لفتتني جدًا هذه العبارة لدوستوفيسكي، ووجدت فيها كثيرًا من الصدق ممّا نتعايش ونلحَظ ..

أتذكر الآن قصة الملك الذي خصص صندوقًا لاستقبال مشاكل وهموم مُواطنيه، وذاك المواطن الذي أرسل إليه شاكيًا تعاسته وهمه، مُلِّحًا عليه في النظر إلى شكواه علَّها تُقضى، ومن فطنة الملك حينها أنه قد أرسله ليُخرج الورقة المسرود به مُصابَه لكن المُفاجأة!

كان الصندوق يمتليء بالعديد من المصائب والهموم المتعلقة بالكثير من البشر غيرِه، وبينما يقلّب المواطن في كلّ شكوى ليجد الورقة الخاصة به ، يُصاب بذهولٍ ويحمد اللٌه على أمره.! وحين سُئل عن شكواه هرب سريعًا قائلًا أنها انقضت..

لقد أيقن أنه يتنعم فيما حُرم منه غيره ، واتضحت له حقيقة الدُنيا وأنها لا تطيبُ بأكملها لبشر قطّ ..

لو أحصينا كم لحظة سعادةٍ تنعمنا فيها! كم مرة نِلنا حظًا وافرًا من الستر، النجاة من حادث، الوقوع في مصيبة أكبر وخُففت بتلك اللحظة التي احتسبناها بجهلٍ منها تعاسة!

لَحمِدنا اللٌَه ألف مرَّة قبل أن ننظر ونحصر المشاكل والتعاسات .

وبالنسبة لي ؛ فما أحاول فعله حين يسيطر عليّ الشُؤم وحصر الاحزان والعثرات فقط ، أنّي أقوم بـ :-

* الإستعاذة باللّه من وساوس الشيطان أنظر في مدونتي التي أكتب فيها انجازاتي ولحظاتي السعيدة وأوقن أن اللّه قد منَّ عليّ كثيرًا بما لا أستحق.

* لا تمر دقائق سوى أن أسمع أصوات أهلي بالخارج، أرى وجوههم ، يا اللّه! لا زلنا في الدِفء ننعمُ ..

* أنهض لأن غالبًا ما تواتيني تلك الأفكار قبل نومي في صورة overthinking " فرط تفكير " وأحاول الاستمتاع أكثر وأن أسعد بأبسط اللحظات والإمكانيات، وهنا تعجبني الفلسفة الرواقية والتي أحد الحقائق التي تعتمد عليها أن السعادة هي التحرر من العواطف.

فالسعادة قرار.

والان سؤالي لكم ، على الرغم من بحثنا الدائم عن السعادة إلا أن الأقوى حضورا بذاكرتنا دوما هو المشاكل والمواقف الصعبة التي مررنا بها، ما الأسباب برأيكم وكيف نتغلب على ذلك؟