كنا جالسين أنا وصديقي الذي سيتزوج قريباً، نتجاذب أطراف الحديث في حق كل طرف من أطراف الزواج على الطرف الآخر، ودار الحديث حول الابتزاز العاطفي والمادي الذي قد يمارسه الزوج على زوجته.

قص لي صديقي أنه يعلم واحدة من أفراد أسرته (لا تعمل فليس لها مرتب شهري) يقوم زوجها بابتزازها عاطفياً ومادياً لأجل شراء بعض الرفاهيات وليس لشراء الأساسيات، فزوجها ضعيف التدبير المادي ويحب الإنفاق أحياناً بأكثر مما يسمح به دخله على رفاهيات غير ضرورية، وبالتالي يحدث عجز مالي فيطلب من زوجته أن تمده بالنقود.

لا يطلب ذلك بمحبة أو بإيحاء لشراكتها، بل يضغطها باستغلال حس الواجب لديها، ويضغطها عن طريق ممارسة ألاعيب نفسية وابتزازات عاطفية عن مسؤوليتها تجاه الأسرة، ويقوم باستغلال سلطته كرجل في الإيحاء إليها أنها تقوم ببدء مشاكل زوجية إذا لم تساعده، أو يحزن ويحادثها كأنها أساءت إليه، إذا لم تساعده مادياً.

الغريب أن الزوجة لم تقابل ذلك التصرف من زوجها بالرفض أو المواجهة، فكونها لا تعمل فهي تقدم له المال من نقود ميراثها، رغم ذلك يمنح الزوج نفسه حق الغضب واللوم، كأنما يمارس دور المظلوم الذي تُخلى عنه في منتصف الطريق إذا توانت زوجته عن تقديم نقود إليه.

متى تتحوّل "الطيبة" إلى سجن عاطفي يحبس المرأة في علاقة تستنزفها بدون وجه حق؟