بأوراق خفيفة، طباعة باهتة وربما بعض الكلمات المفقودة هنا وهناك أصبحت أرى عددًا من الكتب أو الروايات بهذا الشكل، في البداية كنت أشعر بالضيق، فأنا قد دفعت المال في هذا الكتاب فلماذا أحصل على شيء بهذا السوء؟! لم أكن انتبه للسب لكن بعد ذلك عرفت أن هذه النسخ تكون نسخ غير أصلية أو بالأحرى مسروقة ومعاد طباعتها!

وما إن انتبهت لأن هذه النسخ غير أصلية أصبحت أحاول شراء النسخ الأصلية وذهبت لأكثر من مكتبة فوجدت أن اثنين من أصل ثلاثة منهم يقوموا ببيع النسخ غير الأصلية وتقريبًا كل الكتب والروايات بالمكتبة منسوخة، والمكتبة الثالثة وجدت بها نسخ أصلية نعم لكن مرتفعة الثمن جدًا صراحةً.

انتشرت النسخ غير الأصلية في الأسواق بطريقة هائلة وغير مسبوقة، وأصبح هناك مطابع ومكتبات نشاطها بالكامل قائم على الكتب المنسوخة، فكل ما يكلفهم الأمر هو شراء نسخة واحدة أصلية ثم نسخها آلاف المرات وطرحها بالأسواق بسعر أقل بكثير من النسخة الأصلية للكتاب أو الرواية، ولا يهمهم بالطبع حرمانية ذلك فكل ما يهمهم هو الربح! بالطبع هذا يؤثر على دور النشر الأصلية والكُتاب لدرجة أن بعض الكُتاب أصبحوا يعلنون في منشورات لهم على وسائل التواصل الاجتماعي عن عدم مسامحتهم لمن يسرق أو يطبع نسخًا من كتبهم، وهذا بالفعل أمرًا محبطًا للغاية فتخيل أن تتعب وتبدع وتنشر وتوزع ثم يأتي أحدهم ليسرق كل هذا النجاح ويُدخل ربحه مباشرة إلى جيبه، وربما هذا مع قد يؤثر على نوعية وكمية الأعمال الأدبية المنشورة فتقل للغاية ويتأثر المجتمع الأدبي بأكمله.

لكن يبقى السؤال الأول هنا هو لماذا انتشرت هذه النسخ غير الأصلية والمسروقة من الكتب والروايات إلى هذه الدرجة؟