المشقة النفسية ناتجة من إعتقاد البعض أنهم محور الكون

تخليك عن الأنا العليا في حياتك ، ستسهل عليك إتخاذ قراراتك ، خاصة تلك المتعلقة بتعبيرك عن مشاعر الإمتنان والحب والثقة وغيرها من المشاعر النبيلة التي لا يمكنك التعبير عنها ولا الشعور بها أصلا بدون التخلص من تلك "الأنا"

أحياناً نحتاج إلى تذكير أنفسنا بهذه الأشياء البسيطة والتفاصيل التي قد لا نلاحظها على مر السنين. فمجرد كتابتها يعطي لها أهمية وبُعداً آخر.

اكتشفت من خلال تجربتي، وانقطاعي لأشهر وانتظامي لأشهر أخرى، أن الهدف هو تذكير أنفسنا بتلك الأشياء البسيطة أصلا يا هشام.

على الأغلب، لا ننسى الإنجازات الكبيرة، أو التقدمات الواسعة، لكن الأشياء البسيطة التي تضيع منا في الرحلة هي ما نهدف لتسجيلها من الأساس.كي نظل محتفظين بها على مدار الطريق.

هذه الطريقة في تسجيل الأشياء ساعدتني خصوصا في الأيام التي أظن للوهلة الأولى أنني لا أملك شيئا أمتن له بدوري.

وهذا هو الخطر، أن نألف النعم لدرجة ألا نجد ما نمتن له.

وهو ما تحاول تلك العادة أن تعززه عندنا من الأساس.

ولهذا السبب بالتحديد الامتنان مهم، نشتكي كثيراً من تشابه الأيام ومرورها بلا أدنى فائدة تذكر. مجرد تسجيل ولو شيء واحد فقط كل يوم كفيل بأن يمنحنا شعور بأن اليوم لم يذهب سُدى حتى لو كان شيئاً بسيطاً.

ممتاز يا هشام! هذا هو الهدف بالفعل.

والشيء الرائع أنه يتحقق فعلا مع هذه العادة.

هذه الجملة لهشام، وافية أيضا كإجابة لسؤالك يا عفاف عن فائدة العادة، أو ما تكسبه للإنسان.‍ @AfafMnayhi‍ ‍  

نعم ورقيا يا عفاف، تقسمين الشهر على صفحتين مثلا، بحيث كل يُمثل كل سطر أو سطرين يوما، وتسجلين حدثا تتمنين له في كل يوم أو حدثين، أو حتى أشياء، أو نعم مُعينة أيا ما شئت، إلى آخر كل الشهر.

المفيد بالنسبة لي، وخصوصا على صعيد الأيام التي تحمل أحداثا لطيفة، أو تحقيق إنجاز ما ولو بسيط، خصوصا الإنجازات البسيطة التي قد لا ألتفت لها لو لم أسجلها.

يكون الأمر أشبه بحفظ الأيام يا عفاف، تعرفين عندما تجلسي لتتفقدي شهرك السابق وتجدي نفسك لا تتذكريه إلا كأيام ممسوحة في ذاكرتك، ولا تعرفين الفرق بين الشهر السابق والذي يسبقه والحالي.

هذا لن يحدث بعدما تبدأي في اعتماد صفحات الإمتنان، ببساطة شديدة بمجرد فتح تلك الصفحات والإطلاع عليها ستتنقلي بين أيامك، وتجدي نفسك تقولين نعم هذا اليوم أذكره، نعم وهذا اليوم أيضا..إلى آخره.

وستفاجئين بأيام لا تحمل أحداثا هامة أو إنجازات محققة، هذه الأيام عادة يكون مصيرها الضياع في ذاكرتنا، لكن بصفحات الإمتنان، ستجديها أكسبتك عادة جديدة ألا تألفي النعمة.

تعرفين، سيمر عليك يوما تمتنين فيه لنعمة البصر، أو نعمة الأهل..وهكذا، الأمر يتطلب منك تركيزا بقدر ما يجعلك أقرب للأشياء في حياتك بشكل عام.

هذا المقطع كان عن صفحات الإمتنان بشكل خاص، أرشحه لك جدا.

أنا تحدتث في حيتيثة المقارنة بين امتناني وامتنانك ، وبالضبط من ناحية الأشخاص ولم ارد ان أتطرق للأشياء والمواقف ، بالنسبة لي يهمني شخص أكثر من شيء ، وأتحفز للامتنان حول أني أملك شخص يدعمني ..

هذا الشخص نفسه قد نعتبره عاديا في حياتنا كالأم ، والأب والإخوة ، وننصرف إلى الامتنان إلى أشياء أخرى أو مواقف عابرة ، وهم أولى بذلك ..

لا يمر يوم بدون أشياء بسيطة كهذه اعتدنا على تجاهلها. وظيفة الامتنان هي الإمساك بهذه الأشياء وتسجيلها. وللعلم في لحظة التسجيل قد ترين أن لا أهمية ولا فائدة من تسجيل ذلك. الفائدة والأهمية ستظهر بعد شهر مثلاً أو سنة حينما تعودين لتصفح يومياتك ستجدي أنك تتذكرين هذا الموقف بالتفصيل كما لو أنه حدث منذ لحظات وسترتسم على وجهك بسمة لطيفة.

هذه النقطة تبدو لي طريقة لتدوين اليوميات أكثر مما هي امتنان ، ربما :)