بالتأكيد لا يخفي علينا حقًا أن من أهم معالم الإنسان، هي تلك الحرية، الحرية في الاختيار والتفكير، وهي من أهم حقوق الحياة، وهل يعتقد أحد أن هذه الحرية مطلقة أم مشروطة؟ 

لا شك أن الحرية هي في حقيقتها التزام، وهذا الالتزام هو انضباط في السلوك قولا وفعلا. وحق الفرد هو حق المجتمع، وبالتالي فإن اختلاط الحقوق تعني المس بالحريات. وهنا فإن الحرية تصبح تعدي على الغير وكما يقال "أنت حر ما لم تضر!"

ومتى انحرفت الحرية عن مسارها فإنها تصبح منفلتة ومحل نزاع بين الأفراد والفوضى. فهل تتصور كيف يتحول الأمر إلى نتائج مرعبة؟

 تستحضرني مقولة للحكيم الصيني لاوتسو تقول : "ان الذات الانسانية المنفتحة تنطوي على الأنا والاخر معا , وانها الطريق الوحيد لبناء حياة كونية حقة ,غير ان الثقافات الإنسانية غالبا ما تدرك هذه الحقيقة في شكل انتقائي يتوقف مدى اتساقه وتفتحه او على العكس مدى تناقضه وانغلاقه بحسب موقع كل ثقافة أمة في التاريخ ودورها فيه في كل مرحلة من مراحله" .

وما أجمله أمير الشعراء أحمد شوقي في قوله:

وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

 ببساطة صياغة الحرية بشكل ايجابي فحريتي مرتبطة بحرية الاخرين وتنتهي عندما تشك بأنها تلحق الضرر بهم، ولكن يجب علينا ان نتكلم في المنطق بعيدا عن العاطفة وحلو الكلام او بالعبارات الرنانة التي تزين لنا الحرية.

من خلال تجربتك، كيف تنظر إلى مفهوم ومعالم الحرية، وهل معك تجربة تحولت فيها الحرية الى ضرر وخراب!؟