لا شك بأنّ رمضان ليس شهرا للعبادات والمأكولات الشهية فقط، بل إنه واحد من أكثر الشهور عاطفية للبعض ليس من الناحية الدينية فحسب، بل تبدوا فيه الكثير من التشنجات العاطفية على مستويات أخرى رغم وجود اهتمامات موازية بدراجات معينة، سينصرف الكثير من الشركاء في علاقة رومنسية إلى علاقة روحانية أوطد مع الله، وهنا تظهر بعض المشاكل الصارخة لأصحاب العلاقات الاعتمادية، التي هي علاقات تعلق بامتياز، فقد تحول السهرات الرمضاني، ورحلات التخييم الرمضاني للشباب، أو حتى ساعات الطبخ الطويلة مصدر ازعاج لشريك مشتاق متلهف لحبيبه، وهنا يهتف التعلق عاليا: أنا هنا أكثر من اي وقت، توصف هذه الحالة كالمثلث، عندما ينسحب أحد الشركين ويهتم بشيء أخر غير الشريك، ينهار الأخر، لأنه كان يعتمد عليه اعتماد كليا في تلبية حاجاته العاطفية والنفسية، حالة المثلث هذه تمثل الأغلبية الشائعة في العلاقات، ليست الرومنسية فقط، بل كل العلاقات تقريبا، لكن لماذا يظهر هذا النوع المشاعر التعلقية؟ وماهو التعلق العاطفي وما أنواعها؟

يقول الاختصاصيون في علم النفس أن التعلق حالة حب توقف نموها في المرحلة الأولى، هي حالة اتكالية مرضية بغلاف بمشاعر جياشة وعواطف غامرة، تشتد كلما حاول أحد الطرفين الابتعاد بعد وصال وقرب، وهي ليست حباً في شيء بل هي اسقاط نفسي لرغبات ومكبوتات الفرد على طرف استطاع ان يلبي جزء منها، فيحاول امتلاكه طمعا في استمرار تلبية تلك الحاجات.

في الواقع علماء النفس يقسمون التعلق الى ثلاث أنواع رئيسية هي:

• التعلق الآمن: وهو الذي يميل الأشخاص فيه ارتباط آمن إلى الشعور بالراحة تجاه العلاقة الحميمة ويمكنهم الوثوق بالآخرين بسهولة. يشعرون بالأمان في علاقاتهم ولا يخشون التخلي عنهم، وهو تعلق طبعي خلاق ومهم جدا لاي علاقة.

• التعلق المرضي القلق: يميل الأشخاص فيه الى القلق بشأن علاقاتهم ويخشون الرفض أو الهجران... غالبًا ما يتوقون إلى التقارب ، أساس هذا النوع هو الحاجة، ويظهر في شكل حب جامح ورغبة في التملك والسلطة.

• التعلق المتجنب او الانسحابي: وهو ضد التعلق أي الميل الى إبقاء الآخرين على مسافة يفكر الاشخاص داخل هذا النوع بالخوف من الحميمية العاطفية. غالبًا ما يجعلهم مترددين بشأن الاقتراب جدًا من شخص ما وقد يمنحون الأولوية للاستقلال على العلاقات.

اعتقد اني دائما ما كنت اتخبط في النوع الثالث، ربما ساعدني هذا في الحفاظ على ثباتي ووضوح رؤيتي في أوقات مصيرية في حياتي، مع أن الكثير من المختصين في علم النفس يعتبرون هذا النوع أيضا ليس جيدا، وعلى الانسان ان يزج بنفسه في علاقات مختلفة ليتعلم منه ويتحصن نفسيا.

الان اخبرني: هل تجنب التعلق مسألة خطيرة فعلا؟ ما هو نوع تعلقك؟