هناك برنامج رائع أمتد لأكثر من 10 سنوات يحمل عنوان نجوم العلوم ، هذا البرنامج يعد البرنامج العربي الوحيد المعني بإكتشاف المبتكرين والمخترعين العرب وتنمية مهارتهم العلمية والتسويقية ويمد السوق أو يساعد في مد السوق بمخترعات وأبتكارات جديدة لهؤلاء العلماء من شتى الوطن العربي ، وهو برنامج يعرفه تقريباً أغلب المهتمين بالعلوم والتكنولجيا ، وكلما شاهدت أحدى حلقات البرنامج يقفز لرأسي سؤال لماذا لا ينجح برنامج مثل هذا وينافس شهرة برامج المسابقات الغنائية أو أكتشاف المواهب وهل هناك طريقة لجعله بنفس الشهرة ويحصد على نفس الأهتمام ؟
لماذا لا تنجح برامج اكتشاف العلماء والمبتكرين مثل نجوم العلوم؟
بالرغم من كونه بالفعل من البرامج الرائعة التي تحول أفكار الشباب الإبداعية إلى واقع يحل مشاكل المجتمع، إلا أن سبب عدم شهرته برأيي هو كونه لا يحصل على تغطية إعلامية كافية مثل برامج مسابقات الغناء، كما أن المتابع العادي ينجذب بشكل أكبر لما له علاقة بالترفيه السريع، وأعتقد أنه يمكن أن يحصل على شهرة أكبر في حالة التخطيط لتقديمه بشكل مختلف، على سبيل المثال إضافة فقرات تحفيزية كالتصويت والتحديات والمسابقات بحيث يشعر الجمهور أنه يشارك في نجاح الأفكار المبتكرة وليس مجرد متلقي.
أن سبب عدم شهرته برأيي هو كونه لا يحصل على تغطية إعلامية كافية مثل برامج مسابقات الغناء، كما أن المتابع العادي ينجذب بشكل أكبر لما له علاقة بالترفيه السريع
هو بالفعل يتم الإعلان عنه وله شهرة واسعة على ما أظن ولكن وسط شريحة مصغرة (((للأسف))) شريحة العلم والعلماء والمهتمين بالتقنيات والعلوم ، وهي شريحة للأسف صغيرة للغاية .. فكام شخص يهتم بقراءة كتاب أمام كام شخص يفضل مشاهدة مغنية تستعرض مفاتنها ؟ أظن أن هذا سبب رئيسي ، وأنا هنا لا أدين بشكل خاص برامج الأغاني فهي تحوي بالفعل بعض الموهبين التي تقدمهم بعناية ، لكن شركات الداعمين بوجهة نظري تتعمد عدم تقديم دعم لبرامج مثل (نجوم العلوم) وتذهب لدعم الفن الترفيهي الذي أغلبه فن خاوي لا يقدم أو يأخر ولكنه يجذب انتباه الغالبية ، فبالتالي يعاني برنامج (نجوم العلوم) وأي برنامج مشابه من القدرة على الوصول لشريحة كبيرة من الناس نظراً لعدم توفر داعمين من شركات الإعلان بشكل يوفر له سيولة للوصول والعرض على قنوات كثيرة وعمل دعاية ضخمة هذا جزء كبير من المشكلة برأيي فما رأيك؟
وأعتقد أنه يمكن أن يحصل على شهرة أكبر في حالة التخطيط لتقديمه بشكل مختلف، على سبيل المثال إضافة فقرات تحفيزية كالتصويت والتحديات والمسابقات بحيث يشعر الجمهور أنه يشارك في نجاح الأفكار المبتكرة وليس مجرد متلقي.
بالفعل أستاذة @BasmaNabil17 البرنامج في مواسمه الأخيرة يقوم بتطبيق ذلك أنا للأسف لم أكتشف هذا البرنامج إلا مؤخراً رغم كوني شاهدت مقاطع كثيرة منه منذ زمن ونسيتها رغم حبي لها لكن لم أتابع البرنامج بما يكفي ، وقد بدأت بمتابعته على أثر أكتشاف فتاة من الأسكندرية وصلت للمرحلة النهائية من البرنامج إلى أختراع يولد الطاقة بشكل متجدد من الهواء ، أي إننا أمام أختراع كامل يعتمد على الطاقة النظيفة وينتج منها طاقة يمكنها تغيير العالم بأكمله وقد ذهلت لما لم يتم تغطية البرنامج بالقدر الكافي ، مع العلم أن البرنامج يتبع نفس أستراتيجيات البرامج الحديثة فهو يمنح نصف التصويت للجنة البرنامج والنصف الثاني للجمهور ، ويقدم بطريقة أحترافية ولكنه كما أشرت لا يحظى بتغطية إعلامية كافية
أسكن بشارع في إحدى المناطق الحيوية لي جار حاصل على درجات علمية نادرة وتم تكريمه مرات عديدة من رؤوساء وجهات عالمية وفي المنزل المقابل هناك واحد من مغني المهرجانات ( لن أذكر الأسماء لحفظ الخصوصية)، تخيل العالم العظيم لا يعرفه سوى الجيران فقط ولو خرج من نطاق الشارع ربما ظنه البعض موظف في قسم المعاشات بسبب ملبسه وتواضعه، بينما المغني يعرفه من بالشارع والمنطقة والمدينة، وكثيراً ما سمعت جار يقول لابنه يارب أشوفك مثل المغني فلان فالجميع يحبه ومعجب به، ولكن ماذا عن الدكتور العالم!
بنفس الطريقة تنجح برامج التفاهة وينجح التافهين في الاستحواذ على الرعاية والدعم والاهتمام ( وانظر للمغني المصري أحمد سعد ولأخيه عالم الإلكترونيات الدولي الذي لا يعرفه أحد)
الأمر ليس نقص تغطية إعلامية ولا عيب بالبرنامج ولكن نقص وعي وخلل منا نحن
أتفق معك تماماً أن تلك المشكلة تحمل هذا الجانب أيضاً فلما تهتم شركات الأعلانات بشكل عام بالنجوم التافهين ، هذا لأن الناس أنفسها تتبع التافهين (الغالبية على الأقل) ولكن ما برأيك السبب الرئيسي في جعل الأمر هكذا ، أعني هل الناس طوال الوقت يهتمون بالأمور التافهة ؟ بسبب الألة الأعلامية أم أن الناس بطبيعتها تمقت العلوم والتعلم والتعقيدات الخاصة بها ، في تلك اللحظة يحضرني الجملة العبقرية لمحمود عبد العزيز على فم شخصيته في فيلم الكيف عندما يخاطب الشاعر الغنائي ويقول له:
أديني في الهايف وأنا أحبك يا ناننس
وإن كانت تلك هي المعادلة (الناس ترفض العلم بطبيعة الحال وتمقته لما به من تعقيدات وتميل لمتابعة الأمور الترفيهية الزائفة أو المضيعة للوقت في أقل الاعتبارات) فما الحل لتحقيق على الأقل توازن بين الكفتين؟
التعليقات