منذ أكثر من سنة وضعت تعلم صناعة الأفلام كهدف لي، ووضعت خطة محكمة لتحقيقه، وحتى أنني التزمت بتطبيقها لأكثر من شهر كامل، لكن فجأة فقدت حماسي للتعلم وبدأت أفقد إلتزامي اتجاه البرنامج المسطر، وبعد حوالي 03 أشهر انتهى بي الحال بالتخلي عن هذا الهدف كليا، ولتبرير فشلي في تحقيق هذا الهدف أقنعت نفسي أنّ هذا المجال لم يكن مناسبا لي.

يحدث هذا الأمر مع الكثير من الأشخاص، يشعرون في البداية بالأمل والثقة بأنهم سيحققون أهدافهم المسطرة، لكن وبعد مرور فترة معينة تنخفض طاقتهم ويفقدون الشغف نحو أهدافهم. 

تكمن المشكلة الأساسية في أنّ الأشخاص العاديين لا يجيدون كيف يحافظون على حماسهم لفترة طويلة، وهذا هو الفرق بينهم وبين الأشخاص الناجحين، وليس الذكاء أو التعليم أو الحظ كما يعتقد الكثيرون. 

يقدم جرانت كاردون في كتابه كن مهووسا أو كن متوسطا حلا لهذه المشكلة، وهذا الحل هو أن تكون مهووسا بالنجاح، أي أن تعامل هدفك كواجب لا كرغبة، وحتى تحافظ على هوسك اتجاه الهدف المراد تحقيقه يجب عليك أن تغذي هذا الهوس بين الفترة والأخرى، ومن بين الأساليب التي اقترحها لتغذية الهوس هو تحديد السبب الذي يجعلك ترغب في تحقيق هذا الهدف دون غيره. مثلا، إذا كنت تريد تحقيق مبلغ مالي معين مع نهاية السنة فإن السبب خلف وضع هذا الهدف قد يكون أنك تريد أن تجعل حياة عائلتك أفضل. 

ويذهب كاردون بعيدا عندما يطلب منا أن نجعل هوسنا بتحقيق الهدف دائم، بمعنى أن لا تكون هناك فترات للراحة خارج ساعات العمل، ففي الوقت الذي لا نعمل فيه يمكننا توجيه هوسنا نحو تعلم أشياء جديدة، وحتى عندما نقوم بأنشطتنا العادية مثل الخروج مع الأصدقاء أو ممارسة الرياضة يجب أن نتأكد من أننا نقوم بأفضل ما لدينا، بمعنى أن نجعل الهوس بالنجاح نمطا لحياتنا.

شخصيا، أوافق كاردون على التحلي بعقلية الهوس بالنجاح من أجل تحقيق أهدافنا، لكن يجب أن نشعر بالهوس تجاه أهدافنا الأساسية فقط، لا نحو كل ما نقوم به في حياتنا، لأن شعور الهوس مرهق وسيتحول بعد فترة طويلة نسبيا إلى عبء يرغب الشخص بالتخلص منه كليا، وحتى الموجه منه نحو أهدافه الأساسية. 

ما رأيكم بفكرة جرانت كاردون؟

كيف تحافظون على حماسكم تجاه أهدافكم؟