في السابق وقبل ظهور التريندات كان هناك صدى لآرائنا ولتأثيرها في تحريك قضية مجتمعية بعينها، وكنا نرى ذلك في صورة حلول فعلية وليس مجرد تريندات تهز الرأي العام لفترة وجيزة ثم يعود لركوده مرة أخرى.

الآن إن كان هناك قضية مجتمعية فتسليط الضوء عليها يكن من خلال التريند! ففي هذا الوقت حيث الإنترنت أصبح سيّد الحرب والسّلم، باتت التريندات السلاح الأول الذي يتمسّك به روّاد السوشيال ميديا في سبيل إعلاء شأن قضية وتسليط الضوء عليها.

ومن منا لم يطوع رمز السلّم "#" في لوحة المفاتيح لصالح قضية ما، فالأغلبية ينقاد للتعليق أو المشاركة في الهاشتاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. والسبب ببساطة شديدة هو: "أن لا يفوته التريند"!

وعلى الرغم من إعلاء مواقع التواصل الاجتماعي للتريند أو الأحداث الأكثر تفاعلًا، وجعل هذه العبارات على رأس الحدث وفي مقدّمة نتائج البحث، لكن لا يخفى على كثيرٍ منا أنه في كثيرٍ من الأحيان لا يتم تحري الدقة ولا المصدرية ولا المهنية في الحكم والتحليل من جمهور المعلّقين على التريندات، المهم هو أن لا يفوتهم قطار التعليق دون الإدلاء بالآراء والتقييمات.

بالتأكيد، لا مجال للإنكار أن هذه الوسيلة جاءت بإيجابيات عديدة، ولفتت نظر الجهات المعنية في العديد من الوقائع والقضايا وحثّتهم على اتّخاذ إجراءات عاجلة. لكن في نفس الوقت، لا نُنكر أن "موضة التريند" سمحت لكل من هب ودب أن يُدلي برأيه دون تحرّي المصداقية أو الدليل. الأمر الذي أدى لسيادة خطاب من السفاهة بسهولة كبيرة! ألا تّفق معي؟

لقد انخرط المجتمع الحديث في لعبة تُبسّط من كل شيء وتنبذ المجهود والحقائق المركّبة، فأصبح يميل لكل ما هو متدنٍّ ومختزل وسطحي. ألا ينطبق ذلك بشكلٍ أو بآخر على التريندات؟

فهل أصبحت التريندات الأداة السحرية لحل قضايا المجتمع؟ أم أنها وسيلة لخلق حلول مؤقتة لا أكثر ولا أقل؟