في خبايا الحياة، حين نخطط ونرسم أحلامنا على لوحة الزمن، تتسلل الأقدار بخفة، فتضع أمامنا ما لم نفكر فيه، ما لم يأتِ على بالنا. لحظات فرح غير متوقعة، تحديات تصدمنا، لقاءات تغير مسارنا، وخيبات تفتح أعيننا على ما غاب عن إدراكنا.
الأقدار، كما علمنا الإمام الهادي، ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي معلم صامت، يحاكينا بلغة الخلق والحكمة. إنها تذكرنا بأن الحياة أعظم من توقعاتنا، وأن الصبر والتأمل هما مفتاحا فهمها. حين نفقد السيطرة على ما يأتي، نكتشف في داخِلنا قوة لم نعلم بوجودها، ونستشعر رحمة تتجاوز حدود إدراكنا.
ولذلك، دعونا نستقبل كل ما يأتي بلا عناد، بلا مقاومة مستميتة، بل بنظرة متأنية، قلب صابر، وروح يقينية بأن كل حدث مهما بدا عابراً، يحمل في طياته درسًا، وفرصة، وهديًا من حكمة أوسع وأعمق.
في الأقدار ما يفوق خيالنا، وما لم نحسبه، وما لم نحلم به، وفيها جمال يتكشف لمن يفتح قلبه وعقله على مصراعيه، ويرى الحياة كما هي: لوحة متكاملة من حكمة وجمال ودهشة لا تنتهي.
التعليقات