لمعت في ذهني في غابر الأيام فكرة (إنجاز كل شهر) وبدأت أكتب فيه في ملاحظات الجوال كل شهر فكرة ألزمت نفسي التقيّد بها طوال حياتي، وفي جلسة من جلسات السمر مع أحد الأصدقاء ذكرت له تلك الطريقة فنقدني بأن الأفكار ستتكاثر مع الشهور، وسيقع العجز عن الوفاء بها.
استمررت على تلك الحال عدة سنوات فوقع ما كان يخافه ذلك الصديق، وانفرط العقد، وبقيت أطلال من الأفكار لا زلت محافظًا عليها، وعجزت عن كثير منها، وكان نصيب بعضها الفعل والترك، وتركت بعدها التدوين.
وقبل مدة ليست باليسيرة صارت تراودني فكرة (إنجاز كل يوم) ثم رأيت بعض الكتاب قد أدرجها في بعض كتاباته، ولعلّ قول ابن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي" قدح شرارة هذه الفكرة.
لكن حكمة العمر علمتني الانقباض عن المثالية وحسن تقدير حساب الهمة + العمل + الزمن + فقلت كيف أفي بإنجاز كل يوم وأنا لم أستطعه كل شهر، فعلمت أن ذلك من الأماني.
لكن قبل ذلك كان لابد أن نحرر مصطلح الإنجاز؛ لأن بعض من يقرأ ويختلف معي قد يعدّ بعض الإنجازات إنجازات وهي ليست كذلك، فنبدأ باستبعاد ما لا يعدّ إنجازًا حتى نعرّف الإنجاز بالحدّ الجامع المانع .. فطهي الطعام لا يعدّ إنجازًا .. وإصلاح عطل طارئ في إمدادات المياه لا يعدّ إنجازَا .. والوضوء والصلاة لا يعدّ إنجازًا ..
إذن ما الإنجاز؟ وما المدة التي لابد أن أملاًها بإنجاز حتى أكون ناجحًا .. إنجاز كل يوم أم كل أسبوع أم كل شهر ؟
موضوع له تتمة ينتظر نظرتكم ..
التعليقات