أذكر مرة عندما كنت أقرأ رواية لعمرو عبد الحميد (أمواج أكما) وكنت منغمسة بين الأحداث والوقائع داخلها إلى أن وصلت جزء معين كان على الشكل التالي:
"وتابعتُ بالنبرة الهادئة ذاتها بعد لحظة من السكوت: أو يوجد من يخبره بأنه ينتمي إلى النسالى.
ثم أخرجت سلاحي الناري وصوبته نحو رأسها، فنَظَرَتْ في عيني بحدقتين متسعتين غير مصدقة، فقلتُ: آسف خالتي، لكنها الحرب.
بعدها ضغطت زناد سلاحي للمرة الأولى في حياتي، لتسقط أمامي في لحظتها جثة مهشمة الرأس."
أذكر بعدها أنني شعرت بالسوء جدا والغضب لماذا يقتلها وقد كان يظهر لها الود قبل لحظة، وأغلقت الهاتف لبرهة حتى استوعب اللحظة.
ذلك الشعور الذي سيطر علي عندما كنت أقرأ الرواية لم يفارقني أبدا وأنا أتذكره بتفاصيله، هل بسبب أن الكاتب كان يتعمد أن يخاطب بالفعل المشاعر والأحاسيس عند القراء؟
صحيح أن اختيار الكلمات بشكل مناسب يساهم في تأثير أقوى على القارئ، فالطريقة التي تعبر بها تنعكس على تأثير النص وكيف يتذكر القارئ تلك الكلمات والمشاعر التي أثرت فيه.
فتأثير الكلمات يدوم في ذاكرة القارئ، واختيار العبارات بعناية يعزز تأثير النص ويترك انطباعاً عميقاً على تجربة القراءة.
وبالمقابل هناك محتويات تستهدف عقل القارئ أكثر من مشاعره وتركز على المنطقية في عرض أفكارها، لتتناسب مع نوع المحتوى المقدم.
برأيك، كيف يمكن أن يأثر تموضع الكلمات والعبارات المناسبة في النص على وصول المحتوى للجمهور؟ وهل لك شعور تتذكره ترك فيك انطباعا مع محتوى تعرضت له سابقا؟
التعليقات