تقييم المشاركات من منطلق البلاغة الايجاز

نعم الإيجاز يساعد كثيرا على شد انتباه القارئ، وأيضا يقلل من وقت القراءة، ويعطيه الخلاصة بسرعة.

واليوم أصبح الكثير يميل لقراءة الجزء الخاص الذي يبحث عنه، ولا يقرأ كل المقالة!

حتى أن البعض فقط يقرأ أول سطر فإن أعجبه الموضوع أكمل القراءة.

وهذا ينطبق على الفيديوهات، والسبب هو كثرة المحتوى، وتنوعه، وتشتت المتلقي.

لذا فالإسهاب لا نفع منه في بعض الأحيان.

هناك مبدأ بالكتابة بشكل عام وهو تناول الفكرة التي كُتب من أجلها المقال مباشرة دون مقدمات حتى لو كانت على صلة بالموضوع، مثلا لو تكلمت عن طرق علاج نزلة البرد، فالصواب هنا أن أركز على الفكرة مباشرة وأبدأ بطرح طرق العلاج، قديما كانوا يضعون مقدمة ثم يليها ما هي نزلة البرد ويليها الأسباب والأعراض وبعدها العلاج.

تخيل لو أنك قارىء تبحث دخلت للمقال من أجل عنوانه وقرأت منتصف المقال ولم تجد مبتغاك، ماذا سيكون رد فعلك، ببساطة الانسحاب. هذه نقطة

النقطة الثانية المكان الذي أطرح به موضوعي، فكتابة مقال بشكل عام في أي موقع يختلف تماما عن كتابة موضوع أو مساهمة بحسوبI/O لأن الأول غرضه تغطية عنوان المقال كاملا من أجل القارىء الباحث عن المعلومة وإرضاء محركات البحث، بالمنصة هنا الأمر مختلفا وهو الغرض الأساسي من المنصة النقاش، لذا الدخول في صلب الموضوع مباشرة هو الأصوب.

وقد استثني من هذه القاعدة مجتمع تجارب شخصية فطرح التجربة بتفاصيلها بالنسبة لي كمستخدم أكثر فائدة ويطرح مساحة أكبر للنقاش الذي بالتأكيد يحقق فائدة ثنائية للطرفين.

نعم، أستخدم غالبا هذا الأسلوب، ليس فقط في الكتابة ولكن حتى في مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الحالي يحب الناس السرعة، الغالبية لن يتوقف ليقرأ منشور على فيسبوك طوله أكثر من سطرين، لذلك غالبية ما أكتبه يكون مختصر وقصير، ولكنني أيضا لا أحرم نفسي من الكتابات الطويلة في بعض الأحيان، فهذه أيضا لها جمهورها.

أحبّ أن أصدّق ما يُكتَب.. وأن أشعر بروح الكاتب فيما يكتب.

بكلمة.. بسطر.. بصفحة.. بكتاب.. ليس المهم كم كتب إن كان المكتوب صادقاً..

فما فائدة إيجاز ببلاغة والمحتوى بلا محتوى؟ أو والمشاركة بلا رسالة؟

نظلم الكتابة حين نبدأ عدّ الكلمات، تحت شعار الإيجاز.

أنا من الناس الذين يتشتتون عند قارءة شئ طويل بدون فواصل، بمعنى أنني فعلًا اتشتت حينما اقرأ شيئًا طويلًا ولم اجد مبتغاي إلى النقطة التي وصلت إليها في القراءة بعد صبر، لذا المقالات الطويلة تستلزم أن يكون الكاتب زكيًا بحيث لا يفقد القارئ، أن يظل محافظًا على رتمه بحيث لا يشعر القارئ أنه يضيع وقته سدى

بعض فنون الكتابة الشخيرة تعتمد في العديد من الأحيان على ذلك المبدأ، ففي فن مثل القصة القصيرة على سبيل المثال، نجد أن الإطناب المفرط هو أحد أكثر الأشياء المرفوضة تمامًا، وأن الإيجاز والتكثيف هما اثنين من أهم العوامل التي تعتمد عليها كتابة القصة القصيرة، حيث أن كل كلمة يجب أن تؤدي معناها. وبالرغم من أن الكتابة المقالية مثلًا تتطلب الإيجاز أيضًا، فإننا نجد أنه توع آخر من الإيجاز لا يمتلك الصبغة السردية مثل القصة القصيرة، وإنما يحتفظ بالصبغة الأدبية للإيجاز فقط.

هل فكرت ممارسة الكتابة من منطلق البلاغة الايجاز؟

كثيرا

و كإيجاز لكل ما قلت:

خير الكلام ما قل و دل

هل فكرت ممارسة الكتابة من منطلق البلاغة الايجاز؟

استخدم الإيجاز في أغلب كتاباتي، وهذا ما يضعني في محاولة للبحث عن تفرعات للموضوع الذي أكتب فيه كي أصل إلى عدد الكلمات المطلوبة

ولكن أحيانًا أحتاج إلى الإسترسال في الكلام، خاصة وإن كان الموضوع يحتاج إلى شرح أمور تقنية.. حينها من الأفضل الكتابة خطوة بخطوة كي يفهم القاريء.

هل فكرت ممارسة الكتابة من منطلق البلاغة الايجاز؟

جربتها فعلا، وكان المنطلق من رؤيتي لبعض المساهمات، التي تكون طويلة للغاية، لدرجة أني أضيع ولا أفهم، وفي بعض الأحيان اتجنب النقاش فيها لطولها، ومسألىة لأخرى التنسيق والفقرات أمر مهم للغاية..

تجربتي كانت بتطوير نفسي، ووجدت الفارق كبيرا، فمثلا هذه المساهمة ستجدينها طويلة للغاية وبها تنسيق غير جيد البتة:

مقارنة مع هذه التي هي موجزة وتتحدث عن محور النقاش بشكل مباشر دون حشو:

لهذا لا أزال أطور من مسألة الإيجاز، فقد سمعت قصة نجاح التيك توك التي بدأت ترى أن العديد من الأشخاص بدئوا يشعرون بالملل لطول الفيديوهات، فاعتمدت فكرة الإيجاز في وضع فكرة فيديو قصير بفكرة مضمنة، "لا أتحدث عن فيديوهات الرقص التافهة"، وفعلا بهذا نجحت بشكل كبير وجعلها تتصدر شركات مواقع التواصل..

نفس الفكرة أطلقتها قناة الجزيرة، والتي سمتها "خدمة إيجاز"، للناس المشغولين يقوم المذيع بالحديث عن أهم الأخبار في ظرف وجيز للغاية تجنبا للحشو بلا فائدة..

عن نفسي كثيرا ما أفضل أثناء بحثي عن المختصر المفيد وذلك للحصول على الهدف او الجواب المرجو مباشرة دون عناء البحث عنه بين مئات السطور، لهذا أعمد في كتاباتي بأنواعها الاختصار دون الاخلال بالمعنى او سلبه جماليّته. فما أريده أنا يجب ان اوفره لغيري فربما هو أيضا يبحث عنه.

ما قل ودل خير مما كثر وألهى.

وحقا من الناس من يتكلم قليلا ويقول كثيرا (بكلمات معدودات يأخذ ذهنك لآفاق واسعة من خيوط الأفكار والتساؤلات التي تسترعي التوقف والتأمل) ويمتعك بمقولة أكان مقروءا أم مسموعا.

منهم من الغرب المعاصر ناعوم شوميسكي وراسل إكوف (الأول غني عن الذكر على ما أظن والآخر فيلسوف وأستاذ أكاديمي أمريكي) أم بعالمنا العربي برأيي دكتور مصطفى محمودوالشيخ محمد الغزالي. (فمن برأيك أنت شاركنا أسمائهم لعلنا نتبعهم ونستمتع معك بهم ما شاء الله)