كلنا لدينا ذلك الزميل المنافق الذي يتسلق ويتملق المسؤولين بالكلام المعسول والهدايا واللطف الزائد، حتى أننا نسيمه في الجزائر بـ: " الشيات" أي ماسح أو ملمع الأحذية، كتعبير عن الحقارة والطرق الملتوية في الوصول للنجاح غير المستحق، وكلنا نكره هذه الشخص ونتفق على وضاعته، لكن في نفس الوقت دائما ما نسمع في مجال المال والأعمال، أن أهم مهارة يجب أن يمتلكها الموظف الجيد هي مهارة الذكاء العاطفي، فكيف نفرق بين الذكاء العاطفي والاجتماعي وبين التسلق والنفاق الاجتماعي ؟
أهم طريقة للتفريق بين الشخصين هي المهارات الحقيقة، فالمتسلق لا يملك مهارات حقيقة أو قدرات وقيم يمكن أن تشكل فارق محسوس في مجال عمله، ما يجعله يستخدم طرق ملتوية لتحقيق أغراضه، من خلال القهاوي والرشاوي والكلامات الرنانة والتسكع مع المدراء كما لو كان ظلا أو ذيلا، أما الذكي عاطفيا، فهو صاحب مهارات تواصل حقيقة، يظهر ذلك من خلال قدرته على التعاطف والتفاوض والتفهم والمساعدة في حل المشكلات لصالح العمل أو الشركة وليس لصالحه الخاص أو من أجل تحقيق ترقية أو تزكية، لأنه يعلم أن نجاح عمله سيعود عليه بالفائدة، عكس المتسلق الذي يهتم بنجاحه الخاص حتى على حساب العمل نفسه.
يقول نايف الفهيد واحد من أهم خبراء الموارد البشرية في السعودية، أن الذكي عاطفيا يعشقه الجميع في العمل، لكن المتسلق يحتقره حتى مدراءه الذين يتدلل لهم طول الوقت، والفرق بين الاثنين هو القيمة الشخصية لكل منهما، فالذكي تبحث عنه الشركات ككنز لأنه يضيف قيمة لمكان العمل وهو أمر لا يمكن أن يحققه المستلق، وأن الذكي عاطفيا، يمكن أن يحبه الجميع ويصادق الجميع لكي يفيدهم ويفيد العمل بهم ولا يعني أنه منافق بل واعي بقيمة الفريق وأهمية العلاقات.
أخبرني عن رأيك عن الفرق بين المتسلق وصاحب الذكاء العاطفي؟ وكيف يمكننا تنمية ذكائنا العاطفي؟
التعليقات