أثناء حضوري لاجتماع عمل سابق، تم ذكر مسألة التقدم في العمر وتسارع الوقت من قِبل المشاركين في الاجتماع، بدأ لي أنّ هناك حالة من التذمر والاستياء تسود بين أوساط بعض الحضور. ولكن في تِلك اللحظة؛ قفز في ذهني تساؤل لطالما راودني منذ فترة ليست بالقصيرة وهو لماذا يمضي الوقت سريعًا مع تقدمنا في العمر؟ 

 بالأمس القريب كنت أستمع لكلمة مفتي ديار الشرعية عبر التلفاز وهو يعلن رسميًا عن موعد بدء شهر رمضان، اليوم أصبت بالذهول عندما علمتُ بأنه غدًا سينتهي الثلث الثاني منه، فلم يتبقى سوى ثلث واحد فقط، ويرحل عنا هذا الضيف الخفيف.

بعيدًا عن شهر رمضان من منِا لا يتذكر طفولته وكيف كان اليوم طويلًا، حيث نمضيه ما بين الذهاب إلى المدرسة والعودة منها و اللعب مع الاصدقاء، ناهيك عن الوقت الذي نقضيه في أداء الواجبات الدراسية وهناك الوقت المخصص لمشاهدة الكرتون عبر التلفاز، كل هذا نقوم به والشمس لم تغرب بعد! لكن الأمر اختلف مع تقدمنا في العمر. 

 في دراسة سابقة لباحثين من جامعة ميونخ؛ سُئل 499 مشاركًا من مختلف الاعمار عن احساسهم بمرور الوقت، رأى الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الاربعين عامًا أن الوقت كان يمضي ببطيء في طفولتهم ثم بدأ يمضي بشكل أسرع مع تقدمهم في العمر.

 البروفيسور "أدريان بيجان" يعزو السبب في تسارع الوقت إلى أن المعالجة الادراكية للمشاهد والصور تقل كلما تقدمنا في العمر. في حين أنّ المحاضرة في علم النفس "كلوديا هاموند" ترى أن السبب هو الذكريات الجديدة، كون الدماغ يسجل التجارب الجديدة لا تلك المألوفة في الذاكرة.

"سانتوش كيساري"، طبيب أورام الأعصاب في معهد جون واين للسرطان يقول أن العام الواحد بالنسبة لطفل يبلغ من العمر عشرة سنوات؛ يمثل عشرة بالمئة من ذاكرته الواعية، أمّا نفس العام لشخص يبلغ من العمر ستين سنه؛ فيمثل اثنين في المئة من ذاكرته الواعية فقط.

لكن ماذا عن الأوقات الممتعة، ألم نستغرب في لحظة أن هذه الأوقات تذهب كلمح البصر على العكس من الأوقات المملة التي تطول؟

 هاموند قدمت ظاهرة جديدة تُسمى "مفارقة الإجازة" أو Holiday Paradox وهو أننا نشعر بأن الوقت يمضي بسرعة كوننا نمارس أنشطة ممتعة في الاجازة إلى جانب خوضنا لتجارب جديدة قد تبدو شيقة لهذا لا نشعر بأن الوقت يمضي بسرعة.

وأنت ما رأيك؟ هل تستفيد من وقتك من خلال اتباع بعض الحيل المفيدة التي تساعدك في الابطاء من وقتك؟