من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك! فكرة من كتاب الأمير

بعيدا عن السياسة والتي مباح فيها كل شيء المكر والخداع والقسوة من أجل الحفاظ على الدولة.

لكن بالمجتمع والإدارة أؤيد الاحترام الناجم عن الحب والتقدير، لا بد أن يكون الشخص محبوبا ووقت الجد يتم تقديره وتقدير قراراته ومواقفه، فيمكنني من خلال حب موظفيني دون الاستسهال عن الخطأ أو التمييع في حل المشكلات ومحاسبة الخاطيء، وخلال حياتي العملية عملت كمدير بمكانين مختلفين، وكان مبدئي هو التعامل مع فريق العمل بطابع يحمل من الود والحب ما يكفي لعلاقات قوية ولا يخلق نوع من العشم الذي قد يفسد العمل نفسه.

وإن قارنتي بين أن يفعل الشخص عمله بحب أم بسبب الخوف، برأيك أيهما أكثر إنتاجية وجودة؟

(ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) بهذه الكلمات القوية وصى الله تعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، فعملية إدارة الناس لا ينبغي أن تكون تحدياً بين المدير والمرؤوس، فمن المستحسن أن يتم تطبيق آلية في التعامل مفادها، شدة بلا عنف، ولين بلا ضعف، لو طبقت هذه الآلية بشكل صحيح فسيتحقق النجاح من عملية الإدارة التي تهدف إلى تحقيق الأهداف، وعلينا أن لا نصم آذاننا عن العديد والعديد من الأفراد الذين يتركون مكان عملهم بسبب سوء معاملة المسئول، لذا فلا ينبغي لنا أن لا نأخذ هذا المبدأ على محمل الجد، خاصة وأن مروج هذا الفكر هو ميكيافيللي صاحب مبدأ الغاية تبرر الوسيلة الذي يتنافى مع مبادئ التعاليم السماوية، ومع الفطرة السليمة للإنسان.

لا أؤيده في مقولته، ما يجعل الإنسان متواضعا بسيط أمام الناس هو لأنه يحبونه ولا يخشونه، الشخص الذي ينفظ أغلبية الناس من أمامه هو الذي لامسوا تكبره و غروره، المحبة هي من تجذب الناس إلينا، اليوم فقط كنت أناقش هذا الموضوع مع أحد الزملاء، كنا نتحدث عن الأسباب نجاح إدارة الكلية وتفوقها عن السنوات القادمة، وبعد حديث مطول وصلنا الى أن الفضل يعود لرئيس الكلية بشوش الوجه لا يعبس في وجه أحد لدرجة أن الغريب لا يمكن أن يتعرف عليه بين العامة، شخص عادي جدا، وسبب فشل الإدارة وتراجعها راجع لمديرها الذي لايكلم أحد ولا يدخل لمكتبه إلا الموظفين القلة القليلة، كلية مهجورة، لكن الأن هي زهرة تم إحيائها بعد أن ذبلت لأعوام.

نصيحة متجاوزة! ربما كانت تصلح بعصر ميكيافللي ومجتمعات منتصف القرن الماضي ولكنها اليوم لا تصلح حتى بالدول المتخلفة.

لقد ارتفع الوعي واختلفت قيم البشر, ولم يعد أحد يحترم ذاك الشخص الذي يبث الرعب بالنفوس, لم يعد أحد يحيط بأي إنسان تلك الهالة القدسية كما كان يحيط الروس بستالين...والكل صار له وعي بقيم المساواة, قد يخاف الناس فعلا من مسؤول ما لأسباب موضوعية ولكنهم أبدا لن يستكينوا ويتقبلوا هذا الخوف كمُسلّمة مثلما هو حال الأقوام التي خلت.

وسواء كان سياسيا أو مسؤولا بأي جهة, سيخافون فعلا منه ولكن خوفهم لن يقود للاستكانة والتقبل بل سيصير وقودا ودافعا للبحث عن طرق للتخلص من هذا الذي يلعب دور ايفان الرهيب عندما تسنح الفرصة لذلك.

التصريحات التبسيطية التي أدلى بها السياسيون المخادعون الذين استشهدوا بمكيافيلي كذريعة للالتزام الخفيف بالسلوكيات الأخلاقية المريبة لا تجد أساسًا في عمل مكيافيلي الأصلي (الذي من غير المرجح أن يقرؤوه على الإطلاق) . لا يوجد مكان في عمل مكيافيللي يمكن العثور على الجملة "الغاية هي تبرير الوسيلة" (في حد ذاتها عبارة غبية: الوسيلة وسيلة لتحقيق غاية عن طريق التعريف) ؛ بدلاً من ذلك ، يُترك القارئ يفكر في هذا التوتر الذي لم يتم حله بين منطق الأخلاق ومنطق النفعية ، والأخير هو الذي يبدو أنه يحمل مفاتيح مسار العمل الذي يؤدي في هذا العالم الأرضي إلى الاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها.

قرأت هذا في كتاب فلسفة الادارة وقد ترجمته الاسبوع الماضي وعنوانه باللغة الانجليزية

Philosophy and Public Administration

· January 2020

Edoardo Ongaro

لا احبها ابدا ولكن قد اقوم بتعديل عليها

من الأفضل أن يحترمك الناس على أن يحبوك

اظن التعامل الراقى المحترم هيكون افضل من مشاعر حب بلا احترام ولعل التعامل الراقى يؤدي فى النهاية للحب

بنظري هذه عبارة وحشية، تنافي طبيعة البشر وتنفي إنسانيتهم!

لست ذات خبرة كبيرة إداريا، لكني أستطيع أن ألقي بتلك الجملة على الواقع الجامعي. مررت على الكثير من الأساتذة الجامعيين، والكثيرون يسيرون بهذا المنطلق! وإن كان الطالب يمر بظرف ما، يقسون عليه بشدة لشيوع اختلاق الطلاب للظروف. فينتهى المطاف بالأساتذة مستذئبين على الطلاب معاديين لهم، ولا يهتمون لظروف أي أحد كان. فتخلق بيئة من الكراهة في نفوس الطلاب تجاه أساتذتهم. رغم أني ولله الحمد لم أحتج أي شيء من أيٍ من أساتذتي حينها إلا أن بيئة وأسلوب التكذيب وتعميم السوء على الجميع وقسوة المعاملة ينفر الطلاب من الأستاذ ومادته.

وحين اضطرتني الظروف للانتقال لدولة أخرى، وجامعة أخرى، وجدت أغلب الأساتذة يحترمون الطلاب ويقدرون الطلاب المجتهدين، وحتى أني مررت بظرف ما، فما وجدت من أستاذ لي إلا أن راسلني طوعا منه عندما علم بشكل ما وعرض أن يؤجل وقت التسليمات لي وأعلمني أنه على أتم الاستعداد أن يساعد بما فاتني. معاملته الإنسانية لطلبته وأخلاقه ومواقفه التي لن أنساها، كانت محل تقديري وإعجابي بأسلوبه وما زادني ذلك إلا حرصا على أن أنهي ما علي في الوقت المحدد. ولا أكذبك حين أقول أن الكثيرون في هذه الجامعة كذلك يختلقون الأعذار أيضا ويستغلون الأستاذ الطيب، لكنه رغم ذلك آثر أن يكون إنسانيا في تصرفاته ويظهر اهتمامه بالطلاب وغالبا ما يترك الأساتذة هنا الصدق والأمانة للطالب، ويعاملون الجميع سواسية وبحب.

وحتى عندما عملت في الجامعة، كنت مديرتي في العمل إنسانة خلوقة طيبة بشوشة متفهمة لكوننا طلاب ولدينا مسؤوليات أخرى. كانت تسأل عن أحوالنا بين الحين والأخرى والكل يشهد أنه لم ير منها إلا كل خير وتقدير وحترام، وأجزم لك أن الأغلبية كانت تؤدي عملها على أكمل وجه وتخجل من التقصير وهي تعاملنا هذه المعاملة الطيبة.

ويستحضرني الآن البيت القائل:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

فهل ستخسر حب المحيطين بك ومرؤوسيناك وتخسر بيئة عمل حسنة لتسيطر على المتمردين؟

لقد قرأت التعليقات والكثير منها للأسف ليس لها صلة بالواقع لا من قريب ولا من بعيد مثل الشخص الذي يقول الفضة أغلى من الألماس وينكر أحوال السوق, هذا هو الواقع قليل هي الحالات التي يحترم فيها الطيب اذ أن الطيبة أصبحت مرتبطة بضعف الشخصية وأغلبية الطيبين من حولنا نجد أنه يتم التنمر عليهم وكلمتهم تدخل للاذن من هنا وتخرج من هنا ليس لها وزن على البقية عكس الصارم والحازم الذي من شدة خوف الشخص منه تلقائيا يطيع كلمته ويسير كما يسيره وهذا هو الواقع للأسف طبعا الطيب يكون محبوبا من طرف من حوله لكن أن تكون محبوبا شيء وأن يكون لكلمتك وزن شيء آخر.

"من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك "

المقولة مستفزة صراحة، والكتاب لم أقرأه لكن أغلب النصائح الخبيثة والحيل الماكرة نابعة منه.

والمقولة نابعة من فكر ميكيافيللي وخلفيته الدينية، لكن في ديننا عكس ذلك، لأننا نعتمد اللين والرفق، والله يجزي على الرفق أكثر مما يجزي على سواه، ويقول الحبيب المصطفى" مادخل الرفق على شيء إلا زانه" عليه الصلاة والسلام.

وأنا أعتقد أنك حين تكسب الناس بالحب، حتى وإن حدث ولم يحترموك أو تهاونوا في طاعتك، فإنهم حين تجدّ الجادّة سيأتي طمعا في محبتك ولطفك، وإن كان اللطف في مجتمعنا والطيبة محل احتقار وانتقاص، إلا أنهم الأصل، ولا يبقى إلا الأصل.

والحاكم الذي يحكم الناس بتخويفهم، سينال الطاعة في حياته واللعنات في مماته، أما من يحكم بالحب واللطف فإنه سيجني الأجر في الحياتين.

مش عارف جيت أقرى فيه بس لقيته مش جذاب فى القراية .. ماكميلتهوش.. بس بصراحة إنتى مستنبطة أفكار جميلة من الكتاب.. شكلك قريتيه بتركيز

في البداية استغربت جدا المقوله مما جعلني أقرا المساهمة

بعيدا عن السياسية وفي مجتمعنا

لم من المفترض ان يكون المدير الطيب مثلا محبوبا ولكن كلمته لا تطاع؟

بينما المدير الذي نكرهه حاد الطباع كلمته مسموعة

ليس من المفترض ان يكون المحبوب ضعيفا

اقصد على المدير برايي ان يتحلى بالطيبة وان يحبه العاملون عنده ولكن ليس بشكل يؤدي الى عدم طاعته والاساءه اليه

عليه ان يكون طيبا ولكن ان يتحلى بصفات اخرى ايضا , ويعرف كيف يتصرف في المواقف فيكون جادا وصارما أحيانا وطيبا في نفس الوقت .. بشكل لا يكره فيه ويؤيده الكثير

بالنسبة لي فانني اعرف معلمة كانت طيبة ومتساهلة معنا حين كنا صغارا وبعد ان كبرنا قليلا بت انزعج من عدم انضباط الصف تماما , ولكننا احببناها جدا

بينما حين كبرنا علمتنا معلمة تمزح وتضحك معنا واحببناها ولكنها صارمة في بعض الاوقات , الصف يخافها ولكن يضحك ويمرح في حصتها..اعتقد ان على الشخص ان يكون كذلك لي لين الى حد الضعف ولا صارم لحد الكره .. ولا يعني كونه محبوبا ان يكون ضعيفا .

ربما كان ميكيافيللي محقاً في مقولته بعض الشيء ، لأنني أشعر أن هناك طائفة من الناس يميلون إلى الخوف أكثر من الحب والاحترام ، بمعنى أنهم جبناء الطبع لا يليق بهم طيب المعاملة ، بل يؤثر فيهم الجبروت والقوة بشكل أكبر .

أنا أتمنى لو أن جميع البشر يحبونني وألقى قبولاً من الجميع ، ولكن هذا ربما لا يحدث أو أن الأمر نسبي

كما أنني أشعر أن المحبة الزائدة وإظهار اللين الزائد قد يجعلنا مطمع للنفوس الخبيثة أو ربما ستقل التوقعات تجاه الغير ، فمت جهة اجتماعية أؤمن بمقولة تقول " أن تحبني فهاذا خيارك ولستَ مجبراً ، لكن أن تحترمني فلا خيار لك وأنت مجبر لا مخير " .

هذه العبارة تجسد أهمية أن تكون مهاباً أفضل من أن تكون محبوباً لأن ذلك سيحمي قيمتك وقدرك من الانتقاص .

أما من جهة إدارية فإنني أحب تحقيق الموازنة بين أن يكون المدير مهاباً من موظفيه وبين كونه محبوباً بينهم ، فلستُ أحبذ الخشية الزائدة التي ترفع من مستوى التملق والنفاق وانما يجب أن يكون هناك ضرباً من المحبة التي تخلق جواً صحياً في العمل بشكل يرفع من الإنتاجية عن طيب خاطر ورغبة في النجاح وليس فقط خشية من رئيس العمل .

أفضل شيء هو ان يخشاك الناس و يحترمونك أفضل مثال مدرب المنتخب الجزائري شخصية حديدية و محبوبة

اما كتب ميكيافلي مجرد أفكار استوحاها من الشيطان فهي تناقض الخير و الاسلام في كل شيء.

الحزم والصرامه وقوه الشخصيه لا تتعارض مع كونك محبوبا

ولا علاقه لها بكون الناس تهابك

هذه اشياء طبيعيه من الطبيعي ان نتمتع بالحزم و اي تنازل او تساهل يكون عبئ علي صاحبه مثل ذلك المدرس الطيب

ولكن إذا قارنا الخيارين منطقيا وواقعيا سنجد ان خيار كون الناس تحبك مربح اكثر بكثير من كونهم يخشونك

لان حتي لو خشيك ضعيفى النفوس وسيطرت عليهم ماذا ستفعل مع من لا يخشو اي شئ؟ استعمال السلطه ل ارهاب الناس غباء واضح وورقه غير رابحه ابدا

علي الجانب الاخر اذا فزت بقلوب الناس ولان اغلب البشر عاطفيين سوف تفوز بنصيب الاسد

من واقع رؤيتي أدركت علي ان ارهاب الناس اسلوب جاهل وهمجي وغير مجدي

ودائما يحدث نتائج عكسية لا اؤمن بهذه المقوله ابدا

اعجبني اسلوبك الرائع في الطرح ، الكتاب حقا رائع يستحق أن يلقي الجميع عليه نظرة ..

اما عن المقولة ، ففي نظري تختلف آثارها حسب المجتمع

ففي مجتمعاتنا من الجيد ان يخشاك الاخرون افضل من أن يحبوك ، فاذا كنت طيبا متسامحا ،سيدوسك الكثيرون ممن يعتبرون أن طيبتك و تسامحك ماهو الا حمق و غباء منك ..

لا تكن طيبا بمجتمعاتنا ، الطيبون هم اكثر الناس تألما ،و ان لم يتحدثوا. ... يجرحهم الآخرون دون ان يعلموا ...

عن تجربة ..أُفضل و أوافق على تلك المقولة كثيرا ....

دام ابداعك ...كل التوفيق