كيف يتم إضفاء الطابع الشخصي والفكاهي للمحتوى بطريقة إبداعية؟

لا أجبره، أتركه ينبع من داخلي بشكل تلقائي وبإحساسي وتعمقي فيما أكتبه. وكما ذكرتي البعض يقومون بتزييف قصص لإضافة هذا الطابع، وهذا يضر أكثر ما يفيد. الأهم من كون الأمر مضحك فعلا أم لا هو الطريقة التي يُحكى أو يُكتب بها والتي كي تصل للنتيجة المطلوبة يجب أن تأتي بشكل طبيعي وتلقائي بأن يكون أضحكك أنتي أولا حتى تستطيعين نقل ما شعرتي به وتوصيفه والتعبير عنه بطريقة تجعل المتلقي يشعر باحساسك ويتفاعل معك.

لذا، ما أريد معرفته هو كيف يمكنكم إضفاء الطابع الشخصي والفكاهي على المحتوى بطريقة إبداعية؟ هل لديكم أفكار أو تقنيات ترغبون في مشاركتها؟

الحقيقة يا عفيفة أني أعتقد أنه ليس مطلوباً من كل كاتب أن يضفي الطابع الشخصي الفكاهي؛ لأن بعض الكتاب يكونون جادين وهم يقصدون الجدية لأن مواضيع كتاباتهم تستلزم الجدية. وهنالك بعض الكتاب ممن يضفون الطابع الفكاهي الساخر ولكن بجدية تهكمية في مواضيع معينة كالعقاد في معاركه الأدبية مثلاً....فهو قد يضحكنا أحياناً بتهكمه المرير. غير أن إضفاء الطابع الشخصي الفكاهي الخفيف يمتكله هؤلاء الكتاب الساخرون أمثال المازني مثلاً....فيحضرني أنه كان يسخر من نفسه ذاتها ويسخر من عرجته ويسخر من قصر قامته فيشبه نفسه و العقاد بصفر على يساره واحد!!! كذلك، أحمد بهجت يعدون من الكتاب الساخرين سخرية خفيفة الظل وأحياناً يدخل تفاصيل من حياته تضحكنا بعذوبة دون ان يتكلفها بل تأتي في موضعها وسياقها من الكلام مثلاً....

إذا أردتِ إضافة طابع شخصي للمحتوى، عليكِ بتقليد من يفعل ذلك. سيكون الأمر في البداية صعبًا إلى حد ما، ولكن بعد فترة، ستكونين قادرة على إنشاء محتواك الفكاهي دون اللجوء إلى أحد، لأنك ستتعلمين من تجارب الآخرين. وكما يقولون، أفضل طريقة لتعلم أي شيء هي أن تفعله، وعن تجربة.

فقط لا تحاولي إضحاك أحد، لا تحاولي أن ترضي أحد في كتاباتك، أنتي تكتبين ما تؤمنين به بأسلوب عفوي ، بدون أي تصنع، فقط اصقلي مهاراتك الأدبية أولًا بأول ثم اكتبي بأسلوبك العفوي تمامًا بدون أي تصنع.

ولا تنسي في النصف أن تتهكمي على بعض القضايا التي لا تتفقين معها والتي ليس لها علاقة بالموضوع الأصلي.

مثلًا لو أن الموضوع الذي تتحدثين فيه هو استلهام الأفكار:-

(أكتب أمام البحر عن الخواء والليالي الخوالي التي لا تصاحبني فيها أفكاري، هل هجرتني بنات أفكاري كما هجرتنا السعادة؟ أم أنها فقط تركت رأسي لأنها لم تتحمل رائحة نتانة الفكر الشيوعي الذي كنت افكر فيه منذ يومين؟ آه يا أفكاري لست شيوعيًا عودي إلي، أو لا تعودي فلست أضمن ألا تكوني تلوثتي بهراء الرأسمالية العفن، أعتقد أنني يجب أن أكف عن البحث عن فكرة وأبدأ بالبحث عن جثة ماركس لأنه السبب فيما أنا فيه الآن)

النص يتحدث عن البحث عن أفكار، ولكن كله تهكمات على أفكار اقتصادية، وهكذا، فقط كوني عفوية.

إن لم يحدث الطابع الفكاهي عفوياً وتلقائياً، فأنا أجد أنه سيكون ثقيلاً جداً على المتلقيين.

كما ذكرتِ فإن كثيراً مِن مَن اجتهدوا في ذلك وجدوا أنفسهم في مأزق مضطرين إلى استخدام علبة البهارات في وصفاتٍ لا جدوى منها. ومن رأيي وخبرتي في كتابات مختلفة سابقة، أرى أن ذلك لا بد أن ينبع من دواخلنا وأن نسعد به نحن الكتاب قبل أن يسعد به الجمهور المتلقي، وعندها بالذات سيتلقاها الجمهور بحُب كما أنها خرجت من دواخلنا بحُب.

لذلك فأنا لا أجد التصنع سولى فشلاً وسبيلاً يائساً لإضحاك المتلقين، فلو كان كل واحد منا على طبيعته وفطرته كان ذلك كافياً أن نسعد ويسعد جمهورنا بمحتوانا.

صراحةً وللأهمية، فإن كثير من صناع المحتوى يفشل في تحقيق التوان الفعلي بين الفكاهة وجدوى الموضوع، فتجد كثيراً غارقاً في اضحاك جمهوره وتسليته ولكن بمحتوى فارغ المضمون.

أؤمن جداً بأن تحقيق ذلك التوازن بين جدية المواضيع وجوانبها الفكافية هو سر الإبداع والنجاح في المحتوى.

وخلاصة القول أن نكون على طبيعتنا وما يسعدنا سيسعد جمهورنا،

السر يكمن في توازن العفوية في طرح المحتوى.

اعتقد ان هذه تكون موهبة متأصلة عند الكاتب و ليست مكتسبة وهذا جزء من الذكاء الاجتماعي .

فمن يتعمد خفة الدم يصبح اقرب الي الاستظراف كما يفعل البعض هنا.

لذا، ما أريد معرفته هو كيف يمكنكم إضفاء الطابع الشخصي والفكاهي على المحتوى بطريقة إبداعية؟ هل لديكم أفكار أو تقنيات ترغبون في مشاركتها؟

اعتقد أن هذا يكون حسب طبيعة الشخص، بالنسبة لي شخصية منطقية وغير مرحة لم أتمكن من العمل بهذه الطريقة وانتاج قطع محتوى يغلب عليها الطابع الفكاهي.

إضفاء الطابع الشخصي على المحتوى هو امر شائع ويمتاز به اي مدون واي كاتب.

اما اضافة طابع فكاهي على المحتوى وجعله ابداعي فهذه المهارة لا يتقنها اي كاتب فهي مكتسبة مع الكتابة بشكل متواصل وفي بيئة مشجعة وفكاهية.

مثلا الكتابة التهكمية لا يتقنها إلا فئة قليلة ولكن مع الاحتكاك مع من يتقنها ستأخد منه الافكار وطريقة التفكير ومع الممارسة ستتقنها.

إذا لم تستطع الإبتكار فإكتفي بالتقليد.

يشكل المبدعون فقط 2% والمجتهدون 8% والمقلدون 90%.

يمكن عمل ذلك فقط في حالات محدّدة وهو متعلّق بنوع المحتوى والهدف منه. ففي المحتوى الترفيهي الذي يهدف للترويج للخدمات الترفيهية (مثلًا مدينة الملاهي) فإن تمرير العبارات الفكاهيّة قد يكون مفيدًا لتوطيد العلاقة بين القارئ أو المستخدم والمسوّق. ويمكن إضافة هذا الطابع أيضًا في حالة المحتوى التعليمي والإعلامي والممتع ... إلخ بالإضافة إلى ذلك فإنّ هذا الأسلوب يتماشى مع أهداف مثل كسر الجليد مع الجمهور وبناء علاقات متقاربة مبنية على الثقة.

في رأي عن طريق متابعة البراندات والأشخاص الذي يضيفون الحس الفكاهي بطريقة ابداعية مثلا براند TODO يعجبني استخدامها للترندات بشكل مبدع، كما يمكن توظيف الكوميك المشهورة التي يحبها الكثير منا بشكل مبتكر ومناسب للفكرة فلابد ايضا ان يكون الاختيار مناسب مع الفكرة والمعلومات التي تهدف إلى توصيلها فالهدف ليس إضحاك المتابعين فقط، كما أن اللمسة الشخصية لكل كاتب هي تميزه عن الآخرين وتجعل أسلوبه فريدا، مع الوقت والاستمرار والتطور يكون لكل كاتب أسلوبه هذا ما اعتقده.

فالبنسبة لي أحاول فعلا نشر بوستات على حسابي الشخصي لينكدان أقدم فيها معلومات ونصائح في مجال كتابة المحتوى بشكل خيف وبه حس من الفكاهة بالطريقة التي شرحتها بالأعلى.

لا توجد خلطة سحرية ولا أسس متبعة مرقمة لكيفية إضافة الفكاهة سودى إحساسك وخبراتك كما يقول أحمد خالد توفيق في كتاب اللغز وراء السطور الذي أنصح به بكل تأكيد فيقول :

ليس على الجميع أن يكونوا طهاة. لماذا لا يكتفي البعض بدور المتذوق المستمتع؟ لماذا يجب أن يدخل الجميع المطبخ، وتدمع أعينهم من البصل، ولماذا يسيل عرقهم من حرارة الفرن، وتدمي المدى أناملهم؟ ظننت في لحظة أن بوسعي أن أطبخ...ثم فطنت إلى أن هناك من يطهون أحسن مني ألف مرة."

فلو تعمقنا قليلا وبحثنا عن الكتاب ذو الحسي الفكاهي فسنجدهم معدودن مثلا كالولد الشقي محمود السعدني وجلال أمين وأحيانا أحمد خالد توفيق فلو سألتهم ما هي النصيحة فسيقولون (لو لم تكن خفيف الظل فاكتفي بقدرتك على الضحك." فالأمر يعد شخصي بشكل كبير فهو في وجهة نظري يتوقف على مدى نسبة المرح داخلك ولا أقول بهذا بأن تكون كوميديان ولكن المرح دائما ينبعث من الداخل فلو لم تكن تمتلك مرحا بداخلك فنصيحتي هي لا تحاول كما قال تشارلز بوكوفسكي أما النصيحة الثانية فستكون بكل بساطة لو أردت أن تسبح فستذهب للبحر أو أقرب مسبح هكذا ببساطة عليك القراءة لمن هم يمتلكون بحق القدرة على الكتابة الفكاهية كالأسماء التي طرحتها في حديثي وسأعترف بشيء يقوله أغلب المعلمين لطلابهم حينما يتوجب عليهم كتابة شيء ما وهو حاول أن تقوم بكتابة نفس الموضوع الذي كتبه كاتب آخر ولكن بطريقتك فهذذه الوسيلة تساعد كثيرا.