ما رأيك بمقولة" وقتما وجدت نفسك في صف الاغلبية فقد حان وقت التغيير"؟

الأمر ليس محتاج لأقاويل، الأمر هو أن نتبع أهواءنا، إذا اتفقت مع أهواء الجميع فخير، إذا لم تتفق لا يفرق لي شيئًا. بالطبع إذا كان الأمر صواب.

مثلًا ظهرت موضة جديدة وأعجبتني، ورأيت ناس كثيرة يتبعوها، هل أنا تابع لهم أم أنه الذوق العام؟ لذا أنا ليس بتابع.

 لا نرتقي بأنفسنا ونصل إلى مستوى توقعات الجميع؟! لِم علينا التفكير في اتجاهات معاكسة؟!

أعتقد أن هذا السؤال من بساطته يمكن أن يدور ببال الكثير من الشباب، وهو ما أدى إلى كوارث كثيرة في الآونة الأخيرة. لما أتبع المجتمع؟ لما لا أكون فريدًا من نوعي وألقى نظرات الاستعجاب! "أنا أتحدث عن الأغلبية، وليست الأقلية العاقلة"

نرى الآن الشباب يتمردون على نصائح الكبار لاعتقادهم أنهم مميزون، ونرى البنات يتمردون على ثقافة المجتمع كما نرى على التيك توك.. كل يسعى لكسر القاعدة، ولكن كسر معها الأسس المجتمعية الرسيخة.

الأمر بدأ بسعي للتميز، حتى أصبح التمرد الصفة السائدة التي أعتقد الكل ينتقضها الآن..

شاهدت فيديو لهذه التجربة وكانت مدهشة ومضحكة في نفس الوقت. الشخص على الرغم من تعجبه من الإجابات الخاطئة ولكنه كان يختارها. تسمى التجربة ب Asch conformity experiments (تجربة آش للامتثال). بالطبع نتيجة ما يسمى بالتأثير الجماعي المعياري يمتثل الشخص لاختيارات المجتمع حتى لا يشعر بأنه مختلف ولن ينال رضاهم. ولكنني لا أمتثل كثيرًا، خصوصًا في الأسئلة الدراسية لأنني أحب المناقشة وأسلوب الإقناع حتى إذا كنت على خطأ فأنا لا أمتثل إلا باقتناع.

ما رأيك أنت بمقولة مارك توين؟

ليست الأغلبية دائمًا مخطئة، فنحن كلنا نتفق على أن الشمس تشرق في الصباح، فهل يجب أن نتمرد على هذا الرأي وأقول أنها تشرق في اللي فقط لأنه رأي الأغلبية؟ بالطبع لا، فهذا منطق ساذج، الأصح هو أن يكون لدينا تفكيرًا نقديًا تجاه الآراء بغض النظر عما إذا كانت شائعة أم لا. وأيضًا تفكيرًا نقديًا تجاه أفكارنا حتى لا نكون متعصبين.

ولكنني أؤمن بأنه ليس كل شيء يجمع عليه الناس سيكون صحيحًا، فعلى سبيل المثال، الكتب التي أغلب الناس يقولون عنها مثيرة وجيدة، وتباع بكثرة، القارئ المتمرس سوف يجد أن الموضوع ليس صحيح بعد أن يطلع على الكتاب وهكذا.

كيف هذا، لدينا دول وسياسات تقوم على حكم الأغلبية

الديموقراطية التي تسود العالم الآن هي حكم الجماعة و الأغلبية. على أساس مساهمتك هل تعتبر الديموقراطية خطأ؟

كيف وكل الأمريكيين يجتمعون كل أربع سنوات ويحددون من يحكمهم لأربع آخرى؟ ويكون الفرق بين المنافسين صغير جدا وعلى ذلك يفوز أحدهم على الاخر ويصبح هذا هو القرار الصحيح.

والأمثلة كثيرة على ذلك فمثلا،

النظريات الرياضية والفيزيائية التي أوصلتنا إلى المريخ وجعلتنا نسيطر على الكوكب الكبير هذا، ألم يتفق عليها الناس.

كيف أصبحت خطأ الآن؟

أهلاً نور الهدى، ما زلتُ لم أفهم كيف يمكن للمرء أن يجيب إجابة خاطئة لأنه يرى بقية الفريق أو الطلاب يجيبون إجابات خاطئة؟

ألا يعطي هذا مؤشراً لعدم ثقة ذلك الشخص بطريقة حلّ السؤال؟

ما رأيك أنت بمقولة مارك توين؟

فيه مثل شعبي يقول (إذا جنّوا ربعك عقلك ما ينفعك)، وبرغم ذلك لست أبداً مع المثل ولا مع مقولة توين إذا كنتُ على يقين بأنّ الطريقة التي أقوم بها سليمة تماماً.

لكن مشكلة هذا الأمر يكون في العمل الجماعي، إذا كنت وحدك أمام رأي الجماعة، بالنهاية رأي الجماعة سيغلب.

وهل حدث وخالفت رأي الجماعة، وتم انتقادك؟

يحدث هذا الأمر كثيراً، سواء على الصعيد العائلي أو المهني، وأجد هجوماً غير مبرر رغم أنني أكون واضحة في طريقة عملي ومنهجيتي.

وهذا يوقعني كثيراً في مشاكل بيني وبين الآخرين الذين يرون بأنّ الامور لا يجب أن تسير على هذه الشاكلة، لكنني أؤمن بأنه إذا لم تقدّم لي ما يقنعني بأنّ ما تقوم به هو الأصوب فلستُ مضطرة لاستخدام طريقتك.

وعادة ما أتصرف وفق ما أقتنع به وأظنه يصبّ في المصلحة العامة، لكن كما أسلفت وخبرتك تكمن المشكلة حين يكون رأيي مقابل رأي المجموعة، حينها رأيهم من يغلب، او حين يكون رأيي مقابل رأي صاحب العمل فبالتأكيد رأيه من يتغلب ولكنني أتفهم الحالة الثانية كونه بالنهاية هو صاحب العمل وهو الأدرى بما يقع ضمن مصلحته.

الشخص الذي يتبع راي الأغلبية بدون حتى التخمين في الأمر والتفكير، يدعى بشخص الإمعة، يسير على خطى الأغلبية ولو كان ذلكعلى حساب حيانته ونفسيته، لا يؤمن بالإختلاف بتاتا، وحتى لا ألقي كل اللوم عل الشخص، وإنما أيضا لديه بعض من التفكير السام والخبيث، ردود فعل المجتمع على مجموعة من الأشخاص لا تكون بنفس ردت فعل الذي يقوم بها شخص واحد ولو كان كلاهما خطئ.

ما رأيك أنت بمقولة مارك توين؟

أتفق الى حد ما، لا يقوم الشخص بالتغيير إلا إذا أدرك السبب الرئيسي والمقنع حتى لا يكون تغييرا من أجل تغيير فقط وسطحي.

وهل حدث وخالفت رأي الجماعة، وتم انتقادك؟

نعم خالفت زملائي في الدراسة عندما غيرت الجامعة ودرست أحسن من الجامعة القديمة، بارغم من الإنتقاد الذي جاء من طرفهم، إلا أنني لم اسم لهم، ودرست هناك وتخرجت بجدارة والحمد لله.

عندما تخالف الجماعة ويتم إنتقادك يمكنك مباشرة أن تعرف ما وصلنا إليه من جهل وتقليد، في الحقيقة يحدث هذا كثيرا، لماذا يصبح جواب المخطئ صحيحا لأن هناك من المخطئين من أيده، في بعض الأحيان، إذا ما حاولنا شرح أمر ما ما أو توضيح شيء مع طرف معارض، يصبح واجبا علينا السكوت، لأن هناك من يؤيده وهناك من يدعوا الى ضرورة تأييد الجماعة، في الحقيقة أنا أخالف هذا الرأي تماما، وأدعوا إلى ضرورة ثبات كل شخص على رأيه الخاص وشخصيته المميزة، ليتمكن من تجاوز تلك المؤثرات، فالتقليد ينم عن ضعف الشخصية، فعندما لايكون الإنسان واثقا يتبع الأغليبة لأنه غير واثق بما يقول، لكن بالمقابل إذا كان يتمتع بشخصية قوية فهو يظل معارضا حتى للأغلبية إن كانت على خطأ ولاينحاز بثاثا، لقد شكلت هذه القضية عدة مشاكل في المجتمع.

الناس في العادة يتبعون رأي الأغلبية، ونلاحظ مثلا في الموضة، إذا قام بإرتداءها واحد، يقومون بالاستهزاء عليه، فإذا زاد عدد الذين يلبسون هذا الزي، يقلده الجميع، وتصبح موضة رائجة.

ما المشكل في كون الشيء رائجا؟ هناك من يسخرون من الملابس الرائعة لأنها رائجة بينما يرتدون كيس قمامة.

موسيقى الراب رائجة، لكن هل هذا يجعل من لا يحبها مميز حقا و أكثر قيمة؟ لا فهو مجرد شخص فارغ قضاء الوقت معه يقتلك بالضجر.

يا الهي كم أن هذه المقولة صحيحة يا نور! أنا اتفق معه بشدة!

نعم خالفتها ويتمهني الملحدون بالتخريف ويتهمني المتدينون بالانفتاح والانحلال :D