"كانت مثل الكساد نفسه، الكل ينتظر أن ينتهي وفي نفس الوقت ينسى أن يعيش ... ولكن... لنفرض أنه استمر إلى الأبد! لابد أن تبدأ الحياة"

الاقتباس السابق هو جزء من حوار داخلي لشخصية "چانيس" في الرواية، وربما يكون معظمنا أو الكثير منا قد مر بهذا الموقف وهذا الحوار مع النفس من قبل حيث ينتظر الواحد منا أن تمر ظروف معينة غير محببة أو صعبة حتى يتمكن من أن يعيش حياته بطريقة معينة أو ليبدأ بفعل شيء يريد فعله أو انتظار أن تصبح الظروف مثالية ليبدأ عمل أو مشروع أو يحقق حلمًا.

لكن ماذا لو لم تتحسن الظروف قريبًا؟ بل ماذا لو لم تتحسن أو تتغير للأبد؟ هل سنظل نؤجل ما نريد فعله أو تحقيقه ليوم قد لا يأتي أبدًا؟

أقول أنه علينا أن نبدأ، فقط نبدأ، دون أن ننتظر الظروف المثالية أو حدوث سلسلة من الوقائع بطريقة محددة، فالواقع قد لا يوافق هوانا، وربما لا تتحسن الظروف قريبًا وتظل أحلامنا على قائمة الانتظار، كما أنه قد تكون تلك الظروف التي ننتظر حدوثها هي ببساطة ظروف خيالية مستحيلة لذلك لم ولن تتحقق أبدًا.