منذ مدّة قرأت منشورا على فيسبوك لأحد الأصدقاء يتحدث فيه عن كيفية تخلّصه من سجن أفكاره المقيتة (وصف استخدمه نفسه). من خلال ١٠ أسطر عشتُ حالةً دقيقة من التوجّس من أفكاري التي تسكن في رأسي بدون إذن وبدون أن أحاول يوما نقضها والتدقيق في صحتها. نعم تلك الأفكار تسكن ولكن ليس بشكلٍ سلمي ومشروع بل بشكلٍ استعماري، مكبِّلةً أذهاننا. فكيف تقنع عاملًا في إحدى المصانع، يعمل لإثنا عشرة ساعة وبظروفٍ مزرية، أنّه يستحق أفضل من ذلك؟ وكيف تقنع صاحب العمل أنّ من يعمل لديه هو إنسان يتمتع بكافة حقوقه الانسانية؟

أعتقد أنّ التحرر من الأفكار التي يسكن داخلها ذاك العامل وصاحب العمل هي أصعب من تحرير أوطانٍ بكاملها لأنّ الثمن فك قيود فكرية تاريخية حملتها أمم بكاملها.

الحرية الفكرية هي المنطلق لنيل أسمى أنواع الحريات.

ولكن، هل نحن نقوى على دفع الثمن؟