كتاب لا تأكل بمفردك، وتغيير مفاهيمنا عن النجاح.

مهارة تكوين العلاقات العامة وإدارتها مهارة يتم تعلمها والتدريب عليها سنوات، فالشخص الذي يرغب في إنشاء شبكة علاقات عليه أولا أن يفهم طباع الناس وطريقة تفكيرهم، وطريقة تفكير المجتمع بشكل عام، وعليه أن يربط مصلحته بمصلحتهم، فقبل أن يستفيد هو منهم عليهم أن يشعروا هم بأنهم المستفيدون منه، وهنا تصبح المنفعة متبادلة، العلاقات العامة ليس بالضرورة أن يكونوا أصدقائك المخلصين، ولكن هم الأشخاص الذين على استعداد لمساعدتك في تحقيق أهدافك ولديهم الإمكانيات والموارد اللازمة، الفكرة هي كيفية دفعهم لتقديم المساعدة حينما تحتاج إليها.

 ومع ذلك يقول أيضاً أنه وجد صعوبة بالغة في التعاون معهم، بسبب رفض البعض المساعدة أو تقديم أي فائدة لهم.

هذا الامر بسبب النظرة الاحادية لدينا، فنحن دائما نحب العمل بشكل فردي، نحن نعتبر أن النجاح عمل فردي بشكل كامل، لذلك لا ننجح أبدا، وهذه ثقافة مجتمع، فحسب ملاحظاتي وجدت أن الأشخاص يخافون من فكرة الفريق، فهم يرون أن هذا يضع نوعا من الإلتزام عليهم

نعم حدث مثل موقفك مع أخي وهو طالب وقد كان معدله امتياز، ووقع مع فريق لعمل المشروع النهائي، وبدؤوا بالتهرب من العمل وإنجازه، وظل يجري خلفهم، ثم بالنهاية عندما حان التسليم، كان الجميع عملهم أقل مما هو مطلوب.. مما قلل درجته في المادة.

عملت بحث التخرج مع صديقتين، أو بالأحرى كانت هناك صديقة والأخرى زميلة في الدراسة كانت من مدينة مختلفة، قمنا بتقسيم العمل، والعمل كان رائحًا في ذلك الوقت حتى أن المسؤول عن بحث التخرج أشاد بالبحث أمام الطلاب في الجامعة

لِذا برأيي أن الأشخاص المناسبين كما قلتِ هم مفتاح أي عمل جماعي ناجح.

أما بخصوص أن العمل الجماعي يساعد في الاتكال على الآخرين فهذا عارِ عن الصحة، لأن هذا يعدُ أمرًا نسبيًا.

أعتقد يا عفاف أن المشكلة ليست في العمل الجماعي بقدر ما هي في طريقة تعاملنا مع فريقنا، تعرضت كثيرا لمواقف مشابهة بما تعرضتي له، في كثير من الأحيان كانت المشروعات والأنشطة التي تطلبها الكلية تتم في فرق، وكان التوزيع عشوائي، وكثيرا ما كان فريقي يضم أشخاصا ذوي مهارات محدودة، فكنت أخذ على عاتقي الارتقاء بمستواهم حتى ننجح جميعا، لأنني أؤمن أن فشل أحد اعضاء الفريق يعني فشلنا جميعا، فكنت أعرض عليهم في بداية المشروع أن نعمل بشكل جماعي ونساعد بعضنا حتى نصل للمطلوب، وكثيرا ما كنت أنا العقل المدبر، حيث أقوم بتوزيع المهام وشرحها لهم ثم أتركهم يقومون بأعمالهم وأنا أقوم بعملي وفي النهاية أصحح الأخطاء، كما كنت أدربهم على مهارات العرض والإلقاء بحكم خبرتي المتواضعة في هذا المجال.

الخلاصة أن القائد عليه العامل الأهم في ربط جميع أعضاء الفريق وتحويل مفهوم النجاح من شخصي إلى نجاح عام، وليس المقصود بالقائد المدير أو من له سلطة، بل الشخص القادر على توجيه الفريق ناحية الهدف المشترك، هل تعتقدين أنه كان بإمكانك التأثير على أعضاء هذا الفريق بشكل مختلف؟

حين تم قبولي في الماجستير

أشعر بالفضول، ما هو تخصصك في الماجستير؟

أعتقد أن ما يحدث في الفضاء الافتراضي هو تصنيف اكثر منه عمل جماعي، فالشخص يؤيد مجموعة أشخاص فقط لمجرد أنهم متفقون معا، لكن هذا لا يعني ان بإمكانهم القيام بعمل ما معا.

العمل الجماعي حسب ما أرى يضاعف فرص النجاح إلى درجة كبيرة، فأنت تجد من يساعدك ويدعمك ويفكر معك، وأتذكر مثل أجنبي يقول بأن عقلين أفضل من عقل واحد، وثلاثة عقول أفضل من عقلين.

هذه المشكلات كلها يعتمد حلها على القائد، بدءا من اختيار فريق العمل المناسب ثم تدريبهم ورفع قدراتهم وأخير حثهم على العمل وإنجاحه، ولكن لأسف نعاني من نقص في من تعلموا القيادة والإدارة بشكل صحيح

نعم هذا ما أعنيه، نحن كبشر قدراتنا ومهاراتنا محدودة للفرد، ولكنها متنوعة ومتعدةة للمجموعة، الفكرة هي ربط جميع هذه المهارات لينتج في النهاية عمل متكامل واحترافي، وهذا ما أعنيه عند تطبيق هذا المفهوم على الشركات والأعمال، أن يشترك كل الأفراد في الهدف، ويتقاسمون النجاح، أما أن يشر كل فرد أنه يعمل بمفرده فهذا من أهم أسباب الفشل في الكثير من الأحيان

وهنا المهارة يا صديقي، مهارة إدارة العلاقات العامة وتحليل الأشخاص المحيطين بك، وتحليل مستوى قدراتهم وسماتهم الشخصية، عليك وضع معايير علمية ومنطقية لمن تختارهم كأصدقاء أو شركاء، أحط نفسك دائما بالنخبة من الأشخاص، الذين لديهم أهداف ومبادئ وطموحات، ويتمتعون بالإخلاص والثقة، وهؤلاء كثيرون بالمناسبة ويمكنك إيجادهم في كل مكان فقط إذا أمعنت النظر، معظم الشركات العالمية بدأت بهذه الطريقة.

أختلف معك بشكل كامل يا أحمد، من وجهة نظري النجاح عمل جماعي تماما، وهي وجهة نظر الكاتب أيضا، ربما ستصل لقدر من النجاح لكنك لن تصل للنجاح الذي أعنيه، انظر للعالم، رؤساء الشركات والسياسيين والمفكرين ورؤساء الدول ورواد الأعمال والمشاهير، هؤلاء لم يكونوا أبدا الأفضل في مجالاتهم ولا الأكثر براعة في أعمالهم، ولكن كانت لديهم ميزة واحدة، وهي جعل الأخرين يعملون لصالحهم، الميزة التي يتمتع بها هؤلاء هي جمع الاشخاص حولهم، وربط مصالح الأخرين بمصالحهم، وإقناع الناس بأن مصلحتهم في أن يتبعونه.

لا أحد ينجح منفردا يا صديقي، السر يكمن في القائد وكيفية قيادته للجماهير، خذ كارلوس غصن مثالا.

هذه الأشياء من الصعب توافرها جميعا في الحياة الواقعية، ألا ترنين أن نجاح العمل الجماعي يعتمد على القائد أكثر من اعتماده على أعضاء الفريق، فإذا كان القائد بالكفاءة الغدارية اللازمة فيمكنه قيادة أي نوع من الأشخاص وإنجاح العمل

هل رأيك هذا يا صديقي مبني على تجربة شخصية أم أنه راجع لطبيعتك الشخصية؟ أعتقد أنك انطوائي نوعا ما.

لا يمكنك القيام بكل شيء بمفردك، مهما كنت ذكي ورائع ولديك خطط واستراتيجيات، لابد لك من أشخاص وموظفين يؤدون هذه الاستراتيجيات، كما لابد لك من شبكة علاقات قوية تقدم لك الدعم والمصالح، لم أعني أن تشترك أن وأصدقائك في نفس الهدف، ولكن أعني أنه عندما يكون هناك هدف مشترك فمن الأفضل القيام به بشكل جماعي بدلا من أن يعمل كل شخص بفرده.

الذي يمنع الشركات من التقدم طبقا للإحصائيات المذكورة في كتاب من جيد إلى عظيم، هو القائد أو المدير الذي يرى ان النجاح عمل فردي، هناك شركات تنهار بسبب هذه النظرة الأحادية.

ابحث عن شخصية كارلوس غصن الذي نهض بشركة نيسان من القاع لواحدة من أقوى الشركات في العالم، فقط لأنه كان مقتنعا أن نجاحه يعني نجاح الفريق وبالتالي نجاح الشركة، وعندما قام بإيصال هذه النظرة للموظفين وتطبيقها على أرض الواقع تحولت الشركة في ثلاثة أعوام فقط إلى شيء أخر بعد أن كانت على وشك الإفلاس، الأن أسقط هذه الأمر على المستوى الشخصي، واسأل نفسك، لماذا ليس كل المديرين كارلوس غصن، ولماذا ليست كل الشركات نيسان.