الطاولة والكوب المكسور
في المطبخ، حيث تمرّ الحياة اليومية بلا توقف، كانت الطاولة الخشبية تقف بثبات، تحتها أرجل غير متساوية قليلاً، وفوقها كوب خزفي مكسور الحافة، ما زال يُستخدم رغم كل شيء.
قال الكوب، وهو يختل قليلًا عند كل لمسة: "أشعر أنني لم أعد صالحًا." ردّت الطاولة، بنبرة مطمئنة: "لكنك ما زلت تُملأ… وهذا يكفي." تنهد الكوب: "كل من يشربني، يغير يده كي لا تلمس الكسر." أجابت الطاولة: "ورغم ذلك، لم يرموك." صمت الكوب لحظة، ثم قال: "هل البقاء رغم العيب… حب؟ أم مجرد عادة؟" قالت الطاولة، ببطء: "الحب لا يعني الكمال… بل احتمال العيوب يومًا بعد يوم، دون أن تذكرها."
في تلك اللحظة، وضع أحدهم الشاي داخل الكوب… ووضعه بلطف على الطاولة.
التعليقات