على مدار قرابة شهر من أحداث طوفان الأقصى عاش العالم العربي رعب منقطع النظير بسبب ما تلقاه من أخبار عما يحدث في فلسطين ساعة بساعة، لكن الغرب لم يصلوا إلى نفس مستوى هذا الرعب، لكنهم بدأو يستشعرونه في الأيام الأخيرة ومن المرجح أن نسب التعاطف سوف تزيد في الأيام المقبلة، واحدة من أسباب هذا هو تعرضهم لما يسمى بالتطهير النفسي العاطفي، فما هو وكيف يعمل؟
الكاتارسيس أو التطهير هو مفهوم أسسه أرسطو في نظرية الفن، وهي وسيلة لمعرفة الحقيقة وتنقية النفس وتخليصها من المشاعر السلبية والانحرافات الأخلاقية، وذلك من خلال ما تأخذه من الثقافة والتعليم والتمارين الرياضية والحكمة والموسيقى، وخاصة الفن، فوظيفة الفن والأدب مثلا عنده هي إحياء العواطف الإيجابية والحد من العواطف السلبية وذلك من خلال فعل التطهير، ولكي يصل الإنسان للتطهير الكامل للنفس يجب أن يتحقق شرطين أساسيين:
- أن نضع أنفسنا في مكان الشخص الذي يتعرض للمأساة.
- أن نقدر المشاعر السلبية التي يعاني منها الأخر دون التقليل منها، فعندما نشاهد فيلم رعب سنشعر بالخوف لكن لن يكون بنفس قوة الحدث لو كان في الحقيقة وبالتالي يمكن عيش نفس المشاعر دون اختبارها واقعيا وهذا يزيد من تعاطفنا مع من يعيش فيها أكثر.
اليوم أصبح التطهير يستخدم في علم النفس كأحد أهم التقنيات العلاجية من خلال بعض الاستراتجيات مثل التنويم المغناطيسي والايحاء، لكن أرسطو كان يركز أكثر على الأثر الأخلاقي الذي تتركه الكاتارسيس في الشخص، وهي استشعار القيم العليا والامتنان ، فبما أن الشخص استطاع أن يعيش الأحاسيس المأساوية التي يشعر بها ممثل في فيلم ما أو تخيل حدث سيء، أو فيديو مرعب أو لعبة مخيفة، فالنتيجة هي أن الشخص سوف يرفض كل مسببات الأحاسيس السيئة وينبذ كل الرغبات التي أدت إلى وقوع المأساة التي وقع فيها الممثل في الفيلم أو صاحب الفيديو.
ما يحدث للغرب الآن هو تطهير عاطفي بسبب فيديوهات الدمار التي تعرض الأوضاع الفلسطينة المزرية والتي جعلت الناس يثورون لرفض مسبب هذه المشاعر.
وأنت ماهي أفضل طريقة تشعرك بالتطهير النفسي هل هي الأفلام أو الأدب والروايات أم ألعاب الفيديو؟ وماهو العمل الفني الذي شعرت بسببه بأسوء شعور؟
التعليقات