ثمة أربعة أنواع من الأوهام تتربص بالعقل البشري، وتحول دون قيامه بالتفكير المنطقي السليم،

ولقد قام الفيلسوف التجريبي فرانسيس بيكون بتحديد وتصنيف هذه الأوهام بكتابه"Novum Organum" أو "الآلة الجديدة" المنشور عام 1620م، فقسمها إلى أربعة أنواع، وسنناقش الآن أول نوع منها، 

- أوهام المسرح

وهي المؤثرات الفكرية التي تضلل عقولنا نتيجة إقتناعنا بآراء ونظريات القدماء والمشاهير دون فحص أو نقد، فلمجرد أن شخصية أو مؤسسة مشهورة قد أقرت بشيء ما، فالغالبية العظمى من الجمهور تقتنع بهذا الإقرار دون أدنى شك منهم في مدى صوابه، فقط لأنهم يحترمون أو يهابون أو يتفقون على تلك الشخصية أو المؤسسة!! .. ولأوهام المسرح ثلاثة معايير هي ما تؤدي بالأفراد إلى الوقوع في هذا الخلل الفكري وهي: معيار الإجماع، معيار القدم، ومعيار السلطة.

فبعض الأمثال والحكم المتوارثة، مازالت تردد حتى الآن، فقط لأنها من أقوال السابقين!

ونفس الشيء ينطبق على النظريات العلمية، فلو قنع العلماء بما جائهم من اكتشافات الأوائل، أو ما اجتمع عليه أهل العلم دون نقد وإعادة تجريب، لبقيت البشرية بالعصر الحجري حتى الآن!

ولتفادي هذا النوع من الأوهام علينا أن نتحلى بعقول نقدية فاحصة، لا نقلية مقلدة.

فإجماع الغالبية على شيء لا يعني صحته بالضرورة، وما يقره الأوائل أو أصحاب السلطة ليس دائما أفضل شيء للجميع!

برأيكم هل يوجد شخص أو مؤسسة ما مؤهلة لدرجة أن تؤخذ عنها الآراء دون نقد؟!

وهل سبق لكم أن عانيتم من أوهام المسرح؟