن ذلك سيولد شعورا بالغضب، في حسن أنه سيقبل رؤيته لأنه في حالة حياد ... وبما أن اغلبية البشر لذيهم نزوع نرجسية بمعدلات متفاوتة، فسوف يستمتع الكثيرون بمشاهدة شخص يُستغل إستغلالا بسيطً كهذا ولا يمانع، بل ويستمتع لأنه يعرف أنه ليس حقيقيا .

تغذي هذه البرامج غريزة أساسية في البشر وهي غريزة المطاردة، فمطاردة أخبار فريسة البرنامج أمرا مسليا، لأنها تعتمد  على أحداث مفاجئة وغير متوقعة... بشيء غير صحيح أو إنشاء سيناريو خارج عن المألوف ،فإن عنصر التفاعل الاجتماعي والمشاركة في المزحة ، سواء كان المخادع أو الضحية ، يمكن أن يكون جذابًا لبعض الأفراد.

أخبرني عن موقفك من هذه البرامج؟ هل تعتقد أن برنامج مثل برامج رامز جلال يمكن أن تحمل أي فائدة لا نعرفها؟