قطع الرأس بالمقصلة أوالشّنق بالحبل أو الرمي بالرصاص أو استخدام الكرسي الكهربائي أو الحقنة السامّة أو غرفة الغاز، وسائل تطبيق الحكم القضائي القاضي بالإعدام، بهدف درء انتشار الجرائم ومنعها، ونشر الراحة في قلوب أهل المغدورين.
هل حقاً تنفيذ حكم الإعدام سيشكل عزاء لعائلات المغدورين في القضاء على الذي تسبّب في أوجاعهم وفقدانهم أحبتهم؟ هل يُعتبر موت المجرم كافياً لذلك؟.
هل حكم الإعدام يأتي مرة أم يموت المحكوم ألف مرة هو وعائلته بانتظار تنفيذه، أو انتظار أي بارقة أمل بعدم تنفيذ الحكم أو تخفيفه؟.
هكذا رحت أتساءل وأنا أقرأ كتاب المقصلة للكاتب ألبير كامو الذي تسائل هل يمكننا أن نحكم على الآخرين بالموت؟ أهو ضرورة أم يمكن الاستغناء عنه؟ وماذا سيكون شعور المتفقين على ضرورة تطبيقه إذا تمّ تنفيذ الحكم وثبتت لاحقاً براءة ذلك الشخص؟.
برأي كامو أنّ مبررات تنفيذ العقوبة تأتي إما لتحقيق العدالة، أو للثأر وإطفاء قهر أهل المغدور، أو كنتيجة لأهداف ديكتاتورية بهدف التخويف، لكنّ الكاتب يرى بأنّ العقوبة لم تحقق الغاية منها لأنّ المجتمع الذي ينفّذ هذه العقوبة لا يؤمن بالعبرة منها، والدليل كامن في التكتم على تنفيذ العملية وعدم عرضها للجمهور، الأمر الذي يجعل الكاتب مؤمناً بأنّ تنفيذ الحكم بات قوننة أكثر منه قناعة.
المحكوم بالإعدام يموت مرتين، الأولى بالانتظار، والثانية عند تنفيذ الحكم، وينعكس الأمر على أهله، مما يعني أن العقوبة انتقلت من الجاني إلى طرف آخر ليس له علاقة بالجريمة، -وإن كان أحد أسبابها- لأنّ الظروف عززت وحشيّة الإنسان، وتردّي الوضع الاقتصادي سبّب ارتفاع الجريمة، وعلى رغم ذلك فإننا نحاكم المجرم، ولا نعالج الظروف أو الجهات التي جعلته مجرماً.
هل تساءلتم: ماذا لو نفذّنا الحكم بأحدهم وتبيّن لاحقاً بأنه برئ؟
يطرح الكتاب حالة "بارتون آبوت"، فقد أعدم قبل دقائق من اكتشاف براءته، لذلك كم نسبة من تمت إدانتهم وهم أبرياء؟ متساءلاً كم حالة كان سببها الظروف وكان يمكن إصلاحها؟، وهل حاولنا جعل المجرم يكفّر عن ذنبه قبل أن نقرّر بأنّ حكم الإعدام هو الحلّ الوحيد، فالإعدام عقوبة لا رجعة بعدها للتوبة.
الإعدام رحمة لأهل القتيل وألم لعائلة القاتل، كم تبدو العبارة عادلة، ولكن لأيّ حدّ هي صحيحة؟
كيف يكون رحمة لأهل القتيل، فهل سيعيد ابنهم الذي مات؟ أم المقصود بأنه سيوقف نيران الرغبة بالثأر؟ لكن!، هل يوقفها حقاً؟
ما رأيكم بذلك؟ وكيف تنظرون للأمر؟
التعليقات