ألاحظ في بعض الأشخاص من جيلي والجيل الذي بعدي ميلهم الشديد إلى الإعجاب والزواج من أشخاص يسبقونهم بجيل أو أكثر. فأجد فتاة عشرينية تقول لا أستطيع أن آخذه إلا أربعينيًا، من في عمري مجرد أطفال، إلخ! رغم أن التجارب تثبت أن الأمر لا علاقة له بالسن، فليس الكبير أو الصغير أفضل أو العكس. لا قــــاعــــدة!

لكن الحقيقة أن الانجذاب لأشخاص في عمر الوالدين أمر يثير الفضول ويعكس عمقًا في النفس البشرية، ويتعدى أحيانًا كونه مجرد ميل عاطفي.

ربما يكون هذا الانجذاب مرتبطًا بالرغبة في الأمان والاحتواء؛ فالأشخاص الأكبر سنًا يمتلكون خبرة حياتية وقدرًا من الاستقرار النفسي قد لا يتوفر لدى المماثلين أو القريبين في السن، وهذا يمنح شعورًا بالاطمئنان لمن ينجذبون إليهم. البعض كذلك قد يجد الشخص في هذه العلاقات نوعًا من "الإرشاد العاطفي"، ويشعر وكأنه يعيد خلق أجواء الطفولة عندما كان الوالد أو الوالدة مصدر الدعم والقوة.

لا أقصد مدحًا أو ذمًا، ولكني أبحث عن التفسيرات المنطقية وراء ذلك، كيف تشكّل الثقافة والمجتمع تصورنا عن الحكمة والنضج كجاذب في العلاقات العاطفية، وكيف ينعكس هذا على الانجذاب لشخص أكبر سنًا؟