قبل 10 سنوات، أي في 2010، صدر الجيل الأول من معالجات إنتل كور المصنفة حسب ثلاث فئات i3 و i5 و i7. وجدت الخبر في إحدى الصحف. في ذلك الوقت، بحثت في الإنترنت عن تفاصيل أكثر عن هذه المعالجات. كانت نتائج البحث الوسيلة التي عرفتني على مجموعة من المواقع و المدونات المهتمة بالمواضيع التقنية و التي صرت أتابعها فيما بعد. قبل ذلك، كنت أجد بعض الأخبار التي تنقل في بعض المواقع و المنتديات، لكن كانت مواقع عامة. المواقع التي عرفتها كانت مهتمة بالموضوع و متخصصة إلى حد ما.

أتذكر أهمها مدونة تيدوز الذي يكتب فيها الأخوان ثمود و محمد بن محفوظ، وادي التقنية الذي يكتب فيه الأخوان فهد و عامر السعيدي، المجلة التقنية الذي كان يكتب فيه الراحل يوغرطة بن علي و من معه، و في مجال الألعاب موقع NG4A الذي كان من أفضل المواقع العربية في تقارير الألعاب و المقالات المكتوبة بحرفية لكن هذا الموقع يغط في سبات في الوقت الحالي. كانت تلك البداية لاكتشاف المحتوى العربي بعيداً عن المنتديات.

ما دفعني لكتابة هذا الموضوع صورة وجدتها أثناء البحث على الإنترنت. هذه الصورة جزء من خبر Firefox 4 Beta 1 في موقع عالم التقنية الذي يديره سعود الهواوي (لا أعلم هل لا يزال يديره أو سلم الموقع لشخص آخر غيره). الهدف من الصورة تجربة المتصفح من خلال تصفح الموقع و بالتحديد الصفحة الرئيسة من الموقع. ذكرتني هذه الصورة بماضي الموقع و ماضي كل تلك المواقع المذكورة.

ذكرتني الصورة بالتصاميم الموجودة في تلك المواقع و المدونات. أجد تلك التصاميم أجمل بكثير من تصاميم نفس المواقع عندما تبنت مفاهيم التصميم المسطح. كان لكل موقع هوية خاصة و شكل مميز عن الآخر. كان التفاعل في عالم التقنية كبيراً، و كانت التعليقات تثري المنشورات كثيراً، و كانت التعليقات تخلق النقاش بشكل يومي. نفس الموقع كان يشتمل على روابط لبرامج بودكاست كان أبرزها مجموعة برامج Free Talk Weekly.

لم تكن المواقع التقنية وحدها ذات محتوى مميز، بل كانت المدونات الشخصية كذلك. في ذلك الوقت، انتشرت المواقع و المدونات المبنية على منصة Wordpress، و كان المحتوى الذي تقدمه تلك المواقع و المدونات ذو جودة عالية مقارنة بما نجده في المنتديات. من ضمن النقاشات التي كنت أجدها كانت تلك النقاشات عن المدونات بدل المنتديات، و القصد أن المدونات تزداد و يكثر المحتوى ذو الجودة العالية و تقل المنتديات التي كانت قائمة على النسخ و اللصق. كانت هذه النظرة متفائلة جداً.

صحيح أن المنتديات قلت و ما تبقى من تلك الحقبة يعد على الأصابع، لكن لم تكن المدونات سائدة فيما بعد. ما حصل أن الشبكات الاجتماعية باتت السائدة و المسيطرة الإنترنت. ساهمت الأحداث السياسية التي مرت بها المنطقة في ازدياد رواد تلك الشبكات، و صار هذا الجمهور لاحقاً مدمناً عليها. ورث المحتوى المنشور على الشبكات الاجتماعية ظاهرة النسخ و اللصق التي كانت منتشرة أيام المنتديات، و ورث أيضاً نشر الإشاعات و الأكاذيب التي تضلل الجمهور. في يوتيوب الوضع لا يدعو للتفاؤل.

في الفترة بين 2010 و 2015، كان المحتوى العربي في المواقع ذو جودة لا أجد مثلها الآن لا في المحتوى النصي و لا الصوتي و لا المرئي. كانت التعليقات تفيد جداً، صارت عديمة الفائدة و لا تضيف للقارئ، و الالتفات لها وسيلة لمضيعة الوقت. لعل المحتوى العربي خلال هذه المدة كان أكثر جدية. لا أستطيع الجزم بهذا، لكن قد يكون كذلك.