في طفولتنا كنا نرى الكبار من حولنا متجهمين ومنزعجين أغلب الوقت، وكأنهم يحملون هم العالم على أكتافهم، نرى هذا ولا نفهم لما لا يشعرون بخفة الحياة كما نشعر، لذا نتعهد أمام أنفسنا بألا نصير مثلهم عندما نكبر.

لكننا نكبر، وبلا وعي منا، نصير أولئك الكبار الذين انتقدناهم.

في رواية "الأمير الصغير"، يستعرض الكاتب في بداية الرواية رسمًا رسمه في طفولته، ويقول إنه كلما حاول عرضه على أحد الكبار يقولون إنه رسم قبعة، في حين أنه في حقيقته رسمًا لثعبان التهم فيلًا.

كان الكبار على قدر من الجمود وقلة الخيال بألا يدركوا ما كان واضحًا للغاية بالنسبة لطفل.

فما الذي يدفعنا ككبار لهذا الجمود ونسيان طفلنا الداخلي؟