"انتابني القلق حيال شيءٍ ما"، هذا شعورٌ معروف، تتمثل وظيفة القلق في أنه ينبئنا للمخاطر، ويجعلنا نتعرف عليها فيما بعد عندما نمر بموقف مشابه، لكن القلق لا يتوقف عند كونه محض هذا الشعور العابر، فهو عند آخرين يأخذ أنماط شديدة ومستمرة، تأخذ مسميات أمراض نفسية نعرفها جيدًا. 

القلق المرضي

يتحول القلق إلى العديد من الأمراض النفسية، مثل العصاب القهري (الوسواس القهري) وأنواع الفوبيا من المرتفعات والجراثيم وغيرها، إضافة إلى المازوشية والسادية أيضًا، فالقلق يلعب دورًا رئيسيًا في نشوء هذه الأمراض، وهو عنصر داعم وأساسي في استمرارها، حيث أن المصاب بالعصاب القهري يستمر في تنفيذ الأفعال القهرية لأنه قلق بشأن عدم التنفيذ، والسادي هو شخص قلق وخائف من وقوع الأذى له، فهو يستمر في ساديته ليتخلف من قلقه، كما أن الذي يُصاب بدوار عند وجوده في مكان مرتفع يصاب به من أثر القلق الشديد حيال السقوط. 

رؤية فرويد للقلق المرضي

يعتبر فرويد القلق شيء ينبعث من الأنا نفسها، وهو يتولد من مسببات كثيرة، يربط فرويد بين القلق وعقدة أوديب، وعقدة أوديب هي عقدة الجنس، كل ما يحوم حوله من مخاوف.

إن مثل هذه المخاوف من إشباع الغريزة تعمل على تكوين القلق وهواجسه، وتكون منبع للعديد من الأمراض، لكن عقدة أوديب ليست هي الشيء الوحيد المتسبب في القلق، إذ إن الظروف التربوية من ممارسة السيطرة، وترك الطفل وحده لفترات طويلة في الظلام، والعنف، جميعها ينتج عنها قلق مرضي، ذلك الذي يأخذ نمط أو عدة أنماط من الاضطرابات النفسية، وهذه الاضطرابات تمارس نفسها على المرضى بسلطة قهرية دعامتها القلق المرضي من عدم الإزعان والتنفيذ. 

فهل مررت بفترات رفعت عندك وتيرة القلق؟ وبرأيك كيف نتخلص من القلق؟