كنت في جلسة نسائية بمنزل وكانت إحدى الفتيات ترتدي جوربًا سميكًا بقدميها بينما الجو حارًا! تعجبت في البداية ثم زال العجب عندما قالت: سأظل أرتدي الجوارب دائمًا لأنني لا أحب شكل قدماي! هذه البنت لطالما تم التنمر عليها من بعض أفراد عائلتها بسبب قلة وزنها مع طولها، ومع أنها جميلة جدًا في الواقع إلا أنها تُخفي قدميها لأنها تشعر بالقبح بسبب ما قيل ويُقال لها.
الأمر ليس مبالغة فهذه صورة من إحدى صور عُقدة الشكل التي تُعد من عُقد النقص حيث تتشوه رؤية الشخص لذاته وتجعله يعتقد دائمًا أن شكله غير كافيًا لإرضائه وإرضاء الآخرين، فكم منا تم التنمر عليه بسبب طوله أو وزنه أو لونه أو حتى شكل أنفه وحجم أُذنيه! لا شك أن التنمر يكون قاسيًا ويترك أثرًا في النفس يصل لحد عُقد نفسية، لكنه يكون أشد قسوة عندما يأتي ممن يُفترض أن يكونا مصدر التقبل الأول الوالدين، فالطفل لا يعتبر أن السخرية والتنمر على شكله يرجع لعيبًا في شخصية الأم أو الأب وأنهما غير أسوياء، لكن ما يصله هو أن العيب فيه هو ويصدق كلامهما ويترسخ بداخله ربما للأبد.
عُقدة الشكل قد تجعل الشخص يكره نفسه وشكله، أو يصبح لديه هوسًا بمظهره ويعتقد أن كل قيمته تُستمد من شكله ويعتقد أن كل من شكلهم الخارجي جميل حياتهم مثالية وسهلة، وقد يتطور الأمر لاضطراب تشوه الجسد فيركز على عيوبه وإن كانت بسيطة وغير مرئية ويحاول تحسينها ربما عن طريق عمليات التجميل المستمرة دون رضا. فكيف برأيك يمكن للشخص التخلص من هذه العُقدة؟
التعليقات