هل التعاطف يطلب أو يفرض؟

أرى تصرفات كهذه ستجعل الكثيرين يكرهون هذه القضية.

استوقفتني هذه الجملة فالأمر ليس بهذه السهولة على ما أعتقد، فعن أي كره تتكلم.

فكرة المنشورات أو الهاشتاجات هي حرية شخصية وكل شخص يشاركها هو يفعل ذلك بإرادته، وكوننا متواجدين على منصات للتواصل الاجتماعي فكل شخص يشارك ما يهتم به، وهذا ليس سببا مطلقا لكره القضية بل العكس. إن كان لا يرغب أحد في مشاركة هذه الهاشتاجات أو أي شيء بالعموم فهو ليس مجبرا لذلك، بسهولة يتخطاه.

أما عن حملة كبيرة لمهاجمة أصحاب المحتوى، أصحاب المحتوى الآن هم أقلام الأمة، ولهم قوة وتأثير مثل الصحافة بأقوى أوقاتها، لذا إن لم يدون المدونين وتشجب الأقلام من سيفعل، الأمر أراه عتابا أكثر منه هجوم.

بالنهاية كما قلت التعاطف لا يطلب ولكن هناك أدوار إن قبل الشخص أن يقوم بها فليقوم بها كما يجب ومنها الكتاب والصحفيين، فالكلمة لها دور وتأثير كبير في التغيير.

نعم هناك مبالغة في إدراج الهاشتاغات والتعليقات التي تتضمن أدعية على اليهود وغيرهم وكأن هذه الأدعية ستستجاب من خلال التعليقات!

يمكن لأي مسلم أن يدعوا لإخوته بالحفظ والنصر والخير كله.. في صلاته وبينه وبين ربه فلماذا يأتي لمنشور يتحدث عن الرياضة مثلا ويقوم بتخريبه بهذه التعليقات المنسوخة والتي ليست أصلا من كتابته ولا من قلبه!

التعاطف مع الآخرين لا يكون بالحماسة التي لا ضابط لها، بل يكون بالطرق العقلية والمنطقية والتفكير العميق..

مشكلتنا كمسلمين وكعرب اليوم هي كوننا عاطفيين أكثر من المطلوب، ونتخذ خطوات غير مدروسة وبعضها لا فائدة منه.. وإذا نصحنا أحدهم وبين لنا وحاول جعلنا نهدأ ونفكر بعقلامية اتهمناه بالخيانة والعمالة..!!

لا أرى أي إلتزام يفرض على صاحب قناة ما أو شخص مؤثر عربي أو لاعب مشهور مسلم.. التعاطف مع الفلسطينيين، فكتابة منشور من عدمه ليست مقياسا لتعاطفه، والكل له ظروف خاصة أو طريقة تعاطف خاصة..

مثلا هناك أشخاص لا يمكنهم البوح بمشاعرهم لأقرب الناس إليهم كالأم والأب والإخوة.. وهذا ليس لأن قلوبهم قاسية بل لأنهم هكذا وفقط! وهناك العكس..

الكره!

ولماذا؟ ألهذه الدرجة أصبح الكره يحصل بسهولة؟ وبخصوص التعاطف هل يفرض أم يطلب، لا أحد منهما جوابا، فهي قضية إنسانية، وجدت صدى وهناك ممن يدعمها من تلقاء نفسه، لا أحد يطلب منه أو يجبره..

في البداية لا أظن أن القضية الفلسطينية محل كراهية من أي شخص يمتلك ولو قدر بسيط من الإنسانية.

أما عن سؤالك، ففي القضايا المصيرية لا يمكن إعتبار الوقوف مع الحق تعاطفًا، بل هو واجب على كل إنسان

قمت بإلغاء المتابعة لبعض المؤثرين على إنستجرام في الأيام الماضية نتيجة تخاذلهم عن القضية

تصور أن يمتلك شخصًا ما ملايين المتابعين على منصات التواصل، ولا يرضى بتقديم ولو كلمة واحدة يمكنها أن تؤثر في الرأي العام بشكل كبير.

وعن الهاشتاجات فمعك كل الحق، الأمر أصبح مستفز ولا يؤتي ثماره

قرأت منذ أيام أن المنصات الإجتماعية تعتبر الهاشتاجات التي تزيد عن 3 هاشتجات في تعليق أو بوست واحد وكأنها سبام وتقوم بمنع صاحب التعليق من المشاركة مرة أخرى لمدة معينة.

التعاطف الانساني في حد ذاته شعور فطري بديهي لاارادي .. أما طريقة التعبير فتختلف فلكل طريقته و لا يمكن ان يحدد احد لآخر طريقته مالم تتعدي علي حق أحد ..

اما و طريقة تسول العطف فهي سمة لأناس بعضهم يأخذهم الحماس و هؤلاء افضل السئ

فحين يهدأ حماسه يبدأ يراجع في ما قد فرضه دون درايه أما هؤلاء المجادلون جدلا بيزانطي

لاقناعك بطريقة ما علي اساس انها الاصح و لا غيرها صحيح فربما اقسمهم انا (شخصيا)

بين فئتين اما اصحاب غرض في قبله مرض

أو إمعه تسوقه آراء الأخرين

فان كان حماسه حقيقي(حسن النيه) تقوده طريقة تعبير الأخرين و التي غالبا ما تفسد حسن نيته ..

اما انه لماذا لا يتعاطف أو يغطي ما يحدث فقد يكون تحت ضغوط أو غير مهتم بما يحدث

عذر أقبح من ذنب.

القضية الفلسطينية هي اختبار للانسانية، من دعمها طوعا فقد انتصر لضميره ومن رفض دعمها بحجج بالية فقد كشف زيفه، والجمهور له حق مقاطعته واستهجانه، لا تنسى أن مثل هذه الشخصيات هي صنيعة الجماهيرية العربية، ولهذا فإن الجمهور يرى بأن لها مسؤولية اجتماعية اتجاه ما يحدث في المنطقة.

أرى تصرفات كهذه ستجعل الكثيرين يكرهون هذه القضية.

القضية الفلسطينية قضية انسانية بدرجة أولى وعلى هذا الأساس يتم تحديد الموقف منها.

وبناء موقف منها بناءا على ما يحدث في السوشل ميديا بدلا عما يحدث في الواقع من جرائم ابادة هو أمر سخيف جدا.

ولا اعتقد بأن العديد من الناس يفكرون بهذه الطريقة، طبعا ما عدا الاشخاص الذين لا تهمهم نصرة مثل هذه القضايا أساسا.

مع خالص احترامي

ولكن القضية الفلسطينية وكل مظلوم في الارض ليست ترفاً لنحبها او نكرهها، أين المنطق في الحياد وعدم الاهتمام بحياة اطفال ونساء وشباب وعجائز يموتون بالعشرات تحت الانقاض.

عذراً رسول الله لم نعد كالبنيان يشد بعضنا بعضا

التعاطف بشكل عام لا يطلب ولا يفرض ويعود ذلك بحسب انسانية الشخص ومدى رقة مشاعره وحساسيته ومعتقداته حول من سيتعاطف معه.

ولكن موضوع القدس وفلسطين هو موضوع انساني فطري يجبرك على التعاطف معه.. ببساطة أن نفكر أننا يمكن أن نكون مكان هؤلاء الأشخاص بالتأكيد سيدفعنا للتعاطف معهم.

ولا يمكن استبعاد ذلك.. فلا أحد يعرف ما هو مخبئ له.

التعاطف هو شعور نابع من النفس، حيث تملي على صاحبها بأداء فعلٍ معين أو التصريح بكلمات محددة، ولا يحق لأحد أن يجبر فردًا آخر على الإحساس بشعورٍ ما، ولكن بنفس الوقت إن كان هناك شعورٌ ما يعم مجتمعه المحيط، وهو لا يشعر بنفس الشعور؛ عليه مراجعة نفسه والبحث عن الأسباب التي جعلت إحساسه مختلفًا عن إخوته، وعليه باللجوء إلى الشفافية في الحكم على نفسه، ويقوم بإعاده كل شعور أو فعل إلى أصله والذي تسبب في نشأته، وعليه التزام الحيادية عند مراجعة النفس.