أول تعرفي على هذا النوع من الأدب كان عن طريق قصة "أثر على الحائط" لڤيرچينيا وولف، ففي القصة ترى امرأة أثرًا على حائط منزلها وتحاول التفكير فيما هو هذا الشيء وأثناء ذلك تتوالى الأفكار بعقلها وتتزاحم فتنتقل من فكرة إلى فكرة، فمرة تفكر فيه كمسمارًا كان يحمل صورة من سبق وسكنوا البيت قبلهم وتبدأ في تخيلهم ولماذا غادروا، ثم تسير بالفكرة وتنقل إلى فكرة أخرى عندما لم تتمكن من معرفة سبب الأثر وهي الجهل البشري فتفكر فيه لبعض الوقت، بعد ذلك تنقلها فكرة أخرى إلى الأشجار والطبيعة ثم إلى السياسة!
الأمر أشبه بأخذ جولة داخل عقل الكاتب أو الشخصية، ففي الحقيقة يجعلنا هذا الأسلوب الأدبي نشعر وكأننا نقرأ أفكار شخص مكتوبة ببراعة وعبقرية، فالأسلوب يعبر عن طريقة عمل وسير أفكار العقل البشري الذي لا يفكر في اتجاه واحد أو في شيء واحد بخط مستقيم بل كيف أن فكرة واحدة قد تقود لأفكار أخرى وتطرحها في شكل معقد منسوج داخل بعضه البعض، فنحن مثلًا نرى في القصة كيف أن تساؤلًا صغيرًا أنتج سيلًا من الأفكار العميقة وتأملات في النفس البشرية، والحياة، والأدب، والوجود، والسياسة وغيرهم.
صراحةً أعجبني هذا النوع من الأدب كثيرًا بالرغم من أنه مُجهد للعقل ويتطلب يقظة من القارئ لتتبع الأفكار، لكن لا أعتقد أن هذا النوع منتشرًا كثيرًا في الأدب العربي.
التعليقات