كلما حاولت أن أكتب كالمحترفين ضاعت بصمتي !


التعليقات

صراحة لا أعتقد أن البصمة الشخصية تتعارض مع المهنية أبدًا، بل على العكس هي ما يمنح الكتابة روحها ويجعلها أكثر تأثيرًا وصدقًا، حتى في بيئات العمل، أنصحك أن تكتبي بطريقتك أولًا بأسلوبك ونبرتك وروحك دون أن تجعلي الفكرة تخضع منذ البداية لقيود التنسيق والتحرير، وبعدها خذي نفسًا عميقًا وابدئي بترتيب النص بما يناسب السياق المهني، وهكذا تحفظين الجوهر وتكسبين الشكل، وصدقيني مع الوقت والممارسة ستجدين التوازن الطبيعي بين الصدق والتنظيم وبين القلب والعقل، دون أن تفقدي نفسك أو متعتك في الكتابة، الكتابة الجيدة برأيي لا تعني التخلي عن الذات بل تعني أن نعبر عنها بذكاء.

هذا هو الجوهر الأصيل للكتابة، حيث تكون الكلمات امتدادًا لذاتك، تحمل نبرتك الخاصة وروحك التي لا تشبه أحدًا. لكن مع دخول بيئة العمل، تغير المشهد تمامًا، ففرض عليك وزن كل كلمة، ومراجعة كل جملة، وقياس أثرها المهني قبل أثرها الإنساني، وهو ما يضعك في صراع داخلي (مفهوم) بين الحاجة للتعبير الصادق وضرورة الالتزام بالقواعد والشكليات. هذا الصراع قد يدفعك إلى خشية الخطأ أكثر من شوقك للصواب، ويجعلك تشعرين وكأنك تفقدين جزءًا من روحك مع كل محاولة للكتابة بأسلوب "المحترفين" الذي يعتني بالتنسيق والانضباط أكثر من الشغف والصدق. ورغم أن بيئات العمل تتطلب بالفعل كتابة منظمة وواعية، إلا أنك تدركين بعمق أن الكتابة الفعالة حقًا هي تلك التي تحمل بصمة كاتبها، تلك التي تُقرأ فيقال "هذا هو، نعرفه من نبرته، من أسلوبه، من روحه". فليست كل الكتابات الرسمية مؤثرة، وليست كل الكلمات المرتبة قادرة على لمس القلوب أو حل المشكلات، بل إن الصدق، ((في بعض السياقات))، هو ما يمنح المهنية معناها الحقيقي، فلا فائدة من نص متقن يفتقر للحياة أو عرض قوي يخلو من الدفء والفهم الإنساني. إن ما تطرحينه يضع يدًا على جرح عميق (نشعر به جميعاً) في بيئات العمل الحديثة والذي يطرح بدوره تساؤل ضروري : هل تمنح هذه البيئات مساحة كافية لهذه البصمة الشخصية في التعبير والكتابة، أم أنها لا تزال تفضل القوالب الجاهزة التي قد تقتل الإبداع وتحد من التأثير الحقيقي للكلمة هذا سؤال لطالما أحترت أنا أيضاً في إجابته؟

أعتقد من أهم نصيحة أقدمها للكتاب والتي ينبغي على كل كاتب الاهتمام لها في الفترة الحالية هي الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي وليس كلي ، فأنا ألاحظ كثيراً في الفترة الأخيرة أن كثيراً من الردود يستخدم فيها الكاتب الذكاء الاصطناعي في الرد نيابة عنه (أنا لا أماتع ذلك حقيقتاً) ولكن أشعر أنني أتحدث إلى ربوت من تكرار كلمات أو جمل معينة ، لذا أجد أن أهم النصائح هي كما قلت يستعين الكاتب بالذكاء الاصطناعي للرد بشكل جزئي ويقوم بتحسينها هو بمعلوماته وطريقته ويترك فيها بصمته - هذا سيكون أكثر تأثيراً - فروح الكاتب وخبراته الشخصية والحوارية شديدة الأهمية في هذا السياق.. وبالنسبة لإجابة سؤالك :

هل تعتقد أن بيئة عملك تسمح لك بهذا التوازن وكيف يمكن تطويرها لتحقيق ذلك.

نعم بيئة عملي تسمح لي جزئياً بحرية الكتابة طالما أنني سأرعي أسس وقواعد وسياسات المكان الذي أكتب من خلاله.

شعورك هذا طبيعي، فحين نحاول تقليد أسلوب المحترفين نميل إلى فقدان بصمتنا الخاصة وكأننا ننقل صوت غيرنا. التحدي لا يكمن في السعي للاحتراف، بل في الحفاظ على ذاتنا أثناء الكتابة. في بيئات العمل، يُفرض كثيرٌ من القيود على الأسلوب الرسمي والمنظم، مما قد يُفقد نصوصنا روحها وحيويتها. البصمة الحقيقية ليست في التنظيم أو التنسيق فقط، بل في الصدق والعفوية التي تعبر عن شخصيتنا وتصل إلى القارئ بعمق. والسؤال الأهم: هل تمنح بيئات العمل اليوم مساحة كافية للتعبير الشخصي في الكتابة، أم تفضل الكتابة الجافة الرسمية فقط؟ في رأيي، لا بد من التوازن بين المهنية والصدق، فبدون البصمة الشخصية تتحول الكتابة إلى كلمات بلا حياة ولا تأثير.

سؤالك عميق ويعبّر عن صراع يعيشه كثير من الكتّاب عند الانتقال من التعبير الحر إلى الكتابة المهنية. والرد المنطقي على سؤالك يبدأ بالاعتراف بأن بيئات العمل، بطبيعتها، تُعلي من قيمة التنظيم والدقة والحيادية، خصوصًا في النصوص الرسمية والمراسلات والعروض التقديمية، لأن الهدف الأساس هو الوضوح والفعالية.

لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها تُقصي البصمة الشخصية بالكامل. الواقع أن هناك تباينًا بين بيئة وأخرى. بعض المؤسسات تُقدّر الأسلوب الشخصي وترى فيه عنصرًا مميزًا يعكس الهوية والثقافة، خاصة في مجالات مثل التسويق، التواصل الداخلي، الإبداع، أو قيادة الفكر (Thought Leadership). في المقابل، هناك بيئات أخرى ترى في الأسلوب الشخصي مخاطرة أو خروجًا عن "المهنية" كما تُعرّفها.

التحدي الحقيقي هو التوازن: كيف تكتب بأسلوب منضبط يحترم القواعد المهنية، وفي الوقت نفسه يحمل لمستك وصوتك؟ هذا ممكن، لكنه يتطلب وعيًا بما يمكن الحفاظ عليه من الذات ضمن الإطار المهني، ومتى يمكن التعبير بحرية، ومتى يُفضل التقيّد.

الخلاصة: نعم، هناك مجال للبصمة الشخصية في بيئات العمل، لكنه يختلف باختلاف الثقافة التنظيمية، ونوع المحتوى، والسياق. الكاتب الذكي هو من يعرف كيف يجعل من صوته ميزة مهنية، لا عبئًا.

شكرا لزوقك جدا وسعيد بالتواصل الدائم بيننا لمساعدة بعض

لو جميعنا ألتزم بشكل واحد وقواعد واحده ، فما فرقنا عن الآله

اعتقد ن الإختلاف هى طبيعة الحياة ، ولذلك لا يوجد بصمة يد تتكرر بين شخص وشخص آخر

وكذلك التفوق فى عمل ما أساسه الإختلاف .

ولكن للموازنة بين ممارسة إختلافك وبين الكتابة المهنية ، فتستطيعى ممارسة إختلافك وتركك لبصمة فى أماكن شخصية تخصك ، والكتابة المهنية فيما يخص مكان العمل

اعتقد أن إجابتى على سؤال " كيف نكون أنفسنا من دون أن نُخل بالالتزام المهني؟"

ستكون المرونة و التفاوض

المساحة التى يتركها المسئول عن العمل لمن هم أسفله ، والمساحة التى نحاول الحصول عليها بقدر المستطاع

بالإضافة أن صاحب العمل يوظفك لتطبيق رؤيته واولاً واخيراً فى مكانه ولذلك هو لديه الحق فى اختيار الأسلوب الذى يفضله

ولكن فى مكاننا الذى يخصنا لنا مطلق الحرية فى اختياراتنا

فلا تعتبرى الموضوع شخصى أو شئ يعيقك

أنا التى أحببت الحوار معكى يومياً وتبادل النقاشات

فشكراً لكى

أحيانًا، "الشخبطة" هي اللوحة الكاملة، والفوضى هي التوقيع. كثيرون يتحدثون عن "الأسلوب المهني" كأنه سترة رسمية يجب أن نرتديها حتى لو لم تكن على مقاسنا. لكن أليس الفنّان حين يرسم بشيء من الجنون هو نفسه من يضع بصمته؟ أليس العازف حين يكسر نمط اللحن هو من يخلق نغمة لا تُنسى؟

نعم، لا يكفي أن نلتزم حتى نُعدّ محترفين، ولا أن نتمرد حتى نُحسب فنانين. بل المساحة الحقيقية للتميّز هي تلك التي نُدير فيها هذا الصراع الداخلي بين ما يُنتظر منا وما نريد قوله، فنحوله إلى عمل يُحترم دون أن يُمسخ، ويُحب دون أن يُعاد إنتاجه في نسخ أخرى.

طرح واقعًا نعيشه كثيرًا.

أعتقد أن بيئات العمل – رغم سعيها نحو التنظيم والانضباط – لا تزال في كثير من الأحيان تفتقر للمساحة التي تتيح للكاتب أن يعبّر عن ذاته بصدق. نميل أحيانًا لارتداء "قناع المهنية" لدرجة ننسى معها صوتنا الحقيقي. لكن المفارقة أن البصمة الشخصية لا تُضعف المحتوى، بل تمنحه أثرًا مضاعفًا، وتُكسب النص صدقًا ودفئًا لا يمكن لأي تنسيق مثالي أن يحققه وحده.

المهنية لا يجب أن تكون نقيضًا للصدق، بل غلافًا يحميه ويقدّمه في أفضل صورة.

أؤمن أن أقوى النصوص هي التي تحقق التوازن: كتابة واعية، بصوت صادق، وبصمة لا تشبه إلا صاحبها.

ربما التحدي ليس في بيئة العمل بحد ذاتها، بل في شجاعتنا على أن نحجز لأنفسنا مكانًا فيها بصوتٍ لا يتخلى عن

جوهره.

أعتقد أن جوهر التحدي لا يكمن فقط في الصياغة أو القوالب بل في السؤال الأعمق كيف نكتب بشكل احترافي دون أن نفقد حقيقتنا

الكتابة في بيئة العمل تتطلب وعيًا بالسياق والهدف لكن هذا لا يعني أن نفرغ النص من حسه الإنساني فالبصمة الشخصية لا تعارض المهنية بل تعززها حين تكون منضبطة ومبنية على فهم عميق للرسالة والمتلقي

المشكلة ليست في التنظيم بل في الجمود

حين يتحول الانضباط إلى قيد يمنع الكاتب من التعبير بروحه نفقد التواصل الحقيقي حتى لو بدا النص كاملًا من الناحية الشكلية

ما نحتاجه ليس كتابة بلا ضوابط بل ضوابط تسمح بمرور الضوء ذلك الجزء الصادق من الكاتب الذي يمنح النص صداه الإنساني

ربما لم تعد المسألة فقط هل تُمنح المساحة بل هل نملك الشجاعة لنطالب بها ونمارسها باحترام ووعي

أشكرك من القلب على هذا الرد العميق والواعي الذي منح للنقاش بُعدًا أجمل وأغنى

كلماتك تعكس فكرًا ناضجًا ونظرة متزنة تُنصف المعنى الحقيقي للكتابة وتعيد الاعتبار لدور الكاتب كإنسان لا مجرد أداة صياغة

تقديرك لما طُرح ولمعانيه الدقيقة هو بحد ذاته تعبير عن وعيك بقيمة الكلمة وأثرها

وأتفق تمامًا أن المهنية لا تُقصي الإنسان بل ترتقي به حين يُحسن التعبير عن ذاته ضمن حدود المعنى والمسؤولية

سعدت كثيرًا بهذا التفاعل النبيل وآمل أن يدوم هذا النوع من النقاشات التي تُثري الفكر وتُحافظ على روح الاحترام والعمق والصدق

كل الشكر والتقدير لك

فهل تظن أن بيئات العمل اليوم تعطي مساحة كافية للبصمة الشخصية في التعبير والكتابة؟

لا، بيئات العمل اليوم في الغالب لا تمنح مساحة حقيقية للبصمة الشخصية في الكتابة، بل تحوّل الكاتب إلى آلة تكرر نفس النغمة، بصياغات منسوخة، خشبية، باردة، محسوبة إلى حد الخنق. تطلب منه أن يكتب بذكاء دون أن يُفكّر بحرية، أن يُقنع دون أن يقترب، أن يكون حاضرًا دون أن يترك أثراً. هي لا تريد كاتباً، بل تريد منفّذاً يملأ فراغات النصوص الجاهزة.

الحقيقة أن البصمة في أغلب المؤسسات تُعامل كخطر محتمل، ككسر غير مبرر للقالب، لا كمصدر تفرّد أو قوة. ولهذا السبب بالضبط أصبحت كثير من المواد المكتوبة داخل المؤسسات متشابهة، مملة، لا تُقرأ إلا لأنها مفروضة. ولا تترك أثراً لأنها بلا روح.

وحين تسأل .... هل تعطي بيئات العمل اليوم مساحة كافية للبصمة؟

أقول لكِ ..... المؤسسات التي تفهم البصمة الشخصية كجزء من المهنية نادرة. أما البقية، فهي تخلط بين الانضباط والجمود، بين التنسيق والنسخ، بين الاحتراف والتعليب. يطلبون الاحتراف في النص، ويقتلون الاحتراف في صاحبه. يطالبونك أن تكتب وكأنك شخص آخر، ثم يتساءلون لماذا النص لا يُقنع ولا يُحرّك ولا يُحدث فرقاً.

الكتابة التي لا تشبه صاحبها لا تشبه أحداً،

فهل تظن أن بيئات العمل اليوم تعطي مساحة كافية للبصمة الشخصية في التعبير والكتابة؟

يبدوا أن لديك خلط بين الكتابة الوظيفية والإبداعية، الأولى الغرض منها أن تؤدي وظيفتها حتى ولو على نحو آلي شبه خالي من المشاعر، أو أقله أنا أميل إلى هذه المدرسة، مثلا لو هناك جواب مرسل إلى شخص بأمر القبض عليه، القاضي لن يراعي مشاعره، ولا حتى عند النطق بالإعدام، نفس الأمر عند بيعك لمنتج، رغم أن العميل، أهم شيء هو رضاه، ولكن رضاه، حسب مدرسة مهمة في التسويق، سوف يحدث إذا حصل على الخدمة على أكمل وجه (لا أكثر ولا أقل).

بدأت رحلتي مع الكلمات لأن داخلي كان يفيض بما لا يُقال لأن الأفكار كانت تبحث عن مخرج والمشاعر كانت بحاجة لصوت. لم أكن أفكر كثيرًا في القوالب أو الأشكال أو قواعد الكتابة الصحيحة كنت أكتب لأنني ببساطة أحتاج إلى أن أكتب.

يبدوا أنك عثرت على مسارك بالفعل، وهذا يؤكد كلامي بالأعلى، وهو أن هناك خلط بين نمطي الكتابة الإبداعية والوظيفية، صحيح، هناك مدرسة أخرى لا تقل أهمية، حيث يمكنك الاستفادة من الأولى في دعم الثانية، هنا المصداقية تصبح عنصر مهم جدا. فالمصداقية لها بعدان، إما الشاعرية في الأدب، أو الموثوقية في التجارة. أي جانب أنت تختاريه، هذا هو السؤال، ويبدوا أن نمطك في الكتابة يميل إلى التسجيل، لا إلى الخيال.

تكمن الإجابة في تعريفك للأثر الإنساني

طابت اوقاتك بكل خير ،

بالنسبة الي فأنا أفصل بين الكتابات المهنية و الكتابات التي أبدي فيها أرائي و معتقداتي و بصمتي ،

فأنا ارى انه من المهم ان التزم بقواعد و قوانين الكتابة عندما تكون مهنة ، و لكني ايضا من المهم أن اعبر كما اشعر في مكانٍ ما لذلك لا احصر نفسي بالكتابة في نطاق العمل فقط ..

يعطيك العافية ع الجهد

ان شاءالله هالموضوع كمان يفيدك

الله يسعدك الاستاذة اللطيفة عبير

صحيح التفاعلية مطلوبة كما ذكرتي ويمكن استخدام مصادر متنوعة

سأخذ ملاحظاتك بعين الجدية والإهتمام 🌹


التدوين وصناعة المحتوى

مجتمع للمبدعين لمناقشة وتبادل الأفكار حول التدوين وصناعة المحتوى. ناقش استراتيجيات الكتابة، تحسين محركات البحث، وإنتاج المحتوى المرئي والمسموع. شارك أفكارك وأسئلتك، وتواصل مع كتّاب ومبدعين آخرين.

94.7 ألف متابع